وفي تل ابيب المركز الرئيسي لحركة الاحتجاج سار اكثر من 50 الف متظاهر في وسط المدينة كما صرح المتحدث باسم الشرطة ميكي روزنفلد لوكالة فرانس برس. ورفع المتظاهرون اعلاما اسرائيلية وكذلك بعض الاعلام الحمراء.
وقالت متظاهرة تدير دار حضانة "جئت لان راتبي لم يعد يكفيني حتى اخر الشهر ولان مال الضرائب يذهب الى جيوب الاقطاب".
وفي القدس تجمع 15 الف متظاهر امام مقر رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو رافعين لافتات كتب عليها عبارة "كل جيل يريد مستقبلا".
وفي حيفا في شمال اسرائيل نزل اكثر من عشرة الاف متظاهر الى الشوارع بحسب الشرطة.
واتسعت حركة الاحتجاج التي بدات اولا بالتنديد بالارتفاع الكبير لاسعار المساكن لتشمل التفاوت الاجتماعي المتفاقم وتردي الخدمات العامة وخاصة في القطاعين الطبي والتعليمي.
وتنوعت المطالب فيما انتقد المتظاهرون رئيس الوزراء متهمين السلطة بانها في خدمة اقطاب المال كما نددوا بالقوى الاحتكارية الكبرى والكارتلات في اسرائيل وطالبوا بخفض الضرائب غير المباشرة.
وللمرة الاولى منذ انطلاقها قبل شهر انضمت الاقلية العربية التي تعاني من اوجه تمييز كبيرة، الى حركة الاحتجاج هذه من خلال تظاهرات في مدينة الناصرة، شمال اسرائيل، وفي بلدة باقة الغربية شمال شرق تل ابيب.
والمحرك الاول لحركة الاحتجاج هي الطبقات الوسطى المسحوقة تحت وطأة الارتفاع المستمر لتكاليف المعيشة الناجم عن اقتصاد سوق تتحكم فيه بعض العائلات.
وقد انطلقت الحركة في حزيران/يونيو عبر الفيسبوك بمقاطعة الجبنة البيضاء وهي مادة غذائية اساسية ارتفع سعرها بشكل كبير، ثم اشتدت بعد ان نصبت طالبة خيمتها في وسط تل ابيب للتعبير عن يأسها ازاء غلاء الايجارات.
وسرعان ما توسعت هذه المبادرة مدعومة من التجمع الاسرائيلي للطلبة واحزاب المعارضة وفنانين غنوا اثناء التجمعات، ومؤخرا من الاتحاد النقابي النافذ هيستدروت.
واليوم هناك خيم في معظم مدن اسرائيل والحركة الاحتجاجية تتوسع بالرغم من الوعود التي اطلقها رئيس الوزراء لاصلاح سوق العقارات.
فقد ارتفعت اسعار السكن خلال عام بنسبة 32% في تل ابيب و17% في القدس، وهو اتجاه سجل في مجمل انحاء اسرائيل في وقت لا تزال الاجور فيه على حالها.
وحاول نتانياهو في مواجهة التظاهرات ضد الارتفاع الحاد في كلفة السكن، تهدئة الراي العام الثلاثاء من خلال الاعلان عن خطة طارئة لحل الازمة، معربا عن معارضته "لاحتكار" الدائرة العقارية للعقارات المخصصة للبناء والتي لا تعطي تصاريح بالبناء عليها الا "نادرا".
واعلن نتانياهو الاثنين ارجاء زيارة كانت مقررة الى بولندا للعمل على اقرار "قانون حول اصلاح السوق العقارية وتشجيع تدابير خاصة بالطلاب والجنود المنتهية خدمتهم والازواج الشباب".
وكان ذلك للرد على "ثورة الخيام"، وهي اكبر حركة اجتماعية في اسرائيل منذ اربعة عقود.
وافاد استطلاع للرأي نشرت نتائجه صحيفة هآرتس ان 87% من الاسرائيليين يدعمون حركة الاحتجاج و54% يعبرون عن "استيائهم" من ادارة نتانياهو لهذه الازمة.