وذكر مصدر رسمي سوري، لم تسمه وكالة الأنباء الرسمية "سانا" التي نقلت تصريحاته، أن بيان مجلس التعاون "تجاهل بشكل كامل المعلومات والوقائع التي تطرحها الدولة السورية سواء لجهة أعمال القتل والتخريب التي تقوم بها جماعات مسلحة تستهدف أمن الوطن وسيادته ومستقبل أبنائه أو لجهة تجاهل حزمة الإصلاحات الهامة التي أعلن عنها السيد الرئيس بشار الأسد في خطابه بتاريخ في العشرين من يونيو/حزيران الفائت."
وكانت الدول الخليجية، قد دعت في بيان صدر عن الأمانة العامة لمجلس التعاون، السبت، إلى الوقف الفوري لأعمال العنف وأي مظاهر مسلحة، ووضع حد لإراقة الدماء، واللجوء إلى الحكمة، وإجراء الإصلاحات الجادة والضرورية، بما يكفل حقوق الشعب السوري، ويصون كرامته ويحقق تطلعاته."
وأعربت دول مجلس التعاون عن حزنها من استمرار نزيف الدم في سوريا، في الوقت الذي أكدت فيه حرصها على أمن واستقرار ووحدة الدولة العربية، التي تشهد احتجاجات شعبية حاشدة مناهضة لنظام الأسد.
وتابع البيان إن "دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية تتابع بقلق بالغ وأسف شديد، تدهور الأوضاع في الجمهورية العربية السورية الشقيقة، وتزايد أعمال العنف والاستخدام المفرط للقوة، مما أدى إلى سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى من أبناء الشعب السوري الشقيق."
وفي هذا الصدد، رد المصدر الرسمي السوري بالقول: "إن الخروج من دوامة العنف الراهنة وصدق الرغبة في مصلحة سوريا يتطلب من الأشقاء العرب في مجلس التعاون الخليجي الدعوة لوقف أعمال التخريب وشجب العنف المسلح الذي تقوم به جماعات لا تريد للوطن السوري خيراً ويتطلب أيضاً إعطاء الفسحة اللازمة من الوقت كي تعطي الإصلاحات المطروحة ثمارها"، طبقاً لسانا.
وتقدر منظمات حقوقية أن أكثر من ألفي شخص، معظمهم من المتظاهرين، قتلوا منذ اندلاع الانتفاضة الشعبية منذ قرابة خمسة أشهر، بينما يزعم النظام أن عصابات مسلحة تقف وراء موجة العنف.
وتابع المسؤول السوري: "ما كنا نأمله من أشقائنا العرب في الخليج ونحن نأمل إعادة النظر في مواقفهم آخذين بعين الاعتبار ما تقوم به القيادة السياسية السورية من أجل تجاوز الأزمة الراهنة."
وجاءت ردة الفعل السورية، بعد يوم من البيان الخليج، وبعد قليل من إعلان العاهل السعودي، استدعاء سفير بلاده في دمشق، قائلاً إن ما يجري في سوريا "لا تقبل به المملكة، فالحدث أكبر من أن تبرره الأسباب."
ووضع الملك عبدالله بن عبدالعزيز، مستقبل سوريا بين خيارين لا ثالث لهما، إما أن تختار بإرادتها الحكمة، أو أن تنجرف إلى أعماق الفوضى والضياع،" داعياً إلى ضرورة وقف ما وصفها بـ"آلة القتل."
وعلى صعيد متصل، أكد الرئيس السوري، خلال لقائه، الأحد، بوزير الخارجية اللبناني، عدنان منصور، أن التعامل مع الخارجين عن القانون من أصحاب السوابق الذين يقطعون الطرقات ويغلقون المدن ويروعون الأهالي واجب على الدولة لحماية أمن وحياة مواطنيها، بحسب "سانا."