هذا المدخل من اخطر الموضوعات التي يمكن ان تواجه محمد مرسي، خاصة ان الرجل لديه استعداد تام لذلك، وهو ما تبين من احاديثه وترديده طوال دعايته الانتخابية بانه حصل على لقب " افضل برلمانى فى العالم" ،وهو ما يظهر ايضا فى مبالغاته لجذب الانتباه، ومنها تصريحه فى احد خطاباته بتاريخ 12 مايو الماضى عندما قال ان اصحاب العهد البائد"لهفو" مابين 5 الى6تريليونات دولار..(وهذا يعنى ان ما لهفوه خلال 30 سنة يصل الى 180 تريليون دولار، بينما اخر ميزانية لمصر لم تزد عن 350 مليار جنيه، اى اقل من نصف تريليون، وبالجنيه المصري!).
منذ عدة سنوات طلب صحفى برلمانى بجريدة الجمهورية ، من مجلس نقابة الصحفيين قاعة ليحتفل فيها برواد البرلمان، وقد وصفهم ب "افضل من ادوا ادوارا برلمانية فى مصر والعالم".
وعندما قرات اسماء المكرمين وقتها وجدت ان معظمهم من اعضاء مجلس الشعب، رجال الاعمال وحيتان الاراضى ومن لهفوا اموال القروض، وهذا يفسر ان الغرض الحقيقيى من الاحتفال و التكريم ،هو الحصول من هذا الجمع على اعلانات وخلافه، مقالبل منحهم شهادات قد يستخدموها فى دعايتهم عند خوض انتخالبات قادمة.
وحتى لا يلفت الانتباه من هذا الخلط قام بوضع عضو او اثنين من الاعضاء، من غير رجال الاعمال مثل: البدرى فرغلى؛ دون ان يفوته تكريم مشاهيروكبار رجال النظام مثل زكريا عزمى وفتحى سرور حتى يلفت الحفل انتباه كل اجهزة الاعلام فيقومون بنقله والترويج له ؛ وهى فكرة تعلمها من استاذه سمير رجب والذ كان يقوم بعمل مهرجانات لتكريم رؤساء الشركات ومنحهم ارفع الاوسمة ثم يمضى منهم اوامر نشر الاعلانات !
ونبهنى وقتها الزملاء الصحفيين ممن يقومون بتغطية اخبار البرلمان – بصفتى مقررا للجنة الاداء النقابى – كى اعترض واثير هذا الموضوع قبل ان تتورط النقابة فى هذا الفخ حيث ان اقامة الاحتفال بالنقابة ينتهى الى وضع صفة نقابة الصحفيين على شهادات التقدير الممنوحة لهؤلاء؛ وبالفعل قمنا بتنبيه مجلس النقابة والذى استجاب لهذا الطلب ورفض اقامة الاحتفال بالنقابة ؛ وان كان محرر الجمهورية لجأ الى حيلة اخرى حيث حصل على ترخيص من الشئون الاجتماعية بتاسيس جمعية خلط اسمها بالصحافة والاعلام وقام بتكريم هؤلاء باحدى الفنادق ومنحهم شهادات توحى بانها صادرة من نقابة الصحفيين وبانهم افضل برلمانيين فى العالم
هذه الواقعة تتماشى مع مقولة مرسى واعوانه بانه حصل على لقب افضل برلمانى فى العالم ؛ وان كان هذا يثير التساؤلات وعلامات التعجب اذ ان المنطق يقول لو ان لاعب كرة ما حصل على لقب افضل لاعب فى العالم فمن المؤكد ان الفريق الذى يلعب معه من افضل الفرق الرياضية ؛ وعلى هذا القياس يكون ما روجه مرسى وانصاره انه كان لدينا افضل برلمان على مستوى العالم فنال المذكور هذا اللقب الرفيع والذى لم يحصل عليه احدا من الاخوان فى البرلمان الاخير الذى يسيطرون على اغلبيته !
هذه الشهادة من مرسى وانصارة هى شهادة صريحة لصالح عهد مبارك ؛ وانه كان به اعظم برلمان – دورة 2005 – برغم ان البرلمان المذكور هو الذى وافق على تعديل الدستور من اجل توريث المحروس جمال مبارك ؛ ورغم انه اقر عشرات القوانين سيئة السمعة ومنها تمكين الحيتان من الاحتكار ؛ وترسيخ الفساد ؛ وحتى عندما اعترض رئيس مجلس الاثار على بعض المواد فى قانون الاثار قاموا بالاعتداء عليه داخل البرلمان !
اما الاكثر عجبا ان مرسي نفسه صاحب لقب -افضل برلمانى فى العالم-لايذكر له اى مواطن ماذا قدم من استجوابات، وغيرها فى هذا البرلمان حتى يحصل على هذا اللقب وليس فى مصر وحدها بل على مستوى العالم ؛ وهو لقب لم يجصل عليه اعظم اعضاء برلمان طوال تاريخ مصر من حجم علوى حافظ وممتاز نصار وابراهيم شكرى ومحمود زينهم ومحمود القاضى وحلمى مراد، فضلا عن رواد البرلمان قبل الثورة..ويبدو ان الجهة التى منحت مرسي هذه الشهادة لم تعرف بهؤلاء، وتعرفه وحده لانه "راجل بركة"ّ!.
هذا الامر الخطير فى تقديرنا، يجعل الاعلام الغربى يلعب عليه مثلما حدث مع السادات ونقله الاعلام المصرى بقصد او بدون انتباه.
وفى هذه الحالة سوف نجد نفس الاجهزة-خاصة الامريكية صاحبة جنسية اولاده-بالاعلان بانه صاحب اشيك جلابية بيضاء "الزي الرسمي المتوقع للدولة فى عهد الاخوان"..اما الجهة التى ستعلن عن منحه هذه الجائزة، فنعتقد انها شركة"رابسو" وربما تغير اعلاناتها تيمنا به، الى " انا اسمى المسحوق مرسي".