اعتبرت الولايات المتحدة ان خطاب الرئيس السوري بشار الاسد الاربعاء
كان خاليا من المضمون الفعلي ولم يذكر الاصلاحات التي يطالب بها الشعب فيما
طالب اعضاء في الكونغرس الرئيس الاميركي باراك
اوباما باعتماد استراتيجية جديدة مع سوريا وبدء دعم المعارضة.
وكان
الرئيس السوري بشار الاسد تحدث امام مجلس الشعب السوري بعد اسابيع من
الاحتجاجات ضد نظامه قائلا ان بلاده تتعرض "لمؤامرة" من قبل "اعداء" لكنه
لم يتطرق الى تفاصيل الاصلاحات الموعودة ولم يعلن رفع حالة الطوارىء
المفروضة في البلاد منذ خمسين عاما.
وقال المتحدث باسم الخارجية
الاميركية مارك تونر للصحافيين في واشنطن ان "الامر يعود في النهاية للشعب
السوري لكي يحكم على ما سمعه وما اذا كان الرئيس الاسد عبر عن خطوة ايجابية
الى الامام في الاستجابة لتطلعاتهم".
واضاف "نتوقع ان يكون خيب
امالاهم، ونشعر بان الخطاب لم يكن على مستوى احترام الاصلاحات التي يطالب
بها الشعب السوري والتي اشارت مستشارة الرئيس الاسد الى انها ستعلن".
وتابع تونر "من الواضح ان خطابه كان خاليا من المضمون الفعلي ولم يتطرق الى اصلاحات محددة".
ولم
يعلن الاسد الاربعاء عن اي اصلاح سياسي في كلمة القاها في مجلس الشعب
وكانت موضع ترقب شديد بعد التظاهرات والاحتجاجات التي انطلقت في 15
آذار/مارس واوقعت 130 قتيلا بحسب منظمات حقوق الانسان، و30 قتيلا بحسب
السلطات.
واعلن الاسد ان سوريا تتعرض لمؤامرة "تعتمد في توقيتها
وشكلها على ما يحصل في الدول العربية"، لكنه لم يعلن عن برنامج زمني لسلسلة
اجراءات اعلنت عنها الخميس مستشارته للشؤون الاعلامية بثينة شعبان وبينها
اعداد مشروع لقانون الاحزاب واتخاذ اجراءات لمكافحة الفساد، كما لم يتخذ اي
قرار متعلق بالغاء قانون الطوارىء.
وقال المتحدث الاميركي "سوف ندين بشدة اي عنف يمارس على المحتجين".
من
جانب اخر، طلب السناتور الجمهوري جون ماكين والسناتور المستقل جو ليبرمان
الاربعاء من الرئيس الاميركي التخلي عن سياسة الحوار مع سوريا وبدء دعم
المعارضة السورية.
وقالا في بيان مشترك ان جهود اوباما لاجراء حوار مع دمشق لم تات بنتائج وانه آن الاوان لدعم المتظاهرين ضد النظام السوري.
وجاء
في البيان ان "من الضروري اعتماد استراتيجية جديدة حول سوريا، تجعل
الولايات المتحدة تدعم التطلعات والمطالب المشروعة للشعب السوري حيال
مستقبله".
واضاف البيان "نحث الادارة ايضا على العمل مع الاسرة
الدولية لكي توضح للرئيس الاسد انه اذا استمر على طريق القمع والعنف فسيكون
لهذا الامر عواقب خطيرة".
واشاد ماكين وليبرمان بادانة ادارة
اوباما لقمع المتظاهرين في سوريا وقالا ان على واشنطن "الاستمرار في
التعبير عن مواقفها بشكل واضح" في هذا المجال.
واضافا ان "الولايات المتحدة يجب ان تقف بدون لبس الى جانب الشعب السوري في هذه المرحلة المحورية".
من
جهته اعتبر السناتور الجمهوري جون كايل وهو من اشد منتقدي جهود اوباما
لفتح حوار مع سوريا، ان على الولايات المتحدة ان تدعو الاسد الى التنحي
ودعا السفير الاميركي في دمشق روبرت ردفورد الى "التحقيق" في الهجمات على
المتظاهرين.
واعتبر كايل ان الاسد "يهدد المصالح الحيوية للامن
القومي الاميركي" مشيرا الى الانشطة السورية في لبنان والتعاون المفترض مع
كوريا الشمالية لتطوير برنامج نووي ودعمها لحزب الله وحركة حماس.
وقال
كايل "يجب ان نتعلم من اخطائنا ويجب ان يدعو الرئيس اوباما ووزيرة
الخارجية هيلاري كلينتون الاسد بسرعة الى التنحي ودعم المعارضة السورية
المشروعة".