هيأى طفلك للمدرسة بالترغيب والتشجيع واشاعة الأمن والطمانينة فى نفسه تبدأ الدراسة خلال الأيام القليلة القادمة في معظم الدول العربية ، وتتأهب الأسر لاستقبال عام دراسي جديد ، وعادة ما يصاب بعض الأطفال بالانزعاج مع انتهاء الأجازة الصيفية الأمر الذي يعني النوم والاستيقاظ مبكراً ، ومشاهدة التليفزيون بحساب وغيرها من الأوامر التي يمليها الآباء على الأبناء . لكن سرعان ما تنتهي المعاناة ويتأقلم الأطفال على الروتين الجديد بعد أيام معدودة من دخول المدرسة ، ولكن تبقي المخاوف لدي الأطفال الملتحقين بالمدرسة لأول مرة وخاصة مع الضغط الواقع عليهم من الآباء ، لذا أنه من الخطأ لجوء الأم إلى عقاب الطفل لإجباره على الذهاب إلى المدرسة، وبدلا من العقاب يكون علاج المشكلة بذهاب الوالدين أو أحدهما معه إلى المدرسة من أول يوم ولمدة شهر ، ويجلسان معه ثم يتواريان عن نظره بعض الوقت ، ويظهرا بعد قليل حتى لا يشعر الطفل بعدم الأمان. مخاوف مؤقتة وعن مخاوف سنة أولي مدرسة تأتى من أن معاناة بعض الأطفال من الخوف والقلق مع بداية الدخول المدرسي، يعود إلى عدة أسباب وهي خروج الطفل من بيئة البيت الضيقة إلى بيئة أوسع وأشمل ، بيئة عدد أفرادها أكبر من الأسرة العادية، والكل بالنسبة لهم يعد غريباً، وهناك أطفال لم يكن لهم مسبقاً اتصال مع من هم خارج دائرة البيت فيتخلف عندهم صعوبة التواصل مع المحيطين بهم، وهناك أطفال يرتبطون ارتباطاً لصيقاً بأمهاتهم إلى درجة مرضية. وهنا قد تنقسم المخاوف إلى قسمين:_ الأول : خوف مؤقت ناتج عن الجو الجديد والبيئة الجديدة التي سيدخلها الطفل، والثاني :_هو الخوف الدائم والطويل وفي الأعم يكون سببه مكبوتات ومشكلات نفسية، وهناك مخاوف أخرى ناتجة عن صعوبة التعلم أو صعوبة الكتابة أو ناتجة عن تعامل المدرس، وهذه لا تكاد تتجاوز نسبته 6 إلى 10 في المائة من كل الحالات، إلى أن هذه المشكلات يمكن أن تعترض الصغار، ولكن يمكن تخطيها بمساعدة الأبوين، وبحنكة المدرسة وإدارتها ومعلميها، كما يمكن تخطيها بإرادة التلميذ نفسه، إذا كان يمتلك الشخصية القوية. وننبه علي أهمية دور الآباء في بث الثقة في نفس الطفل بعدم نقل مخاوفهم إلى دواخل الطفل مما ينتج عنها إرهاب من الدروس والمدرسة يستمر مع الطالب مدة طويلة، كما أن الآباء لا يجب أن يعلموا الطفل بعصبية زائدة مما يزرع المخاوف في أعماق الطفل من الفشل. عوامل جذب وهنا يبرز دور الأم في ترغيب طفلها في المدرسة وتهيئته نفسياً لأول يوم حتي يمر بسلام ، وذلك عن طريق التمهيد قبل المدرسة بمدة كافية ليكون الطفل انطباع جيد عن هذا المكان المجهول بالنسبة له ،كأن تتحدث معه كثيرا عن أهمية المدرسة والدراسة، وأن تشرح له أن المدرسة ستجعل منه شخصا مهما، وأنها مكان سيلعب فيه ويتعلم القراءة والكتابة والرسم، وتوضح له أن المدرسين يحبون تلاميذهم الذين لا يخافون من المدرسة ، ثم تبدأ بعد ذلك باصطحابه لزيارة المدرسة قبل الدراسة بأسبوع حتى يتعود على شكل المدرسة ويشعر أنها تجمع بين النادي ومكان العلم. وهناك عوامل جذب أخري:_ منها ساندويتش المدرسة ، فالأم يجب أن تعرف ما يحبه الطفل ، وما لا يحبه، ولا بد أن تسأله عما يحب أن يأكله، وتعد له علبة الساندويتشات بطريقة جميلة وجذابة ، وأن تحرص على وضع بعض الحلوى أو ثمار الفاكهة معه، وأن تخصص له "زمزمية" ماء شكلها جميل ومريحة في فتحها وغلقها، وأن تبحث عن السبب إذا لم يتناول الطفل طعامه في المدرسة. نوم منتظم ومن الأمور التي يجب أن تحرص عليها الأم هي تنظيم مواعيد النوم لأبنائها الذين تعودوا السهر خلال الصيف لاكتساب عادات نوم أفضل قبل العودة إلى المدرسة. حيث أنه مثلما لا يستطيع السائق قيادة السيارة بخزان وقود نصف فارغ ، لذلك يحتاج الأطفال والمراهقون لوقت كافِ من النوم كي يستطيعوا إكمال يوم الدراسة بنجاح. وأن العديد من الأطفال وخصوصاً المراهقين يغيرون مواعيد نومهم واستيقاظهم ويؤخرون مواعيد نومهم خلال الصيف ، حيث من الصعب تقديم موعد نومك ، وعندما يتم تحديد موعد النوم قد يستغرق الأمر أياماً أو أسابيع لوضع موعد جديد ، هذا لا يمكن عمله بين ليلة وضحاها ، وليس صدفة أن العديد من الأطفال والمراهقين لا يتمتعون بوقت كاف من النوم خلال الأسابيع الأولى للعودة إلى المدرسة ، موضحاً أن المراهقين بحاجة إلى تكييف مواعيد نومهم بالذهاب إلى الفراش في وقت أبكر يومياً ،والحصول على تسع ساعات نوم على الأقل يومياً. تواصل تربوي عزيزتى الأم اليك بعض التوصيات التي يجب مراعاتها وعدم إغفالها حتى تحافظين علي طفلك أثناء تواجده في المدرسة ، وتضمنين بها التواصل الجيد معه ، وتمكنك من المتابعة الجيدة لأحواله ونشاطاته المختلفة : 1 - عليكِ التعرف علي مشرفات المدرسة لمناقشة وسائل الأمان في فناء المدرسة. 2 - اطلبي من مدرسة طفلك أن تجعله يعاونها في أي مطلب يوفر له الثقة بالنفس ، ويزيد حبه في المكان ، بأن يقوم بجمع الكراسات من الأطفال أو ترتيب اللعب أو توزيع وجبة الغداء. 3 - انضمي إلى مجلس الآباء لأن اجتماع الأمهات والآباء، مع فريق المدرسين من شأنه أن يكسر حاجز الخوف والقلق ، ويساهم في التعرف علي مشاكل الأبناء وحلها بطريقة سليمة وتربوية. 4 - وفري لطفلك بعض الوقت بعد العودة من المدرسة، وإذا لم تجدي لديه الرغبة في ذلك بسبب الإرهاق وعدم الرغبة في المناقشة، فاحرصي علي احترام رغبته ولا ترغميه علي الكلام. 5 - شجعي صغيرك علي أسلوب رفع اليد للاستئذان في الكلام عند الرغبة في السؤال أو الخروج إلي دورة المياه أثناء تواجده في الفصل. 6 - ساعديه علي مصادقه الأطفال الأكبر سناً الذين يحبون المدرسة، ولديهم خبرة من خلال وجودهم من قبل فيها ،وحاولي التعرف علي بعض زملاء الفصل قبل دخول المدرسة حتى يشعر صغيرك بالألفة بمن حوله. مع أطيب التمنيات ، بعام دراسى يعود بالخير والنفع والمعرفة والعلم والثقافة ، على جميع أطفال العالم العر بى والأسلامى |