آدَمْ !
لَنْ أكُتب لَكَ كَلماتِ هَذهِ المَرة , فالَكلِمات لَمْ تَعُدْ تَكفِينى وَ لَا تَكفِيك !
لَن أُوقِع بِاسمِى فِى نِهاية أىِ نَص عَلى الورَق فِى الُبعد , سَأُسافُِر بالُنصوصِ إليكَ و أوُقَعِ فِى حَضرِتَِك !
الَآن , فَلتَتبَعنى !
اتبْع المَجنُونَة الَتى أَحبتْكَ حُبًا فَتَتَها وَ لَم تَجزَعْ , بَل استَقلتْ ظُهورَ الفَراشَاتِ آمَلةً أَنْ يَتجمَع فُتاتَها عِندَ شُرفةِ مَنزِلكَ يَومًَا مَا فِى صَبيحةِ يَومِ بَهيجٍ ..
تِلكَ الشُرفَة التِى تَزدَان بِشَقشَقةَ العَصافِير تَسمعُهَا وَ لَا تَراهَا !
الَآن ..
فْلتُطفِئ الَأنوَار حَولَكَ , مِنَ المُمكن أَنْ تَسمْع أَيًا مِنْ مُوسِيقَانَا مَعًا وَ لتَتَهادَى أَجفَانَك وَ كَأنَك وَسنَان ..
فَرِغْ ذِكرياتَك مِنْ كُلِ مَا فَات , وَ كَأنكَ وُلدتُ مِن جَديِد !
فَقطْ تَخيل أَنَنى أُشَارِكُكَ مِنضدةً خَشبيةً فِى مَطعمٍ كَلاسِيكِى , لَا يُنيرُهُ لَنَا سِوى ضُوءِ شُموعٍ خَافِتٍ من شَمعدانٍ عَتيقٍ وَ أَنوارِ قََلبينَا , فَقطْ تَخيلنى أُهديكَ أُمنيةً بِمُناسبِةِ مَولِدكَ , أَنتَ لَمْ تُولَد سِوَى اليومِ وَ اليومِ فَقْط !
وُلدتَ رَجُلًا نَاضِجًا وَ أَنَا خُلقْتُ بِجانِبَك هَكَذا , امرأةً تُشَبِكُ أَصَابِعهُا فِى أَصابعِكَ وَ تُحركُهَا بَينَ فَينةٍ وَ أُخرَى لِتربُتِ عَلى يَديَك أَو لتسْتشعِرُكَ تُربتُ عَلَى يَديَها , لَمْ يَعُدْ مْهِم !
رَجلٌ نَاضِجٌ وََ امرأةٌ يَبدُو عَليهَا الوَجدْ مِنْ نَظرتِهَا إليهِ , تَرفَعُ رَأسَهَا وَ تَشُب أحَيانًا مُحَاوِلَةً تَعويض فَارِقِ الطُولِ بَينَهُمَا و تَضحكُ كَامرأَةٍ طِفلَة مُتَأرجِحَةًََ بينَ الوَصفينِ تَطمئنُ مِنْ عَينيَكَ و نَظرتِكَ إليهَا أنَها مُرتَبة و أنَيقة بِمَا يَليقُ بيومِ وُجودِكُمَا كَآدم وَ حوَاء و لَا يَعنيِهَا أينَ كُنتُمَا و لَا مِن أينَ حَل المَكانُ الشامِخ , حَتى أنَها غَفلتْ أَنَها مَنْ طَلبَ مِنكَ تشغيلُ تَلكَ المُوسِيقَى !
كَيفَ أتيتَ أنتَ و مَتى , و مِن أينَ هِىَ أَتَتْ !
ضِلعِكَ ؟ تَظُنُ أنَهُ ذَلِكَ الضِلعَ المجاوُر للقلبِ مُباشرةً , و رُبَما أَخذَتْ مِنْ حنانِ القلبِ رَشفةُ وَ تَنفسَت هَواءَكَ قَبلَ أنْ تَخرُجْ ..
تُحِبُكَ هِىَ بِكُلِ مَا تَملُك , الذَى هُو هِبةٌ مِنك ! و تُحِبُكَ بِكلِ مَا أنتَ تَملُك !
تُحِبُكَ قَدرَ حُبِكُمَا مَعًا , فأنتَ هِىَ و لَا فَرقٌ , مِنكَ أتَتْ !
حَسنًا ..
فَلتفتح عُيونَك الطَيبة الَآن و لتَسَتقبل أُمنياتِ عيدِ الميلادِ ..
كُنْ لِى وَحدى حَبيبًا !
( نقلاً عن صفحة " قراء الاسماعيلية " على الفيسبوك ، للكاتبة شروق صلاح )