خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز على قاعدة عريضة من
المحبة والتقدير من قبل مواطنيه وأبناء أمته العربية والإسلامية، وقد أهله
لكل ذلك تواضع جم وسماحة
مطبوعة جسّدت في نفسه كل معاني الخير
والشهامة والنخوة العربية الأصيلة، ولهذا كانت تلك القرارات السامية التي
أصدرها المليك المفدّى لتتلمس حياة المواطنين وتؤثر فيهم، وكان من الطبيعي
أن يتفاعلوا معها ويصفوا يوم صدورها بـ (جمعة الخير)، ولعلهم بهذا الوصف
الدقيق أرادوا من كل قلوبهم أن يؤكدوا للملك مدى اعتدادهم به وتقديرهم
لحكمته وإنسانيته التي تجاوزت كل الآفاق. وجاءت مخاطبة الملك عبد الله بن
عبد العزيز آل سعود لأبناء شعبه (أنا فخور بكم)، ليتبع هذا الحديث الملكي
الرائع بتلك القرارات السعيدة التي دفعت بمواطنيه أن يخرجوا عن بكرة أبيهم
في ذلك اليوم الأغر من جمعة المحبة والخير، معبرين من خلال ذلك كله عن حبهم
لهذا الملك العادل الذي ربط القول بالعمل الصالح، بعد أن وفقه الله في أن
يقدم نمطاً صادقاً وجديداً في القيادة؛ يحقق من خلاله الكثير من تطلعات
مواطنيه في النماء والعزة والاستقرار الذي انتظم القطاعات كافة ومختلف
شرائح المجتمع السعودي. ولا شك أن هذه القرارات الموضوعية النافذة أحدثت
تغييراً لن يُنسى في حياة المواطن السعودي؛ شملت المواطن والمقيم والمهتم
بشؤون السعودية لتبقى من أهم أيامهم التاريخية وأكثرها تأثيراً في مستقبل
أيامهم، إذ إنها لم تهمل حتى أبسط مقومات حياتهم. علماً بأن هذه القرارات
الإنسانية الحكيمة لم تكن مستغربة من رجل دولة في قامة الملك عبد الله نذر
نفسه لخدمة الدين والوطن، فهي بهذا تعد استكمالاً لمسيرة كبرى بدأها منذ
توليه زمام الأمور في بلادنا الغالية؛ تجسد أحلام الشعب، وتقضي على
(البطالة)، وتحاصر (الغلاء)، وتكبّل (الفساد)، إضافة إلى أنها تؤدي إلى ضبط
الأسواق، وتوفر فرص العمل للمواطن، وتشهّر بالمتلاعبين الفاسدين. من أجل
كل ما تقدم فإن الشعب السعودي يزداد كل يوم حباً لهذا القائد الحكيم في
قراراته والصادق في تعاملاته، فهو بحق ملك الوفاء لشعب الوفاء. ولا يختلف
اثنان في أن خادم الحرمين الشريفين وجّه كلمته وأصدر أوامره في الوقت الذي
تتطلع فيه كل الأنظار إلى السعودية ليأتي الرد القاطع والحكيم من ذلك
القائد والرائد الذي صدق أهله.
حفظ الله خادم الحرمين الشريفين للمملكة وللأمتين العربية والإسلامية.
سفير السعودية في السودان