الفريق سعد الدين الشاذلي (أبريل 1922 / 10 فبراير 2011)، رئيس أركان حرب
القوات المسلحة المصرية في الفترة ما بين 16 مايو 1971 وحتى 13 ديسمبر
1973.
يوصف بأنه الرأس المدبر للهجوم المصري الناجح على خط الدفاع الإسرائيلي بارليف في حرب أكتوبر عام 1973.
التحق
الشاذلي بالكلية الحربية في فبراير 1939 وكان عمره وقتها 17 سنة، وتخرج
برتبة ملازم ثم انتدب للخدمة في الحرس الملكي من 1943 الى 1949 وقد شارك في
حرب فلسطين عام 1948 ضمن سرية ملكية مرسلة من قبل القصر. إنضم الى الضباط
الأحرار عام 1951.
أثبت الشاذلي نفسه في نكسة 1967 عندما كان برتبة
لواء ويقود وحدة من القوات المصرية الخاصة مجموع أفرادها حوالي ١٥٠٠ فرد
والمعروفة بمجموعة الشاذلي في مهمة لحراسة وسط سيناء ووسط أسوأ هزيمة شهدها
الجيش المصري في العصر الحديث وانقطاع الاتصالات مع القيادة المصرية
وكنتيجه لفقدان الاتصال بين الشاذلي وبين قيادة الجيش في سيناء، فقد اتخذ
الشاذلي قرارا جريئا فعبر بقواته الحدود الدوليه وتمركز بقواته داخل
الأراضي الفلسطينيه المحتله بحوالي خمسة كيلومترات وبقي هناك يومين إلى أن
تم الاتصال بالقياده العامه المصرية التي أصدرت إليه الأوامر بالانسحاب
فورا. فاستجاب لتلك الأوامر وبدأ انسحابه ليلا وقبل غروب يوم 8 يونيو في
ظروف غاية في الصعوبة، باعتباره كان يسير في أرض يسيطر العدو تمامًا عليها،
ومن دون أي دعم جوي، وبالحدود الدنيا من المؤن، واستطاع بحرفية نادرة أن
يقطع أراضي سيناء كاملة من الشرق إلى الشط الغربي لقناة السويس (حوالي 200
كم). وقد نجح في العوده بقواته ومعداته إلى الجيش المصري سالما، وتفادى
النيران الإسرائيلية، وتكبد خسائر بنسبة 10% إلى 20%. فكان آخر قائد مصري
ينسحب بقواته من سيناء.
بعد هذه الحادثه اكتسب سمعة كبيرة في صفوف
الجيش المصري، فتم تعيينه قائدًا للقوات الخاصة والصاعقة والمظلات، وقد
كانت أول وآخر مرة في التاريخ المصري يتم فيها ضم قوات المظلات وقوات
الصاعقة إلى قوة موحدة هي القوات الخاصة
في 16 مايو 1971 عين الشاذلي رئيسًا للأركان بالقوات المسلحة المصرية
في
يوم 6 أكتوبر 1973 في الساعة 1405 (الثانية وخمس دقائق ظهراً) شن الجيشان
المصري والسوري هجومًا كاسحًا على إسرائيل، بطول الجبهتين، ونفذ الجيش
المصري خطة "المآذن العالية" التي وضعها الفريق الشاذلي بنجاح غير متوقع،
لدرجة أن الشاذلي يقول في كتابه "حرب أكتوبر": "في أول 24 ساعة قتال لم
يصدر من القيادة العامة أي أمر لأي وحدة فرعية.. قواتنا كانت تؤدي مهامها
بمنتهى الكفاءة والسهولة واليسر كأنها تؤدي طابور تدريب تكتيكي".
في
13 ديسمبر 1973م وفي قمة عمله العسكري بعد حرب أكتوبر تم تسريح الفريق
الشاذلي من الجيش بواسطة الرئيس أنور السادات وتعيينه سفيراً لمصر في
إنجلترا ثم البرتغال.
انتقد الشاذلي بشدة معاهدة كامب ديفيد وعارضها علانية مما جعله يتخذ القرار بترك منصبه والذهاب إلى الجزائر كلاجئ سياسي
في
المنفى كتب الفريق الشاذلي مذكراته عن الحرب والتي اتهم فيها السادات
باتخاذ قرارات خاطئة رغماً عن جميع النصائح من المحيطين أثتاء سير العمليات
على الجبهة
عاد عام 1992م إلى مصر بعد 14 عاماً قضاها في المنفى
بالجزائر وقبض عليه فور وصوله مطار القاهرة وأجبر على قضاء مدة الحكم عليه
بالسجن دون محاكمة
الجدير بالذكر أن الفريق الشاذلى هو الوحيد من
قادة حرب أكتوبر الذي لم يتم تكريمه بأى نوع من أنواع التكريم, وتم تجاهله
في الاحتفالية التي أقامها مجلس الشعب المصري لقادة حرب أكتوبر والتي سلمهم
خلالها الرئيس أنور السادات النياشين والأوسمة كما ذكر هو بنفسه في كتابه
مذكرات حرب أكتوبر. على الرغم من الدوره الكبير في إعداد القوات المسلحة
المصرية, وفى تطوير وتنقيح خطط الهجوم والعبور، واستحداث أساليب جديدة في
القتال وفى استخدام التشكيلات العسكرية المختلفة
توفي بطل ومهندس
حرب أكتوبر المجيدة رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية الفريق سعد
الدين الشاذلي يوم الخميس 7 ربيع الأول 1432 هـ الموافق في 10 فبراير2011 م
، بالمركز الطبى العالمي التابع للقوات المسلحة ، عن عمر بلغ 88 عاماً
قضاها فى خدمة وطنه بكل كفاءة وأمانة وإخلاص ، وقد جاءت وفاته في خضم ثورة
2011 في مصر والتي اطاحت بالرئيس السابق محمد حسني مبارك، وذلك بعد معاناة
طويلة مع المرض ، وقد شيّع في جنازة عسكرية وشعبية مهيبة بعد صلاة الجمعة ،
فرحمة الله على روحه الطاهرة
مؤلفاته
* حرب أكتوبر
* الخيار العسكري العربي
* الحرب الصليبية الثامنة
* أربع سنوات في السلك الدبلوماسية