واذا كان من المعروف ان لكل مهنة تقاليدها وادبياتها ؛ وحتى المهن التى ينظر اليها المجتمع بانها مهن متواضعة نظرا للعائد المادى المتدنى او لظروف، خاصة بها ،فكثيرا ما تعوض هذا النقص فى العائد المادى او نظرة المجتمع بوجود مظهر ورصيد ادبى مثلما تفخر الفتاة الفقيرة بحشمتها او تدافع ابنة الحى الشعبى بشراسة عن سمعتها بالصوت العالى ؛ ليس لان ما تدافع عنه هو اغلى شىء لديها فحسب بل لانه راس مالها الوحيد.
ومن هنا يأتى السؤال . . اذا كان من حق الفنان " الممثل " ان يقلد شخصية ما حتى وان كانت مهنته توصف ب "المشخصاتى" .. فهل يجوز هذا للصحفى ؟
منذ فترة وانا اتابع ذلك الصحفى - وفقا لعضوية النقابة-! (ومن يتابع احوال الناس يصير مهموما( وهو يعمل كالبهلوان ينتقل على الحبال من هنا وهناك . . يتظاهر انه كان معارضا للنظام البائد بينما تفضحه الصور التى لدينا ولدى غيرنا " البومات " منها ؛ ونشرنا بعضها فى تقرير لجنة الاداء النقابى ؛ ومنها صوره مع هامان النظام البائد - زكريا عزمى - وهو " يوشوشه " فى اذنه ؛ اويتبادل معه الهمسات والابتسامات ؛ وهى صور تدلل على وجود علاقة وطيدة بينهما ؛ اذ ليس من المنطقى ان تكون صورة فى مناسبة وحيدة وتحمل كل هذا الود . . ولذا لم يكن غريبا ان يقال عن بعض الكتاب الذين يصفهم العامة بالمعارضين بانهم كانوا يكتبون " المانشيتات " والمقالات النارية فى الصباح . . وفى المساء يسهرون على موائد الحكام يتبادلون النكات ؛ ويتسامرون حول الراى فيما كتبوا فى الصباح.
ومن العجيب ان احد لم يتنبه الى ان الذى اعاد الصحيفة لذلك "البهلوان" بعد توقفها هو هامان اخر للنظام البائد (صفوت الشريف) ثم وافق البهلوان على بيع اسهمه او اسهم شقيقه فى الجريدة ،والتى بلغت ارقاما مليونية ليتظاهر كأنه ضحية اصحاب رأس المال الجشع والذين قاموا بشراء الجريدة ليغيروا هويتها ويقضون على بطولاته !!.. تماما كما قام "بتسقيع" قناة فضائية وبيعها..ومع هذا كله كان يدعو المحررين – المغلوبون على امرهم – بالاعتصام فى النقابة احتجاجا على عملية بيع الجريدة، وبالطبع دون يشاركهم الاعتصام، اكتفاءا بالظهور عليهم بطلعته البهية كل عدة ايام كأنه "جيفارا" جاء ليشحذ هممهم لمواصلة الاعتصام.
ورغم كل هذا، فان تفاصيل الصورة لايعرف بها المواطن العادى، ولذا لم تكن مؤثرة على صورة ومظهر الصحفى الذى يمثله المذكور.
الا ان تحول المذكور الى تقديم برامج تليفزيونية -ضمن ظاهرة المواهب والعبقريات التى هبطت على عدد من الصحفيين حتى وان كان احدهم"يتهته" فى كل سؤال !!- جعلت من امكانية التاثير على صورة الصحفى لدى المشاهدين من عامة المواطنين.
فلكى يجذب "المذكور" المشاهد –من وجهة نظره - يحاول "الاستظراف"حتى وان كان بصورة تثير الشفقة عليه وكثيرا ما تثير الاشمئزاز
واخر صور "الاستظراف"جاءت فى السخرية من المرشحين للرئاسة باسلوب يشبه "الارجوز"او "البلياتشو"حيث يمسك بالبيضة تارة وبالخيار تارة اخرى، اضافة الى حركات وجهة من اللعب بحواجبه، او حركات جسده بتحريك "كرشه"من تحت الحمالات الشهيرة.
هذه الحركات التى لم يفرق فيها صاحبها بين تقديمه لبرنامج يفترض اهميته حيث يتعلق باعلى سلطة فى مصر وهى سلطة رئاسة الدولة وبين ماكان يقدمه فى برنامج " حمرا حمرا " والذى كان يستعرض فيه "قصعات"الراقصات
وبالتالى قد لا يتنبه المذكور واصحاب القناة ،ان ما يعرضه من انتقادات للمرشحين قد يأتى بنتيجة عكسية تماما خاصة مع"ليى"بعض الحقائق ظنا انها تؤيد معلومات سطحية
ومن العجيب ادعاء او غرور المذكور بل وقوله صراحة انه دارس تاريخ وشخصية حسن البنا اكثر من اى احد من الاخوان ؛ ودارس الزعيم سعد زغلول اكثر من اى احد فى الوفد( ! !) وجاء هذا التصريح " العنترى " فى برنامج ضمه مع " بهلوان " اخر انتقد التمويل الاجنبى وهاجم الفساد رغم ان وصمة شبهات التمويل الاجنبى تحيط به ؛ ودماء ضحايا عبارة ممدوح اسماعيل تتساءل عن مدى علاقة القاتل بتمويل الجريدة والموقع ؟
اذا كان من حق هؤلاء العمل بالتليفزيون حتى وان جاء ذلك ضمن فتح ابواب الرزق والخزائن وفقا لعلاقات وتربيطات ومجاملات ؛ او ضمانا من اصحاب القنوات بغسيل الاموال من خلال ولاء هؤلاء بعدم مهاجمتهم على صفحات جرائدهم ؛ او ان يكون ذلك تفسيرا لاستمراروجود " اللهو الخفى " او الطرف الثالث من النظام البائد ليحركهم كاداة كيفما ووقتما يشاء.
الا ان من حق الصحفى ان يعترض على ما يسىء لمظهر مهنته ؛ وان يتقدم بشكوى للنقابة ؛ وان كان لا يعرف احد مصيرها خاصة اذا كان من بين اعضاء مجلس النقابة من يعملون مقابل مرتبات خيالية بصحيفة " الاراجوز " او " البهلوان " ؟!