وصف التحليل الصادر عن مركز أمريكى متخصص فى تحليل شخصيات زعماء
العالم، الرئيس الليبى معمر القذافى، بأنه صاحب شخصية نرجسية خبيثة مريضة
بجنون العظمة.
ونقلت هيئة الاذاعة البريطانية "بى بى
سى" عن جيرولد بوست الأستاذ
بجامعة واشنطن والمؤسس لهذا المركز قوله: "الكثير من الزعماء الدكتاتوريين
الذين درسنا شخصياتهم على مدى سنين طويلة يتسمون بالنرجسية الخبيثة".
وأوضح بوست ما يعنيه "بالنرجسية الخبيثة" قائلاً إنها حالة مرضية لها أربعة
أعراض: أولا، شعور مفرط بالعظمة والتفوق يمنع صاحبه من التعاطف مع
الآخرين. ثانياً، توجه إرهابى يدفع إلى لوم الآخرين على أى خطأ يقع وإنزال
أشد العقاب بهم. ثالثاً: غياب وازع الضمير، وأخيراً، الاستعداد التام
لاستخدام أقصى درجات العنف من أجل تحقيق الأهداف.
وعن ملامح شخصية معمر القذافى قال جيرولد بوست إنه من خلال كلامه وتصرفاته
تتأرجح بين الدهاء ورجاحة العقل من ناحية، والجنون والشطط من ناحية أخرى،
وإنه عندما يتعرض لضغوط شديدة يفقد صلته بالواقع وتصبح تصرفاته انفعالية
وغير متوقعة.
وأعرب بوست عن اعتقاده بأن القذافى يفقد صلته بالواقع فى حالتى تحقيق انتصار مهم أو التعرض لخسارة كبيرة.
وضرب مثالاً بأن القذافى عندما بدأت قواته تتفوق عسكرياً على المتمردين
واقتربت من بنغازى اتسمت تصريحاته بالحدة والانفعالية، وهو ما عكس غروراً
ونشوة عارمتين بقرب سحق المتمردين.
وأضاف أنه عندما يشعر بالخسارة أو يواجه شبح الهزيمة كما حدث فى بداية
التمرد، وعندما بدأت العمليات العسكرية لقوات التحالف الدولى، فإنه يصور
نفسه على أنه البطل الذى يواجه العالم وحده بجسارة ليس لها مثيل، وهو فى
نفس الوقت يصدر ردود فعل بالغة التطرف مثل قوله إنه سيقاتل حتى آخر قطرة من
دمه، وهو كلام يقوله بقناعة كاملة.
وقال بوست إن معمر القذافى ليس بالشخص الذى يمكن أن يقدم على الانتحار، ولا
يمكن أن يقبل الرحيل من ليبيا ليعيش حياة هانئة فى المنفى.
وختم جيرولد بوست حديثه بقوله إن السؤال الذى يدور برأس قادة التحالف
الدولى الآن هو: ما الذى يمكن عمله لتسهيل هروب أعوان القذافى وانضمامهم
للمتمردين لتشتد عزلته وتصل إلى الدرجة التى يصبح فيها عاجزاً عن حكم
ليبيا؟
يذكر أن هذا المركز التابع لوكالة الاستخبارات الأمريكية بدأ عمله بعد
الحرب العالمية الثانية بدراسة شخصية الزعيم النازى أدولف هتلر.