تُرى أين قضيتَ الليلَ ،
ليلَ الأحدِ ؟
مُثقَلاً بالشُّغْلِ ؟
أمْ بينَ ذراعَيْ أغيَدِ ؟
يا نَديَّ الثَّغْرِ ، ثغري عَطِشٌ
لم يَبرُدِ ،
كم تمنَّيتُكَ بالأمسِ …
فما نَعِمَتْ عيني ،
ولا ضمَّتْ يدي ؛
أنا خوفٌ مُزمِنٌ تجهلُهُ
وحقولٌ مُرَّةٌ لم تُحْصَدِ ،
يائساً تَـرْجِعُ من وَصلي
فإنْ قَرَّبَ الشَّوقُ وِساداً
أُبـعِـدِ .
لستُ غَيْـرَى
أنتَ إن أحبَبْتَني
عانِقِ الأرضَ ، ونَـمْ في الفرقَدِ
كلُّهُ حُبٌّ
فصدري صدرُها
وبها مِنِّيَ لينُ المسندِ
وبها من حُرَقي أروَعُها
رِعشةُ النارِ ، وحِضْنُ الموقِدِ .
ليسَ حُبِّي الطوقَ
أفدي عُنُقـاً
هي عندي قطعةٌ من كَبِدي ،
ساعةٌ منك تُـغَـطِّي عُمُراً
وتَرُدُّ الماءَ للنهر الصَّدِي .
أيها الطفلُ الذي أعشَقُهُ
أطِلِ اللهوَ
لتبْقى وَلَدي ،
عِشْ كما شئتَ
فُراتً ، بُـلبلاً ، نَحْلَةً
أشرِكْ معي
أو وَحِّدِ ..
أنا أهواكَ كما أنتَ ..
استَرِحْ
لا تُبادِرْني بِـعُذرٍ في غدِ