قال الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، خلال لقائه ظهر اليوم بطلبة كلية الحقوق جامعة الإسكندرية، إن الشعب المصرى لن ينتخب رئيسًا يرضى به إسرائيل وأمريكا أو أصحاب المصالح، بل سينتخب من يأتى بإرادة الشعب المصرى كله، وبهذا سوف تستقر حالة مصر، لافتاً إلى أن ضمانة نزاهة الانتخابات الرئاسية، والتى تعتبر محطة تشكل مفترق الطرق لمصر هى مشاركة 90% من أبناء الشعب المصرى، داعياً الشباب إلى إطلاق حملة توعية فى كل الأحياء والمؤسسات والمناطق الشعبية حتى لا يتم شراء بطاقة المواطن بمليارات الجنيهات التى دخلت مصر من أجل رئيس عدو لها.
وأكد الدكتور أبو الفتوح أنه لن يساند عسكريا قرر ترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية، لأن المجلس الأعلى للقوات المسلحة لابد أن يترك حكم مصر، لأنها رغبة الشعب ورغبة العسكرى أيضاً، قائلاً "لن أنتخبه حتى لو كان أبويا".
وقال المرشح المحتمل، إنه تخلى عن انتمائه للإخوان فور إعلانه رغبته فى الترشح للرئاسة لأنه منصب لا يجوز لمرشحه أن يخدم فئة دون أخرى، مشيراً إلى اعتزازه بالإخوان المسلمين لأنهم جزء من المدرسة الإسلامية الوسطية التى يمثلها الأزهر الشريف.
وقال أبو الفتوح إن الثورة نجحت بفضل دماء الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل نصرة الوطن، موضحًا أنهم لم يكونوا فاسدين بل كانوا من طبقات مختلفة فى المجتمع مثقفين ومتعلمين وهم السبب فى الإنجاز السياسى الذى تعيشه مصر من ديمقراطية الانتخابات، مؤكداً أن الثورة ستظل مستمرة حتى تحقق أهدافها الرئيسية التى أعلنها شباب مصر وهى "عيش حرية كرامة عدالة اجتماعية".
وأدان أبو الفتوح ما حدث فى قضية الجمعيات الأهلية من تدخل سافر على عمل القضاء، مما دفع القضاة إلى التنحى عن القضية، ثم تأتى مباشرة طائرة لنقل المتهمين إلى الخارج، واصفاً ذلك بأنه مسلسل لا يجوز مشاهدته بعد ثورة 25 يناير وهى أساليب "مباركية" تمثل عدوانًا على كرامة الشعب المصرى، مطالباً بأن يكون القضاء هو المرجعية لأحكام الناس.
وأشار المرشح المحتمل إلى أن إدارة الأوطان تكون بالعقل والمصلحة الوطنية، موضحًا أن حل مجلس الشعب مرفوض تماما لأنه جاء بإرادة شعبية، وليس من العدل أن نحكم عليه الآن، ولكن ننصحه بإعادة ترتيب أولوياته وعدم استغلال البرلمان فى تصفية الحسابات الشخصية.
وأضاف أبو الفتوح أن الشعب المصرى يهتف من الآن يسقط يسقط الرئيس القادم، لذا فلن يتمكن رئيس الجمهورية القادم من إقامة معبد فرعونى له لأن هناك من سيكون له بالمرصاد وسيجهض محاولته لإخفاق أحلام المصريين، مؤكدا أن عصر عزبة الرئيس وسيدة مصر الأولى انتهى.
وطالب أبو الفتوح بالنظر إلى المستقبل لبناء مصر، بما لا يتنافى مع محاسبة كل من لوثت يده بدماء أموال المسلمين، قائلاً "إن مصر دولة غنية وليست فقيرة وبها موارد لن يتم الحفاظ عليها إلا برعاية الدولة".
وأكد المرشح المحتمل أن استقلالية التعليم الجامعى لن يأتى إلا عن طريق إدارة أساتذة الجامعة لها، لأنها مكان لمستقبل هذا الوطن، مطالباً بعدم السماح لأى أجهزة أمنية بالتدخل فى شئونها، مع إعادة علاقة الحب بين الأساتذة والطلاب، بمراجعة اللائحة الطلابية حتى يتم السماح لاتحادات الطلاب بأكبر قدر من الحرية، لتنتهى الوصاية عليهم.
واختتم أبو الفتوح حديثه بالتشديد على أن أعظم ما جاءت به الشريعة الإسلامية هو صون الحرية فى الإسلام والعقيدة فى قوله تعالى "فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"، مؤكداً أن هناك قصفًا إعلاميًا تقوم به بعض وسائل الإعلام الممولة من أجل إصابة الشعب المصرى بحالة من الذعر والخوف فى دينه الإسلامى أو المسيحى، لافتاً إلى أن الشعب المصرى له تيار وسطى، ولن يعتمد دستوراً إلا إذا توافق مع ما يمثله الشعب المصرى من وسطية، وفى الوقت نفسه لا يفتح الباب للرأسمالية الساحقة للشعوب من أجل فئة قليلة، مضيفا أن فرص الاستثمار فى مصر كثيرة ويجب تشجيعها، ولكن بضوابط وقوانين تحقق مصالح المصريين.