حيث أكد محمد يسرى المتحدث باسم حزب النور أنهم لم يخرجوا أمس الأول لفض اعتصام التحرير، ولم يخرجوا عن أى اتفاق لأنهم فى الأساس لم يتفقوا على شىء، ولم يخدعوا أحد ولكن الرأى العام الذى تعرض للخدام بمساعدة بعض وسائل الإعلام التى "نفخت" فى المعتصمين وفى قلة ليس لها تأثير حقيقى فى الشارع.
ونفى يسرى أن يكون خروجهم استعراض قوة لأن قوتهم كما يقول معروفة وحجم تأثيرهم معروف، معتبرا أن نجاحهم الحقيقى ورسالتهم هى كانت القدرة على تنظيم مليونية سلمية بشكل حضارى دون التعرض للمعتصمين، أو أى رأى مخالف، وتنظيف الميدان عقب انتهاء المليونية والخروج فى الوقت المحدد، مشددا على أنهم لازالوا جزءا من التحالف الوطنى ويمدون أيديهم للجميع وليس للإسلاميين فقط، وأنهم ضد من يشق الصف الوطنى، وأنهم يستعدون للتعاون وليس لفرض الآراء أو التطابق فى الآراء، نافيا أن يكون لهم نية التظاهر فى رمضان ولكن لديهم فعاليات كثيرة سيعلنون عنها قريبا.
من جانبه كشف د.عصام دربالة رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية، أنهم يراقبون معتصمى الميدان فى حال الانحراف عن المسار المحدد سيقومون بالتقويم بتنسيق بين التيار الإسلامى وغيره ممن يريد التحالف الوطنى الحقيقى والذى لا يقصى أحدا ولا يفرض الرأى على أحد.
وأشار إلى أن هناك من يمارس الخداع على الشعب، واصفا إصرار الليبراليين على المبادئ فوق الدستورية بأنها إصرار على تمرير العلمانية للدولة وفرضها فى الدستور بمبرر فصل الدين عن الدولة، قائلا: أرجو ألا يعاملنا أحد على أننا نوع من السذج"، منتقدا محاولات وضع مهام وسلطات للقوات المسلحة فى مراقبة العملية السياسية وتنفيذ النموذج التركى الذى تخلص منه الحكومة التركية مؤخرا، معتبرا أن الإشكالية الأخرى فى المبادئ فوق الدستورية هى رغبة قلة فرض رأيها على الشعب فى إقرار مبدأ أقوى من الدستور الذى يستفتى عليه الشعب، مضيفا أن أبجديات العمل السياسى عدم حمل الشعب كله على رأى واحد أو توجه منفرد، مشددا على أن لديهم مطالب بجدول زمنى لإجراء الانتخابات، مطالبا الجميع أن يركز فى الاستعداد للانتخابات، وتقديم البرامج للشارع والسعى لخلف ائتلاف وطنى قوى يعبر عن المصلحة الوطنية لإنقاذ مصر من أزمتها ويؤسس لبرنامج عمل لخمس سنوات قادمة وتشكيل قائمة موحدة للانتخابات.
واعتبر دربالة أن انتقادات الليبراليين ومن خرجوا من الميدان غير منطقية، واصفا المليونية بأنها الأكبر منذ التنحى، ونفى توقيع الجماعة على أى اتفاق أو إطار تعاون مع ائتلافات الشباب أو القوى الليبراليين، كاشفا عن تحفظ ممثل الجماعة على المبادئ والتوصيات التى أصدرتها القوى السياسية خاصة "تحية المعتصمين وتأييد مطالبهم"، مضيفا أن الأساس هو التعايش فى ظل الاختلافات بين القوى السياسية وليس الخلافات، مشيرا إلى أن القوى التى انسحبت فى الائتلاف الواحد أو حزب الرجل الواحد والرجلين فقط، ممن يسمون أنفسهم قوى.
أكد الدكتور صفوت عبد الغنى عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية أن ما يثيره العلمانيون واليساريون فى الإعلام من عدم التزام القوى الإسلامية باتفاق جمعة وحدة الصف ورفع لافتات للمطالبة بتطبيق الشريعة الإسلامية هو محاولة منهم للتغطية على فشلهم وشعورهم بعدم القدرة على حشد الملايين مثلما فعلت القوى الإسلامية.
وأوضح عبد الغنى فى اتصال هاتفى بـ " اليوم السابع " أن شباب الليبراليين والعلمانيين ردووا وسط الميدان شعارات تنادى بالدولة العلمانية والمدنية وغم ذلك لم يتعرض لهم أى من شباب التيار الإسلامى منعا لوقوع مصادمات بين الطرفين.
وشدد عبد الغنى على أن شعارات تطبيق الشريعة الإسلامية وحكم الله فى الأرض بقدر ما تمثل يقينا حقيقيا لدى القوى الإسلامية بقدر ما هى أحد أوجه الديمقراطية التى ينادى بها الليبراليون والحرية المكفولة للجميع فى ميدان التحرير، حيث يقول ما يشاء ويرفع هتافات كما يشاء، مضيفا أن المعتصمين فى الميدان على مدار الأسابيع الماضية رددوا شعارات بإسقاط المجلس العسكرى ولم يعاتبهم أحد.
وأضاف عبد الغنى أن القوى الإسلامية اتفقت على المشاركة يوم الجمعة المقبلة فى حفل الإفطار بميدان التحرير، على أن يتم إقامة صلاة التراويح فى الميدان.
على الجانب الآخر أكد عصام سلطان نائب رئيس حزب الوسط _أحد المنظمين لاجتماع القوى السياسية والإسلامية يوم الأربعاء الماضى للتنسيق لوحدة الصف _ أن الاتفاق بين القوى السياسية والإسلامية لم يتضمن تحديد الشعارات التى يتم رفعها فى الميدان نهائيا، ولم يطرح من الأساس، إنما تم الاتفاق على نقطتين فقط، وهما التشديد على عدم وقوع أى اشتباكات بين الطرفين، ورفع شعارات استكمال الثورة، مثل سرعة المحاكمات وتطهير المؤسسات من فلول النظام السابق.
وأوضح سلطان أن الإعلام المستقل يقود حملة لتشويه الإسلاميين، ضاربا المثل على ذلك بما تم نشره فى أحد الصحف اليومية من أن القوى الإسلامية تراجعت عن اتفاقاتها، وهو متناقض تماما للواقع، حيث إن كل المنصات تحدث عليها ممثل عن كل قوى سياسية حتى أن القمص بولس عويضه تحدث على منصة الإخوان مرتين.
وشدد سلطان على أن الخطر القادم هو التفرقة بين المعتصمين فى ميدان التحرير، واللذين لم يزد عددهم عن ألف، وبين المتظاهرين بالأمس، فالإعلام يطلق على المعتصمين اسم الثوار، ويطلق على متظاهرى الأمس بالقوى الإسلامية وهى تسميه غير صحيحة جدا، فضلا عن عدم التفرقة فى الأهمية بين قوة المتظاهرين بالأمس الذين بلغوا 2 مليون والمعتصمين الذين لم يتعدوا ألف معتصم.