وبدايه يجب ان تعترف بوجاهة الاراء المطالبه بانتهاج سبل مغايره لتطهير الاعلام ابرزها تطوير الاعلام اى الاهتمام بتدريب الاعلاميين وهو مايرقى بمعالجتهم للقضايا المختلفه , وفى الوقت نفسه وضع ضوابط عادله وصارمه فى اختيار الاعلاميين وفقاً للتميز والجوده وليس فقط للمحسوبيه وممالاة ونفاق الانظمه .. وان هذ العوامل سوف تؤدى الى " التطهير " وفقاً لقاعده السلعه الجيده تطرد السلعه الرديئه
الا ان مايعيب هذة الرؤيه انها تحتاج الى وقت الى ان تأتى بثمارها , ورغم هذا لابد من الاخذ بها حتى لو تحققت نتائج فوريه
اما عن التليفزيون المصرى فقد تغير الى حد ما ولكنه تغيير " متخبط " وكأنه يتقدم خطوة ثم يعود مسرعاً .. فقد بداً فى استضافه وجوه كان محرماً ظهورها من قبل .. ولكن بقى فى ذهن المحاور او المذيع " الموروث " الطويل من ان يكون معبراً عن النظام .. ولذا كثيراً مانجد مقاطعته للضيف او انهاء المكالمه بحجه ضيق الوقت وبجمله مختزله هى " وصلت رسالتك " كما نجد استعلاء وغرور بعض المذيعيين خاصه فى قناه النيل والتى كثيراً ماتتحول الى قناه " النيله " ولك ان تتصور على سبيل المثال ان يتصل مراسل ليملى الاصوات الحاصل عليها الفائزين باحدى الدوائر فاذا بالمذيع يقطع الاتصال معه لينتقل الى محاور متجاهلاً اهميه الاصوات واسماء الفائزيين !! ..
اما الاعجب فى هذة القناه فهو مانجده بحجه التجديد باستضافه ضيوف جدد بوصفهم محللين اعتماداً على صفتهم وهم غالباً للأسف يعملون بالصحافه او حزبيين او من يطلقون عليهم نشطاء سياسيين , ويتبين من احاديثهم تفاهه وسطحيه وسذاجه الاراء والتحليلات وهو مايؤكد ان استضافتهم جاءت نتيجه استسهال او استهبال معدى البرامج ليبقى التليفزيون فى نفس الدائرة السطحيه ويضطر المشاهد لان يهجرة الى الفضائيات
اما عن الفضائيات فقد تراجعت القنوات العربيه والخارجيه .. فالجزيرة تراجع مستواها بعد ان فقدت المهنيه نتيجه تواجدها فى القضايا المختلفه ليس من اجل التغطيه الاعلاميه بل كشريك فاعل ومحرض فى القضيه ! ولذا يلاحظ ان المشاهدين بل والمسئولين فى كافه المواقع الذين كانوا يشاهدون او يتركون التليفزيون مفتوحاً على قناه " الجزيرة " تحولوا عنها .. ونفس الامر فى قناه " العربيه " بعد ان تجلى وضوحها بأنها قناه لخدمه الانظمه ولا علاقه لها بالشعوب .. اما الـ بى.بى.سى فبعد تميزها تقلصت عن المتغطيات والمتابعات العربيه والمصريه .. وهكذا الحال فى سائر القنوات الخارجيه
اما الفضائيات والتى يمتلك معظمها رجال اعمال مصريين فقد صار واضحاً ان غالبيتها قنوات لغسيل الاموال وسمعه اصحابها .. ومن العجيب ان معظم هؤلاء لم تجر تحقيقات جاده معهم رغم انهم تربحوا من النظام السابق وشاركوا فى فساده وهو مايعنى ان هذة القنوات جاءت لحمايتهم خاصه مع الاستعانه بكتيبه من رؤساء التحرير ونوابهم من معظم الصحف الخاصه المسماه مجازاً او زوراً " المستقله " مقابل مرتبات خياليه لضمان عدم تناول صحفهم لتجاوزت اولياء النعم اصحاب القنوات , وهى رشوة مقنعه واقل كثيراً ممن كان سيدفعة اصحاب القنوات لو لم يأسسوها ومعظمها تستحق وصف " الدس المباشر " لما بها من تحريض واستضافه مذيعيين ومعظمهم من " المتحولين " - للفلول والممولين من الخارج وغسيل سمعتهم وتحويلهم الى ابطال .. " وشحن " فئات من السطحيين والتغرير بهم لشحذ هممهم للتخريب .. ناهيك عن " الفضائيات " الكرويه التى حولت الترفيه الى تعصب وحروب .. واصحاب القنوات بل وبعض الضيوف لينطبق على هؤلاء " المذيعين " المثل الشعبى القائل : " البيض الممشش يتدحرج على بعضه " ! وهؤلاء يا ساده هم اللذين فى حاجة الى تطهير حقيقى سواء اصحاب القنوات المتربحين من النظام السابق والمشاركين فى الفساد ومصادر اموالهم مشبوهه وعلى حساب دم وفقر هذا الشعب او المذيعين " المتحولين " ويمكن معرفه تاريخهم بسهوله بكتابه اسم اياً منهم فى اى برنامج معلوماتى على الانترنت مثل " جوجل " وغيرة لتعرفوا ارائهم قبل 25 يناير 2011 وارائهم الان
ولتروا ماذا كان يقول هؤلاء فى تمجيد المخلوع وتوريث ابنه , ثم تروا هؤلاء المذيعيين المتحولين الان كابطال وموجهيين ! .. وكأن الشعب اصيب بالزهايمر ونسى ماكان يكتب هؤلاء .. وكم طالبنا بالرجوع الى ماكان يكتبه الجلاد واديب او ماتقوله هاله ولميس وغيرهم او ممن اسقط خصومهم من عليهم ورقه التوت مثل ابراهيم حمرا وغيره ؟
ترى لماذا ترك " المعتصمون " هؤلاء ورابطوا امام مبنى التليفزيون بماسبيرو مطالبين بتطهيره ؟!
السبب الحقيقى فى اعتقادنا ان بعض من المتظاهرين من الباحثين عن " شو " اعلامى - نقول بعض وليس كل - وانهم يتربحون ويحصدون من هذا الظهور الاعلامى .. وبالطبع اكثر من يستضيفهم ويصنع منهم ابطال هم مذيعى القنوات الفضائيه الخاصه وفقاً للنظريه التى ذكرها المثل الشعبى العبقرى " البيض الممشش بيتدحرج على بعضه " .. كما ان مبنى " ماسبيرو " سهل ووسط العاصمه على خلاف مدينه الانتاج الاعلامى التى فى " الهو " بصحراء اكتوبر وهناك لن يشعر بهم احد بينما فى " ماسبيرو " لو تعرض " احدهم " لأى شىء حتى لو كان يقوم بحرق المبنى لتحول الى بطل ومصاب رب وشهيد وافضل من شهداء حرب اكتوبر الذين حرروا الوطن من العدو الصهيونى ..
مرة اخرى .. نعم الاعلام يحتاج الى تطهير ولكن الوجهه و " البوصله " تحتاج الى تعديل وتغيير ! .. واذا كانت المظاهرات والاعتصامات تمثل ضغطاً شعبياً فالمكان الافضل لها هو امام مدينه الانتاج الاعلامى والتى تعج بقنوات الفتنه والفلول و" الدس " المباشر !
وهو تغيير يجب الا يتوقف عند الوزارت ذات التأثير المباشر على المواطنين مثل الاعلام والداخليه فحسب بل يمتد الى تطهير معظم الوزارات , فالفساد فى السياحه ومنه سفر المستشاريين السياحيين الذين يحصلون على الاف الدولارات صعبه كمرتبات دون عمل حقيقى .. ونفس الفساد فى سفر الممثليين التجاريين وغيرهم من وزاه التجاره والصناعه .. والفساد فى قطاع البترول والذى وصل الى السالب بـ 61 مليار جنيه والفساد فى الزراعه الذى اضاع حلم زراعه القمح .. والفساد فى الاسكان وفى توزيع الشقق وتخصيص الاراضى .. الى اخر الوزارات يحتاج الى تطهير لايقل عن تطهير الاعلام