المرض ما زال يضع عبئاً ثقيلاً على البشرية. لكن يمكن بذل جهود جديدة، بل
ينبغي بذلها، لتحسين الطريقة التي
تتم بها مواجهة المرض، والتي تزيد من خطر أشد صور العدوى حدة.
على الرغم من التراجع الطفيف في الأثر العام له، إلا أن السل ما زال يصيب
9.4 مليون نسمة ويقتل 1.7 من البشر سنوياً. والأدهى أن المرض المقاوم
لعقاقير متعددة يصيب 440 ألفاً، بينما يصيب نوع مقاوم لطيف واسع من
العقاقير 27 ألفاً آخرين. وهذه حالات من الصعب معالجتها.
العائق الأكبر أمام التقدم هو سوء نوعية اللقاحات المانعة للإصابة، وكذلك
التحليل التشخيصي، وعقاقير علاج السل. وهناك حاجة إلى مزيد من التمويل
وحوافز جديدة لابتكار تقنيات جديدة، بعض منها تحت التطوير بالفعل، لكنها
مهددة الآن بتخفيض الميزانيات.
والأدوية والمستخدمة حاليا، التي ينبغي استعمالها خلال ستة أشهر حدا أدنى،
تمثل عقبة من نوع خاص. فهي ذات نوعية متغيرة وينتج عنها آثار جانبية غير
سارة. وعندما لا يتم تعاطيها وفقاً للوصفة، تولّد المقاومة، وتغذي نوعي
السل المذكورين المقاومين للعقاقير، اللذين باتا معروفين الآن في 69 بلداً.
وإحدى المشكلات هي أن العقاقير الأساسية للسل عادة ما تكون ضعيفة الجودة،
أو لا يتم تعاطيها على الدوام وفقاً للطريقة الصحيحة. والمشكلة الأخرى هي
أنه لا يتم تشخيص سوى نصف الحالات المقاومة للعقاقير المتعددة، وعُشر هؤلاء
تتم معالجتهم فقط بأدوية ''إنقاذ'' بديلة ذات قوة أكبر. ومنح الأدوية
الأساسية للمرضى من الفئة المقاومة للعقاقير المتعددة يؤدي إلى إطلاق مزيد
من المقاومة، ولا يفعل شيئاً لمساعدتهم على التعافي، كما يؤدي إلى كل شيء
يقود إلى نشر أكثر صور العدوى خطورة.
جزء من الحل يكمن في المال. فالأدوية المنقذة للحياة أكثر تكلفة، وكذلك
الحال بالنسبة للتشخيص الجديد الذي يمكنه تحديد السل المقاوم للعقاقير
المتعددة بصورة أسرع وأكثر دقة. ومع ذلك يتراجع المانحون. والبلدان – بما
فيها البلدان الناشئة الغنية، مثل الهند والصين ذات العبء الثقيل – بحاجة
إلى بذل المزيد لمساعدة أنفسها.
كذلك تحسين استعمال المال المتاح من شأنه المساعدة. إن عقاقير التخلص من
السل باهظة الثمن. والطلبيات غير المنتظمة وبكميات صغيرة، لا تفعل إلا
القليل لتشجيع صانعي الأدوية على الدخول في السوق، أو تقديم إمدادات
منتظمة.
ويمكن لتجميع الأموال المخصصة لشراء العقاقير من مختلف البلدان، وتعزيزها
بتبرعات إضافية، أن يوفر سوقا أوسع وأكثر يقيناً لتحفيز إنتاج مزيد من
العقاقير ذات الجودة الأعلى التي يمكن تدبير ثمنها.
إن علاج السل سيكون مكلفا، لكن الثمن سيكون أكبر في حال التقاعس وعدم التحرك.