(الموت المفاجئ )
كان في قمة السعادة حينها
رحلة تصييف سعيدة ذاهب هو و صديق العمر بسيارتهما و أسرتيهما إلي رحاب الطبيعة
الساحل الشمالي في الثمانينات من القرن الماضي
قرب العلمين تقريبا هناك كان شاليه والده القديم الذي كان من أوائل المهندسين الاتصالات الذي كلف حينها من اللواء محمد نجيب بمد الأتصالات التلفونية إلي تلك المنطقة
كان والده رحمة الله عليه من البهوات كما تقول الكلمة و كذلك عائلته العريقة
اللون الأصفر هو عنوان المشهد
الرمال تحيط من كل جانب
طريق غير ممهد تقريبا وسط صحراء قاحلة
شاحنة تأتي من بعيد محملة بالبضائع إلي لبيا
لا ندري كيف لم يره السائق
تهشمت سيارة صديقه و مات صديقه و ترك أمرأة قعيدة و ابنا رضيعا
مشهد رفات صديقه ظل يطارده في منامه
الصدمة التي كانت تحملها زوجته كانت أكبر منه فقد رأت حبيبها في لحظة ينزف حتي الموت
حياتها أصبحت صعبة فهي أصبحت لا تقوي علي مهام الحياة البسيطة كي تحيي و تأكل و تشرب و تتحرك
و طفل رضيع من سيعتني به هو الأخر
..
كان يعرف معني الأخوة
كان لا يمكن أن يترك عائلة صديقه بلا رعاية
كان هو وزوجته كافلين بها و برضيعها في كل شئ
كانت زوجته ممرضة لها و مربية لرضيعها و هو خادم كفيل بهم جميعا
فقط الأسرة أذدادت و أرتفع عدد أفراد الأسرة إلي أمرئتان و رجل و طفل بدلا من رجل و أمرأة كما كان
إلا أن الدنيا ضاقت عليه
تكاليف العديد من العمليات التي حاول مساعدة الأرملة الحزينه بها كانت غالية جدا و مكلفة
أصبح مدانا
أصبح الراتب الذي يقبضه لا يكفي سداد ديونه
عندها ضاقت عليه كما لم تضق من قبل
شعر أنه فقد الإيمان
ترك الصلاة و الدعاء و بدء يحاول أن يسرق من خلال وظيفته
أنها تلك الصفقات الخبيثة التي كانت تجري بين اللصوص و مسئولين و موظفي الحكومة
أرتاحت معيشته قليلا ماديا و لكن قلبه لم يعد كما كان
كان الأثم يغطي قلبه حتي كان يستحي أن يذكر الله لا في صلاة و لا حتي بالدعاء
...
كانت الصفقة مع أمير سعودي يريد أن ينهب ثروات البلد
ذهب له إلي السعودية ليتم الصفقة الخبيثة
عزمه الأمير علي زيارة المسجد الحرام
و بعد الطوافات السبع صلي ركعتين و مات ساجدا
( نقلاً عن صفحة " قراء الاسماعيلية " على الفيسبوك ، للكاتبة أحمد مصطفى )