وتلا مدير قناة «الجماهيرية» التي تبث باللغة الإنجليزية، خالد بازيليا، البيان الذي جاء فيه أن «ثلاثة من زملائنا قتلوا وجرح 15 آخرون خلال ممارستهم واجبهم المهني كصحافيين ليبيين». ووصف بازيليا غارات حلف الأطلسي بأنها «عمل من الإرهاب الدولي» ينتهك قرارات مجلس الأمن الدولي.
وقبل ذلك، أعلن حلف الأطلسي أنه شن غارات دقيقة على ثلاثة مراكز إرسال للتلفزيون الليبي بهدف «إسكات العقيد القذافي»، وفقا لما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية. وأوضح الحلف في بيان «قبل ساعات شن حلف الأطلسي غارات جوية على ثلاثة مراكز إرسال فضائية للتلفزيون الليبي، بهدف منع العقيد القذافي من استعمالها لتخويف شعبه والتحريض على أعمال عنف ضد شعبه». وأضاف بازيليا «نحن موظفون في التلفزيون الليبي، لسنا هدفا عسكريا ولسنا قادة في الجيش ولا نشكل خطرا على المدنيين»، وتابع «من حقنا أن نعمل في مناخ آمن يحميه القانون الوطني والدولي»، داعيا إلى «حماية كاملة من المجتمع الدولي».
وكان حلف شمال الأطلسي قد قال إنه قصف ثلاثة أطباق لاستقبال البث الفضائي في طرابلس لوقف «رسائل الترهيب» من القذافي، إلا أن التلفزيون الرسمي الليبي ما زال يبث برامجه. واستمر التلفزيون الرسمي الليبي في البث، وبث في وقت مبكر من صباح أمس إعادة لبرنامج حواري سياسي من الليلة الماضية. وقال رولان لافوا، المتحدث باسم الحلف، إن قصف الأطباق الأرضية للبث الفضائي لا يتعارض مع المهمة. وأضاف «تدخلنا كان ضروريا لأن التلفزيون يستخدم كجزء أساسي من أجهزة النظام التي تهدف إلى قمع وتهديد المدنيين بشكل منظم والتحريض على شن هجمات عليهم».
وقال لافوا إن حلف شمال الأطلسي تحرك بعد تخطيط متأن لتقليل خطر سقوط ضحايا أو إلحاق أضرار بعيدة المدى بإمكانيات البث التلفزيوني إلى أدنى حد، وهو الآن في إطار عملية تقييم تأثير الهجوم. وأضاف «ضرب تلك الأطباق الصناعية بالتحديد سيحد من قدرة النظام على قمع المدنيين في الوقت الذي يحافظ فيه على البنية الأساسية للبث التلفزيوني التي سيكون هناك حاجة إليها بعد الصراع». وتطالب دول كبيرة في الحلف، مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، بتنحي القذافي عن السلطة، واعترفت بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي المعارض كممثل شرعي للشعب الليبي. وهزت عدة انفجارات طرابلس في وقت متأخر من ليلة أول من أمس، وقال التلفزيون الرسمي إن الغارات الجوية قصفت أهدافا مدنية، لكن من المستحيل التأكد من هذا الأمر.
وقالت وكالة الصحافة الفرنسية إنه بعيد الساعة العاشرة ليلا (الجمعة) سمع في وسط المدينة دوي ما لا يقل عن عشرة انفجارات، لكنها كانت بعيدة. كما دوت ثلاثة انفجارات ضخمة في محيط مقر إقامة القذافي في وسط طرابلس، وقد أدت شدتها إلى اهتزاز الفندق القريب حيث ينزل الصحافيون الأجانب. وعلى الأثر، أعلن التلفزيون الليبي في خبر عاجل «تتعرض مواقع مدنية بمدينة طرابلس الآن للقصف من قبل العدوان الصليبي»، وهي التسمية التي يستخدمها النظام الليبي للإشارة إلى حلف شمال الأطلسي. وفي سياق متصل، قال قائد ميداني من المعارضة الليبية أمس السبت إن قوات المعارضة في ليبيا طوقت آخر معاقل العقيد الليبي معمر القذافي في منطقة الجبل الغربي، وتأمل أن تسيطر عليه قريبا. وأطلقت دبابات المعارضة قذائفها على تيجي حيث يتمركز ما يصل إلى 500 جندي حكومي، وتسنى سماع دوي الانفجارات من بلدة الحوامد القريبة التي استولت عليها المعارضة يوم الخميس في هجوم جديد ضد الجيش. وقال القائد الميداني بالمعارضة ناصر الحامدي، وهو عقيد سابق في شرطة القذافي، لوكالة «رويترز»: «لقد طوقنا تيجي ونأمل أن نستولي عليها بنهاية اليوم (أمس السبت)»، وكان يتحدث بينما كان دوي إطلاق النار يسمع من على بعد، وتفقد ميدان معركة تناثرت فيه أغلفة قذائف المدفعية والقذائف المضادة للطائرات التي تستخدمها القوات الحكومية.
ومن شأن السيطرة على تيجي أن تعطي المعارضة دفعة استراتيجية ونفسية، وقد تجعل من الأسهل لمقاتليها - الذين يسيطرون على سلسلة من البلدات التي تمتد لأكثر من 200 كيلومتر في أنحاء منطقة جبلية جرداء على الحدود التونسية - الوصول إلى طريق سريع رئيسي مؤد إلى طرابلس.
ومن جانبه، أعلن موسى إبراهيم، المتحدث باسم الحكومة الليبية، أن القوات الموالية للعقيد الليبي معمر القذافي قتلت 190 معارضا على الأقل في قتال في غرب البلاد منذ يوم الأربعاء. وقال إبراهيم أيضا إن «القاعدة» مسؤولة عن قتل عبد الفتاح يونس، الزعيم العسكري لقوات المعارضة، والذي أدى قتله يوم الخميس إلى تسديد ضربة للمعارضين والقوات الغربية التي تسعى إلى إسقاط القذافي.