السلطان عبد الحميد الثانى
هو السلطان الرابع والثلاثون من سلاطين الدولة العثمانية، وآخر من امتلك سلطة فعلية منهم.
وولد في 21 سبتمبر 1842 م، وتولى الحكم عام 1876 م. أبعد عن العرش عام 1909 م بتهمة الرجعية، وأقام تحت الإقامة الجبرية حتى وفاته.
يعرفه
البعض، بـ(اولو خاقان) أي ("الملك العظيم") اعتبره كثير من المسلمين آخر
خليفة فعلي للمسلمين لما كان له من علو الهمة للقضايا الإسلامية وما قام به
من مشروعات لخدمة البلاد
هو ابن السلطان عبد المجيد الأول من زوجته
الثانية، اسمها "تيرمشكان" الشركسي الأصل توفيت عن 33 عاما، فقامت بتربيته
زوجة أبيه "بيرستو قادين" التي اعتنت بتربيته، وأولته محبتها؛ لذا منحها
عند صعوده للعرش لقب "السلطانة الوالدة".
تولى السلطان عبد الحميد
الثاني الخلافة حيث كانت الدولة في منتهى السوء والاضطراب، سواء في ذلك
الأوضاع الداخلية والخارجية والازمات المالية
دعا جميع مسلمي العالم
في آسيا الوسطى وفي الهند والصين وأواسط أفريقيا وغيرها إلى الوحدة
الإسلامية والانضواء تحت لواء الجامعة الإسلامية، ونشر شعاره المعروف "يا
مسلمي العالم اتحدوا"، وأنشأ مدرسة للدعاة المسلمين سرعان ما أنتشر خريجوها
في كل أطراف العالم الإسلامي الذي لقي منه السلطان كل القبول والتعاطف
والتأييد لتلك الدعوة، ولكن قوى الغرب قامت لمناهضة تلك الدعوة ومهاجمتها.
بدأت
قضية مذابح الأرمن في عهد السلطان عبد الحميد الثاني، إذ قالت الدولة
العثمانية أن روسيا قامت بإثارة الأرمن الروس القاطنين قرب الحدود الروسية
العثمانية وقدمت بريطانيا دعماً قوياً لتلك المنظمات لأنها كانت تريد تفتيت
الدولة العثمانية
كان قبول الدولة العثمانية إقامة دولة أرمنية في
مركزها (في شرقي الأناضول) وفي مناطق يشكل المسلمون فيها الأكثرية بمثابة
عملية انتحارية للدولة العثمانية. إذ كان عدد الأرمن يتراوح بين مليون
ومئتي ألف إلى مليون ونصف مليون في جميع أراضي الدولة العثمانية.
لذا لم
يعبأ السلطان بالضغوطات الخارجية ولا بتهديد انجلترا وقيامها بإرسال
أسطولها إلى جنق قلعة. وحاولت تلك المنظمات المسلحة اغتيال السلطان عام
1905 بتفجير عربة عند خروجه من المسجد. ولكن السلطان نجا، وألقي القبض على
الجاني، ولكن السلطان عفا عنه
لما عقد اليهود مؤتمرهم الصهيوني
الأول، اتفقوا على تأسيس وطن قومي لهم، وأصر هرتزل على أن تكون فلسطين هي
الوطن القومي لهم، اتصل هرتزل بالسلطان عبد الحميد مرارًا ليسمح لليهود
بالانتقال إلى فلسطين، ولكن السلطان كان يرفض، ثم قام هرتزل بتوسيط كثير من
أصدقائه الأجانب الذين كانت لهم صلة بالسلطان أو ببعض أصحاب النفوذ في
الدولة، لكنه لم يفلح، وأخيرًا زار السلطان عبد الحميد بصحبة الحاخام (موسى
ليفي)و(عمانيول قره صو)، رئيس الجالية اليهودية في سلانيك، وبعد مقدمات
مفعمة بالرياء والخداع، أفصحوا عن مطالبهم، وقدَّموا له الإغراءات المتمثلة
في إقراض الخزينة العثمانية أموالاً طائلة مع تقديم هدية خاصة للسلطان
مقدارها خمسة ملايين ليرة ذهبية، وتحالف سياسي يُوقفون بموجبه حملات
الدعاية السيئة التي ذاعت ضده في صحف أوروبا وأمريكا.
لكن السلطان رفض بشدة وطردهم من مجلسه
لذا
قرروا الإطاحة به وإبعاده عن الحكم، فاستعانوا بالقوى المختلفة التي نذرت
نفسها لتمزيق ديار الإسلام، أهمها الماسونية، والدونمة، والجمعيات السرية
(الاتحاد والترقي)، والدعوة للقومية التركية (الطورانية)، ولعب يهود
الدونمة دورًا رئيسًا في إشعال نار الفتن ضد السلطان.
تم عزله وخلعه من منصبه عام 1909 وتم تنصيب شقيقه محمد رشاد خلفاً له.
من
اقواله: أنصحوا الدكتور هرتزل بألا يتخذ خطوات جدية في هذا الموضوع فإني
لا أستطيع أن أتخلى عن شبر واحد من أرض فلسطين، فهي ليست ملك يميني، بل ملك
الأمة الإسلامية، ولقد جاهد شعبي في سبيل هذه الأرض ورواها بدمه، فليحتفظ
اليهود بملايينهم، وإذا مزقت دولة الخلافة يوما فإنهم يستطيعون آنذاك أن
يأخذوا فلسطين بلا ثمن، أما وأنا حي فإن عمل المبضع في بدني لأهون علي من
أن أرى فلسطين قد بترت من دولة الخلافة وهذا أمر لا يكون. إني لا أستطيع
الموافقة على تشريح أجسادنا ونحن على قيد الحياة