وتابع أن "على الجميع في العالم بأسره أن يخرجوا ما في جيوبهم لمساعدة سكان الصومال في محنتهم العصيبة.. وضع الشعب الصومالي الحرج سيتفاقم بحسب جميع التقديرات الواردة ميدانيا"، وأشار إلى أن الاتحاد الأفريقي أنفق حتى الآن خمسمائة ألف دولار لمساعدة ضحايا الجفاف.
من ناحية أخرى ذكر تقرير للأمم المتحدة اليوم الأحد أن حالة الجدب التي تجتاح شرق أفريقيا تزداد سوءا، مشيرا إلى أن "مستقبل جيل بأكمله" في خطر.
وكان تقرير سابق لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في شمال أفريقيا والشرق الأوسط ووسط آسيا "أوتشا" كشف أن نحو 3.7 ملايين صومالي يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية, بزيادة قدرها 35% عما كان عليه الوضع في بداية العام.
وقالت فاليري أموس منسقة الإغاثة الطارئة ووكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية قالت عن الجفاف في القرن الأفريقي إن "أكثر من 12 مليون شخص في الصومال وكينيا وإثيوبيا وجيبوتي في حاجة إلى مساعدة عاجلة"، وأضافت "أن العدد يزداد يوميا".
الموت جوعا
وقالت أموس إن عشرات الآلاف من الأشخاص ماتوا بالفعل، كما أن شبح المجاعة يهدد مئات الآلاف.
يذكر أن اتساع نطاق وقوة الأزمة في الصومال يجعلها واحدة من أكبر كوارث المجاعات في العالم، ورغم المساعدات فإن معظم المناطق في جنوب الصومال معزولة تماما.
ودعت أموس جميع الأطراف إلى تسهيل حركة دخول عمال الإغاثة، وقالت إن "هدفنا الوحيد هو إنقاذ الأرواح". وكان الرئيس الصومالي شريف شيخ أحمد برر الهجمات التي شنتها القوات الحكومية التي تدعمها قوات الاتحاد الأفريقي على مواقع لحركة الشباب المجاهدين في حي ورطيغلي وياخشيد منذ الخميس، بأن حركة الشباب "تقف عائقا أمام إيصال المساعدات إلى المتضررين من الجفاف بالصومال".
وأوضحت أموس أنه رغم أن الدول الأعضاء في الأمم المتحدة وعدت بتقديم مليار دولار في شكل مساعدات فورية، فإنه لا تزال هناك حاجة إلى مليار آخر.
وذكر التقرير الأممي عن الصومال أن عشرات الآلاف من الأشخاص ماتوا جوعا وأن معدلات سوء التغذية في أجزاء من باكول وشبيلي السفلى بجنوب البلاد وصلت إلى 50%.
وعلى صعيد متصل أعلن البنك الإسلامي للتنمية أنه بحث اعتماد مبلغ إضافي لإغاثة المتضررين من الجفاف في الصومال علاوة على مبلغ المليون دولار التي اعتمدها البنك سابقا للمتضررين واستخدمها لشراء مواد إغاثة وتوزيعها للمحتاجين.
قصص تروى
وبينما تقطعت السبل بأسر في القرى النائية، تمكنت أخرى من الوصول بشق الأنفس إلى "مخيم آل ياسر" الذي أنشأته حركة الشباب المجاهدين في منطقة "رقم الخميس" بولاية شبيلي السفلى.
وضمن القصص المروية للجزيرة نت قالت السيدة آمنة إسماعيل إنها اتجهت مع أطفالها الثلاثة من بادية قرية توراتوري بولاية شبيلي السفلى ووصلت بشق الأنفس إلى المخيم.
وأشارت إلى أنها لا تدري شيئا عن أحوال زوجها إن كان على قيد الحياة أم لا، لكنها تشكر الله على إنقاذها وأطفالها من الموت بسبب الجفاف.
أما عثمان محمد الذي وصل للتو مع اثنين من أطفاله إلى المخيم فقال إن محنته لم تنته بعد لعجزه عن جلب ثلاثة من أطفاله إلى حيث هو الآن.
وأضاف للجزيرة نت "لقد تركتهم عند أقرباء لي في دينسور، ولا أعرف مصيرهم".
ووفق تصريحات مدير المخيم الشيخ حسين حاج عبده للجزيرة نت فإن عدد سكان المخيم يقدر بنحو 39 ألف نسمة، أغلبهم من النساء والأطفال.
دعوة للعرب
وأمام أزمة الجوع التي تجتاح القرن الأفريقي طالب وزير التنمية الألماني ديرك نيبل الدول العربية الغنية بإرسال مساعدات إلى الصوماليين.
وقال نيبل لوكالة الأنباء الألمانية "لم نسمع شيئا حتى الآن من هذه الدول.. إنني متعجب جدا من أن كل التعهدات بالمساعدة قادمة من أوروبا وشمال أفريقيا".
وقال "من المهم أن يسعى الاتحاد الأفريقي إلى الحوار مع مليشيات الشباب الإسلامية.. هذا لا يعني الاعتراف بهم سياسيا، لكن لا بد من الاعتراف بحقيقة أنهم يفرضون سيطرتهم العسكرية على قطاعات واسعة في الصومال".