وأعلن المستشار عبد العزيز عمر رئيس محكمة استئناف القاهرة أنه تقرر بصورة نهائية أن تعقد محاكمة مبارك ونجليه علاء وجمال ورجل الأعمال الهارب حسين سالم، ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي و6 من كبار معاونيه، بداخل مقر أكاديمية الشرطة بالقاهرة الجديدة (أكاديمية مبارك للأمن سابقا)، في 3 أغسطس (آب) المقبل، بدلا من أرض المعارض بمدينة نصر، حرصا على توفير مكان أكثر تأمينا. كما أكد مصدر أمني مسؤول بجنوب سيناء أن مديرية أمن جنوب سيناء أعدت خطة أمنية شاملة لتأمين مبارك في حالة نقله خارج المحافظة.
ويأتي هذا فيما زار وفد حقوقي، ضم عددا من منظمات المجتمع المدني ولجنة الحريات بنقابة المحامين وشباب الثورة يرافقهم إعلاميون، سجن مزرعة طرة أمس، مقر إقامة عدد من رموز نظام مبارك السابق، المتهمين في قضايا فساد مالي وسياسي، على رأسهم نجلاه علاء وجمال، وذلك للتأكد من وجود هؤلاء المتهمين في السجن، وعدم تمييزهم في المعاملة عن باقي السجناء.
وبينما وافق بعض المسؤولين السابقين والبرلمانيين المحبوسين احتياطيا على مقابلة الوفد، رفض كافة رموز النظام السابق الكبار أي مقابلات أو فتح الزنازين عليهم، وأكدوا أن ذلك حقهم الكامل ولن يقبلوا فيه أي تفريط، وهدد علاء وجمال مبارك بالإضراب عن الطعام وإبلاغ منظمة العفو الدولية في حالة إجبارهما على فتح الزنازين أو الوقوف أمام رجال الإعلام.
وأكد أسامة الشيخ رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون السابق، عدم ملاقاته أو أي من رموز النظام السابق خاصة علاء وجمال مبارك لأي معاملة تفضيلية عن غيرهم من السجناء، بل شكا الشيخ من قصر ساعات التريض المتاحة لهم ومن عدم وجود وسائل اتصالات. وقال نجيب جبرائيل رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان عضو الوفد لـ«الشرق الأوسط» إن «الوفد عاين الغرفة المجهزة لاستقبال الرئيس السابق حسني مبارك في حالة نقله إلى السجن»، وقال «إنها عبارة عن غرفة للعناية المركزة ولكن ينقصها جهاز للتنفس الصناعي».
وأضاف «تأكدنا من خلال دفاتر أحوال السجن من أن علاء وجمال نجلي الرئيس السابق موجودان في السجن وتلقيا آخر زيارة يوم 26 يوليو (تموز) الحالي من زوجتيهما هايدي راسخ وخديجة الجمال وعمر نجل علاء مبارك ومحمود الجمال صهر جمال مبارك».
وقال «اطلعنا أيضا على دفاتر خروج ودخول السجناء فتبين أن علاء وجمال لم يخرجا كما يردد البعض بينما كان آخر خروج لحبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق يوم 25 يوليو الحالي لحضور جلسة محاكمته التي أذاعها التلفزيون على الهواء، حيث خرج العادلي من السجن في الخامسة والنصف صباحا وعاد في الحادية عشرة والنصف ظهرا».
وأضاف «تأكدنا أيضا من وجود أحمد نظيف رئيس الوزراء الأسبق وأحمد عز أمين تنظيم الحزب الوطني الديمقراطي (المنحل بحكم قضائي) في زنزانتيهما، وكذلك وجود مساعدي وزير الداخلية السابقين المتهمين بقتل المتظاهرين في زنزانة واحدة، بينما يوجد رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى والوزراء السابقون زهير جرانة وأحمد المغربي وسامح فهمي في زنزانة واحدة».
من جانبه، قال العقيد سامي مناع إن غرفة الرعاية المركزة بوضعها الحالي لا تصلح لاستضافة الرئيس السابق؛ وإنها في حاجة لجهازين حديثين للتنفس الصناعي، وجهاز تحليل للغازات.