المتتبع لمسيرة استعدادات ريال مدريد الإسباني هذا الصيف يُدرك تماماً أن الفريق الملكي "يسنّ أسنانه" لالتهام منافسه اللدود برشلونة على المستويين المحلي والقاري، وهو ما يتضح - مبدئياً - من الفارق بين تعاقدات العملاقين خلال فترة الانتقالات الصيفية.
فمع نجاح نادي العاصمة في إبرام 5 صفقات قوية بضم رافايل فاران وفابيو كوينتراو وكاليخون ونوري شاهين وحميد ألتنتوب، لا نجد سوى لاعباً واحداً جديداً في الـ"بلوغرانا" - حتى الآن - هو التشيلي أليكسيس سانشيز، ما يعكس الفارق في الاستعدادات للموسم المقبل بين البرتغالي جوزيه مورينيو المدير الفني لريال مدريد ونظيره جوسيب غوارديولا مدرب برشلونة.
ويستهل الفريقان موسمهما بصدامين قويين معاً ذهاباً وإياباً على كأس السوبر المحلية، بعد أن حقق برشلونة لقب الدوري وحمل الـ"ميرينغي" كأس الملك الموسم الماضي، حيث يلعبان الأحد على ملعب "سانتياغو بيرنابيو" في العاصمة مدريد، في حين يستضيف "كامب نو" موقعة الإياب الأربعاء.
وفرض ريال مدريد سيطرته التامة على أربع مواجهات سابقة مع برشلونة على كأس السوبر الإسباني، حيث حسم اللقب في كل منها وذلك في أعوام 1988 و1990 و1993 و1997، ففي عام 1988 فاز ريال مدريد 2-صفر ذهاباً وخسر 1-2 إياباً، ثم فاز 1-صفر ذهاباً و4-1 إياباً في عام 1990، ثم 3-1 ذهاباً وتعادل 1-1 إياباً في عام 1993، وخسر 1-2 ذهاباً وفاز 4-1 إياباً في عام 1997، ليكون الفوز في مجموع نتيجتي المباراتين في كل من هذه الأعوام لصالح ريال مدريد، بينما كان الفوز لبرشلونة في مباراتين فقط مع خسارته في مجموع مباراتي الذهاب والإياب في كل من المرتين.
وتأتي الفرصة لريال مدريد على طبقٍ من ذهب هذا الصيف للثأر من الفريق الكتالوني، الذي وجّه ثلاث صفعات موجعة للفريق الملكي، الأولى عندما هزمه في الدوري المحلي 5-صفر، والثانية عندما خطف منه لقب الـ"ليغا"، والثالثة عندما أقصاه من الدور نصف النهائي من دوري أبطال أوروبا.
فهل ريال مدريد قادرٌ على رد "خمسة" برشلونة بـ"خمستين" في مباراتي السوبر المقبلتين؟ وماذا لو حدث ذلك؟
استعدادات الفريق الملكي في مقابل تخاذل برشلونة نسبياً، والمباريات الإعدادية قبل الموسم بالنسبة لكلا الطرفين، وغياب الأرجنتيني ليونيل ميسي مهاجم برشلونة عن الفترة التحضيرية لفريقه، علاوةً على إصابته بالإرهاق نتيجة مشاركته مع منتخب بلاده في "كوبا أميركا"، كلها عوامل تُؤكد أن هذا أمرٌ وارد وغير مستبعد وإن كان صعب الحدوث.
لكن ماذا إن سجل مهاجمو ريال مدريد يتزعمهم البرتغالي كرستيانو رونالدو عشرة أهداف في شباك فيكتور فالديز على مدار المباراتين؟
لو حدث هذا فسوف يكون الاستهلال الأسوأ الذي تنتظره جماهير برشلونة للموسم الجديد على الإطلاق، وسوف يُؤدي إلى انخفاض معنويات بطل إسبانيا وأوروبا إلى الحضيض، ما يضع عقباتٍ صعبة في طريقهم نحو الحفاظ على اللقبين وإضافة ألقابٍ جديدة.
ولو حدث أيضاً فإن ذلك سوف يُؤصّل العقدة الكتالونية-المدريدية في كأس السوبر، حيث سيكون برشلونة فشل في تحقيق أي لقب لهذه البطولة إذا ما واجه غريمه التقليدي بها.
خمستان في شباك برشلونة من ريال مدريد في بداية الموسم تُؤديان بالتأكيد إلى تجرؤ الفريق الملكي على منافسه اللدود في الدوري المحلي، وفي دوري أبطال أوروبا إذا جمعتهما القُرعة، بل إلى تجرؤ باقي فرق الـ"ليغا" على العملاق الكتالوني الذي قد يتجرّع مرارة موسمٍ بأكمله لم يتجرعها في العقد الأخير.
مباريات الكبار دائماً ما تكون خارج الحسابات، وليس هناك في العالم أكبر من ريال مدريد وبرشلونة عندما تدق طبول الحرب بينهما، ويتقابلان وجهاً لوجه.. لننتظر ونرى، هل يُسقط ريال مدريد أسطورة ميسي ورفاقه؟