وأعلنت إسرائيل وجنوب السودان في الثامن والعشرين من الشهر الماضي عن إقامة علاقات دبلوماسية بينهما، حيث سيكشف قريبا عن هوية السفيرين في كل منهما.
وكان وزير خارجية إسرائيل أفيغدور ليبرمان قال لإذاعة الجيش الإسرائيلي إن تعاون البلدين سيقوم على مساواة واحترام متبادلين وأكد أن ذلك يتوج مسيرة دبلوماسية مطولة قادتها وزارته.
وقال المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية السابق ألون ليئيل إن إسرائيل تبحث عن أهداف سياسية ومعنوية واستخبارية بقرارها السريع بالاعتراف بجنوب السودان لافتا أنها تهتم بكل دولة جديدة تقيم معها علاقات دبلوماسية حتى لو كانت صغيرة وفقيرة.
وأشار ليئيل إلى أن إسرائيل لا تبحث عن مطامع اقتصادية في جنوب السودان، رغم أن بعض الشركات الإسرائيلية الخاصة ستضاعف استثماراتها هناك في مجال الزراعة والأمن.
جهود إسرائيلية
وأوضح ليئيل للجزيرة نت أن إسرائيل تبذل جهودا كبيرة اليوم لضمان معارضة نحو 30-40 دولة لإعلان الدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة الشهر القادم، وتابع "في حال صوتت جنوب السودان ضد الدولة الفلسطينية سيرقص إسرائيليون هنا في الشوارع".
وأضاف أن السودان طالما كان بلدا معاديا جدا لإسرائيل، ولذا شجعت الأخيرة الجنوب المؤيد لها على الانفصال لإضعاف الخرطوم، وتابع "عملت إسرائيل على دعم جنوب السودان، واليوم أتوقع زيادة دعمها في مجال الاقتصاد والاستخبارات والصحة وغيرها".
وأشار ليئيل إلى أن إسرائيل سعت لاستقلال دولة صديقة لها في جنوب السودان لزيادة نفوذها في القارة السوداء ولاستخدامها ورقة هامة بكل ما يتعلق بعلاقاتها مع مصر التي تعد منابع النيل مسألة إستراتيجية.
موطئ قدم
وهذا ما يؤكده عضو الكنيست عن القائمة العربية الموحدة إبراهيم صرصور الذي أوضح أن إسرائيل تبحث عن موطئ قدم لها بجنوب السودان -إضافة لمواطئ أخرى في القرن الأفريقي كإريتريا- يمنحها فرصة لممارسة نفوذها في منطقة تعد إستراتيجية لمصر والسودان والأمن القومي العربي.
وأشار إلى أن مسارعة إسرائيل لإقامة علاقات دبلوماسية مع دولة جنوب السودان الوليدة تأتي في سياق مساعيها لاختراق القارة السوداء، ورجح صرصور أنها ستستثمر كثيرا في جنوب السودان بدافع سياسي بامتياز.
وأضاف للجزيرة نت أن "إسرائيل نجحت بالعقد الأخير في إحداث اختراقات في أفريقيا التي طالما كانت داعمة للقضايا العربية والقضية الفلسطينية مستغلة تحولات إقليمية ودولية"، وتابع إن إسرائيل تقوم بتأسيس علاقات خارجية ليس طمعا بسلام مع الجوار والعالم بل خدمة لخيارها الأول، الأمن الذي يعني عادة الحرب.
وأوضح أنه لا يستغرب الإعلان السريع عن إقامة هذه العلاقات، لكنه يستعجب عجز دول الجوار في أفريقيا خاصة العربية منها والجامعة العربية عن تحرك سريع مواز يمنع أو يقلل أضرارا من الممكن أن تترتب على مثل هذه العلاقات التي لن تصب في مصلحة العرب والمسلمين وأمنهم القومي.