وأوضح الدكتور كولين بول من مستشفى هونفوس شمال غربي أوسلو أن الجراحين الذين عالجوا 16 ضحية استعادوا شظايا بالغة الصغر من الرصاص متناثرة في أجساد الجرحى، مضيفا أن مخارج الطلقات كانت بالغة الصغر وضعيفة على نحو غير مألوف.
وقال بول "هذه الرصاصات انفجرت بشكل أو بآخر داخل جسد الضحية. استقرت قوة الرصاص داخل النسيج. تسببت في أضرار داخلية. إنه أمر فظيع."
وأضاف بول أن الرصاص "يتشظى بسرعة" ويتسبب في الحصول على صور أشعة سينية غير واضحة.
ومضى قائلا "لقد تسبب لنا في كل أنواع المشكلات الإضافية عند التعامل مع الجراح التي أحدثها مع وجود مسارات غريبة. التأثير الذي أحدثه في الجسم يشبه آلاف غرزات الدبوس."
ويقول خبراء القذائف إن رصاص الدمدم خفيف الوزن ويمكن تصويبه بدقة من مسافات مختلفة. ويذكر أن هذا النوع من الرصاص يستخدم عادة من قبل حراس الرحلات الجوية وضباط سلاح الجو البريطاني وصائدي الحيوانات الصغيرة.
محقق بريطاني ومن جهة أخرى، قالت الشرطة النرويجية الأحد إن خبيرا أمنيا بريطانيا يساعد المحققين في الهجمات التي شهدتها العاصمة أوسلو وأدت إلى مقتل 93 شخصا وجرح 96 آخرين وذلك كجزء من تعاون النرويج مع الدول الأجنبية.
وقال قائد الشرطة بالإنابة سفينونغ سبونهايم خلال ندوة صحفية "تلقينا مساعدات من شرطة العاصمة لندن وذلك بالاستعانة بخبير فني بريطاني في مجال الإجرام."
وأضاف أن الشرطة النرويجية ترسل معلومات خاصة بالتحقيقات التي تجريها إلى بعض البلدان التي يمكن أن تساعد من خلال الشرطة الدولية.
ومضى سبونهايم قائلا إن ضابط شرطة اتجه إلى جزيرة يوتويا شمال غربي العاصمة أوسلو حيث أردى اندرس بهرينغ بريفيك ما لا يقل عن 86 شخصا.
وتابع قائلا "كان يفترض أن يكون هناك (في الجزيرة) شرطي" مضيفا أن ليس من الواضح أين كان يوجد عندما أطلقت النار على الشباب الذين كانوا في المخيم.
"تصرف بمفرده" وفي السياق ذاته، قالت الشرطة النرويجية الأحد إن بريفيك المتهم بارتكاب مجزرة أوسلو تصرف بمفرده بعدما ذكرت روايات شهود أن مسلحا ثانيا شارك في إطلاق النار.
لكن الشرطة لا تزال تحاول التأكد مما إذا كان مطلق النار على مخيم الشباب التابع لحزب العمال الحاكم يوم الجمعة "شخصا واحدا أو عدة أشخاص" في جزيرة يوتويا.
وقال محامي المتهم البالغ من العمر 32 عاما إنه اعترف بمسؤوليته عن المجزرة، واصفا ما جرى بأنه " عمل وحشي ولكنه ضروري"، مضيفا أنه سيشرح موقفه خلال جلسة استماع في المحكمة يوم الإثنين.
وأضاف المحامي أنه خطط لتنفيذ هذه الهجمات منذ مدة.
وقتل ما لا يقل عن 85 شخصا في جزيرة يوتويا يوم الجمعة عندما أطلق بريفيك النار على الشباب الذين كانوا يشاركون في مخيم تابع لحزب العمال الحاكم بعد ساعات من تفجير أوسلو الذي أدى إلى مقتل 7 أشخاص.
ولا تزال الشرطة تواصل البحث عن المفقودين في ظل أجواء الحداد التي تخيم على سكان النرويج علما بأن 4 أشخاص لا يزالون في عداد المفقودين.
ويعتقد أن بعض المفقودين ربما ماتوا غرقا خلال محاولتهم الهروب من موجة إطلاق النار.
وتستخدم الشرطة غواصة صغيرة للبحث عن جثث المفقودين.
وتقول الشرطة إن حصيلة القتلى ربما ترتفع أكثر لأن بعض جثث تفجير أوسلو أو أجزاء منها لا تزال ملقاة في بعض البنايات المتضررة جراء التفجير لأنها غير آمنة.
واتهم بريفيك رسميا بتنفيذ هجمات إرهابية ومن المقرر أن يمثل أمام المحكمة يوم الاثنين إذ سيقرر القضاة ما إذا كان يتعين مواصلة اعتقاله في ظل استمرار التحقيقات.
وذكرت التقارير أن المتهم له صلات بمتطرفين ينتمون إلى اليمين المتشدد.
ونشرت وثيقة من 1500 صفحة باللغة الإنجليزية يقال إنها كتبت من قبل بريفيك على شبكة الإنترنت تحت اسم أندرو برويك وذلك قبل ساعات من تنفيذ الهجمات أوحت بأن التخطيط لها استغرق سنوات من العمل.
وأشارت الوثيقة إضافة إلى مقطع فيديو معاد للمسلمين إلى التعددية الثقافية التي تطبقها النرويج وهجرة المسلمين إليها.
وقال كاتب الوثيقة إنه من أتباع جماعة "فرسان الهيكل" وهي جماعة مسيحية ظهرت في القرون الوسطى وشاركت في الحروب الصليبية وتحظى بتبجيل أنصار تفوق الجنس الأبيض.
فرسان الهيكل زعم المتهم في وثيقة منسوبة إليه نشرت على الإنترنت أنه عضو في جماعة فرسان الهيكل
ووردت في الوثيقة التي نشرت على الإنترنت دعوات لاستهداف "الماركسيين الثقافيين وخونة التعددية الثقافية."
وقال قائد شرطة العاصمة سفينونغ سبونهايم بالإنابة "لقد تحاور مع الشرطة في كل وقت لكنه يظل مشتبها به يصعب التعامل معه."
ويقول مراسل بي بي سي ريتشارد كالبين بالقرب من الجزيرة التي شهدت المجزرة إن النرويج كانت لها مشكلات مع جماعات من النازيين الجدد في الماضي لكن ساد افتراض مفاده أن هذه الجماعات أقصيت من المشهد ومن ثم فهي لا تشكل أي تهديد خطير.
وأقيمت قداسات تذكارية في مختلف أرجاء النرويج بما في ذلك في كاتدرائية لوثران بأوسلو.
وأضاف مراسل آخر للبي بي سي، ستيفن إفزانز، إن معزين نرويجيين توافدوا على ضريح مؤقت في أوسلو قبيل حضور قداس خاص.
وحضر ملك النرويج هيرالد الخامس وعقيلته صونيا القداس في الكاتدرائية إلى جانب رئيس الوزراء جينز ستولتينبيرج. ووضعوا باقات من الزهور البيضاء خارج الكاتدرائية قبل أن يدخلوا إليها.
ومضى قائلا إن عددا من المعزين المسلمين حضروا إلى الكنيسة لتقديم العزاء.
وقال أحد المعزين المسلمين للبي بي سي "افترض الكثير من الناس في البداية أن القنبلة من تنفيذ تنظيم القاعدة. النرويج بلد يقبل الجميع. إنه يرحب بالجميع. عندما علمت أن نرويجيا نفذ ذلك، صعقت حقا. إنه ملئ بالحقد."
ورسم شهود في الجزيرة صورة قاتمة لما جرى هناك إذ قالوا إن مسلحا أشقر كان يرتدي ملابس الشرطة طلب من الموجودين أن يتجمعوا ثم أخذ بإطلاق النار عليهم بشكل عشوائي.
وأضاف الشهود أن بعض الضحايا أصيبوا بطلقات الرصاص عندما كانوا يحاولون الوصول سباحة إلى أماكن آمنة في حين احتمى آخرون ببنايات مجاورة أو تظاهروا بالموت بين جثث القتلى.
وقالت الشرطة إنها وصلت إلى الجزيرة بعد 45 دقيقة من بدء إطلاق النار وتمكنت من القبض على المشتبه به بعد 45 دقيقة أخرى إذ استسلم لها بعد محاصرته من قبل ضباط مسلحين.
وذكرت التقارير أنه كان مسلحا بسلاحين، أحدهما سلاح آلي.