وأضاف الحيدري أن إثارة الموضوع "يأتي ضمن ما يقوم به التكفيريون والإرهابيون وعملاء لطخوا أيديهم بدماء العراقيين" مؤكدا أن "أتباع الرئيس العراقي صدام حسين من يريدون زرع الفتن".
ويتحدث المسلسل عن فترة حرجة من التاريخ الإسلامي.
ويعتقد أن الاهتمام بالمسلسل ما كان ليصل إلى هذا الحجم لولا تناوله لحياة حفيديْ النبي محمد، الحسن والحسين والخلافات التي شهدتها الساحة الإسلامية في تلك الحقبة.
فقد أثار الأمر ضجة واسعة بين أتباع المذهبين السني والشيعي، خاصة بعد أن عرضته قناة بغداد المقربة من الحزب الإسلامي، وهي القناة العراقية الوحيدة التي تفردت بعرضه على شاشتها.
من جهته تحدث عمر صبحي مدير البرامج في القناة ـ ومقرها العاصمة الأردنية عمان ـ عن أهمية قراءة التاريخ والاستفادة منه بعد ما اعتبره "تدخل اليهود في الإيقاع بين صحابة الرسول محمد"، و أكد حذف بعض المشاهد من المسلسل اعتبرتها القناة غير مناسبة.
وقد عرضت عدة قنوات عربية المسلسل، الذي يوصف بالجدلي، باعتباره عملا فنيا، ناقش حقبة تاريخية مهمة في حياة المسلمين. لكن مراجع شيعية في العراق وإيران انتقدت العمل، ليس لتجسيده الحسن والحسين فحسب، بل لاحتوائه على "مغالطات تاريخية"، حسب رأيهم.
الجدل حول المسلسل لم يقتصر على كونه سنيا أو شيعيا، وإنما أثار خلافات بين أتباع المذهب الواحد، على الرغم من أن الشركة المنتجة، أكدت عرض العمل على مراجع سنية وشيعة قبل تصويره.
وقد حرم الأزهر الشريف في مصر عرض المسلسل، وهو ما رحبت به المرجعية الشيعية، التي تخشى من أن يؤجج الفتن، لكن أحد أعضاء الوقف السني الدكتور عبد الستار عبد الجبار، قال للبي بي سي إنه يحترم العلماء الذين أفتوا بحرية مشاهدة وعرض المسلسل.
وقال عبد الجبار إن الفتوى في المنع لا يحل المشكلة، والفتاوى ستدفع الناس إلى مشاهدة المسلسل، ورفض عبد الجبار حجب المعلومة عن المشاهدين بالدعوى إلى حظر عرض المسلسل، وقال لن يكون هناك فتنة أساسها الفن والأدب، لكن بعض السياسيين يوظفونها طائفيا لدوافع سياسية.
ويدافع القائمون على المسلسل، ضد من ينتقدهم في قضية التجسيد الشخصيات التاريخية، ويضربون مثلا في الدراما الإيرانية "التي أنتجت أعمالا عدة، جسدت السيدة مريم والنبي يوسف، دون أن تثير مثل هذا الجدل".