ودفع مهرا تسعة الاف ريال واشترى شقة جديدة لعروسه وانفق الاف الريالات على رحلة شهر العسل.
وتقول شيخة التي طلبت عدم نشر اسمها الاخير "تزوجت مثل الاميرات وفي غضون ثلاثة اشهر هجرني كشحاذة. بدأت خلافتنا عندما اتهمني زوجي بانني سبب استدانته."
وحصل زوج شيخة مثل كثيرين من العمانيين على قرض مصرفي لسداد تكاليف الزواج التي عادة ما يتحملها الرجل. واثرت الاعباء المالية على حياة الزوجين وطلقها زوجها رغما عن ارادتها في عام 2008 .
واحتفظت شيخة بالمهر وعادة ما ينفق على شراء الحلي الذهبية والملابس والممتلكات بينما تركت طليقها مثقلا بالديون التي تراكمت بداية من حفل الزفاف.
وقال محمد الشحري الناشط القانوني "يقل الدخل الشهري لاكثر من نصف الرجال العمانيين عن 700 ريال. يعجزون عن دفع تكاليف الزفاف وفي النهاية يسقطون في مستنقع الدين في السنوات الاولى للزواج."
وتابع "غالبية حالات الطلاق بسبب المشاكل المالية الكامنة ورغم ان المهر قد لا يكون سببا مباشرا للطلاق فانه يسهم في اذكاء التوترات المالية والخلافات الشخصية."
وطفت مشكلة تكاليف الزواج الباهظة التي دفعت كثيرين للاحجام عن الزواج على السطح خلال الاحتجاجات العنيفة التى هزت سلطنة عمان العام الجاري مع اتساع نطاق الاضطرابات السياسية في العالم العربي.
وفضلا عن احتجاجات مطالبة بتحسين الاجور وتوفير فرص عمل ومحاربة الفساد في السلطنة طالب متظاهرون الحكومة بالتحرك لانشاء صندوق لدعم الزواج لمساعدة الشبان على تحمل التكلفة الاخذة في الارتفاع.
ودعا مجلس الشورى العماني لتأسيس صندوق دعم الزواج الذي يقدم قروضا بدون فائدة لمن يحتاجونها فضلا عن خدمات قانونية واستشارية تشمل نصائح بشأن حفلات زفاف ارخص ومهور أقل.
وقال المحتج عبد الله العبري (27 عاما) "وصلنا لمرحلة نعجز عندها عن الزواج. ظللنا نتنافس مع نظرائنا والان نستجدي مساعدة الحكومة."
ويحق للفرد الذي يقل دخله الشهري عن 500 ريال التقدم بطلب حصول على قرض اربعة الاف ريال ولكن ربما لا يسهم الاقتراح في احداث تغيير يذكر نظرا للتكاليف الحالية.
وبدأ الاتجاه نحو اقامة حفلات زفاف فخمة في الثمانينات وقاد ذلك لخلل سكاني مع اتجاه عمانيين للزواج من اجنبيات يعتقد ان احتمال مطالبتهن بمهور ضخمة وحفلات زفاف فخمة أقل.
وقد تصل تكلفة حفل الزفاف في عمان الى 30 الف ريال بينما يبلغ المهر 15 الفا. وفي بعض المناطق البعيدة عن الساحل قد يصل هذا الرقم الى 30 الفا. وتحدد اسرة العروس قيمة المهر وعادة لا يكون للعروس نفسها رأي في تحديد المبلغ.
وقال عبد الجليل وهو عماني يعمل في شركة نفط " تطلب مهور أعلى في المدن البعيدة عن الساحل مثل البريمي وعبري بسبب الافكار القبلية والضغوط الاجتماعية."
وأضاف أن دفع مهر كبير مدعاة للفخر بينما يثير المهر المتدني شكوكا بان هناك خطبا ما.
وتابع "كنت محظوظا عملت لمدة خمسة اعوام قبل ان اتزوج. استنفدت مدخراتي كلها في تكاليف الزواج. ساهم كل فرد في اسرتي بشيء."
من نازنين اكبري