ومن جهة أخرى، طالب المعتصمون في ميدان التحرير، الذي انطلقت منه المسيرة، بإجراء تحقيق رسمي في المصادمات التي خلّفت ثلاثمئة وثمانية جرحى بحسب الأرقام الرسمية المصرية.
وقد منع جنود بعربات واسلاك شائكة مسيرة احتجاج كانت في طريقها الى مقر الوزارة في وسط القاهرة، القى بعدها اشخاص الحجارة والقنابل الحارقة على المحتجين.
وإتهم عامر الوكيل المتحدث بإسم إئتلاف ثوار مصر المجلس العسكري بالتحريض ضد المتظاهرين، الا ان الجيش قال إن المهاجمين هم من سكان الحي الذين لم يكونوا يرغبون في ان يتحول حيهم الى ساحة اعتصام
ويقول مراسل بي بي سي في القاهرة ان الجيش المصري أعاد فتح الطريق المؤدي إلى المجلس العسكري بعد إغلاقه لعدة ساعات بعد الصدامات بين المتظاهرين وبعض من أهالي منطقة العباسية الواقعة بالقرب من مبنى المجلس العسكري.
تعرض المحتجون لهجوم بقنابل مولوتوف وطلقات خرطوش
وقالت حركة السادس من أبريل التي نظمت مسيرة يوم هذا اليوم إلى المجلس العسكري إنها انسحبت من منطقة الاشتباكات وعادت إلى ميدان التحرير بعد وقوع العديد من الإصابات أثناء الاشتباكات.
وقال شريف الروبي أحد المتحدثين باسم الحركة إن الحركة ليست على استعداد لخسارة المزيد من المتظاهرين بعد تلك الاشتباكات العنيفة. مشيراً إلى أن الجيش يتحمل المسؤولية كاملة نتيجة عدم تدخله رغم وجوده في موقع الاشتباكات.
وكان شهود عيان افادوا بتعرض المحتجين لهجوم بقنابل مولوتوف وطلقات خرطوش من قبل من يطلق عليهم "بالبلطجية".
وقد اعترضت قوات الشرطة العسكرية طريق المتظاهرين وأطلقت بعض قنابل الدخان والأعيرة النارية في الهواء لتفريق الجموع.
وقد طوق الجيش المصري المنطقة حيث تقع وزارة الدفاع بالأسلاك الشائكة وناقلات الجنود المدرعة.
رفض وكانت "حركة 6 ابريل" المعارضة قد دعت لخروج المسيرة تعبيرا عن رفضها لبيان المجلس العسكري الأخير الذي اتهم الحركة "بالسعي للفتنة الطائفية والوقيعة بين الجيش والشعب لتخريب ثورة يناير".
وفي مؤتمر صحفي عقدته السبت في المركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، جددت الحركة مطالبها التي تشمل رفض محاكمة المدنيين عسكرياً وتسريع محاكمة رموز النظام السابق وقتلة المتظاهرين في أثناء الثورة وتطهير القضاء وإقالة النائب العام.
ووصف عمر علي، مسؤول التنظيم الجماهيري بحركة 6 أبريل ما جاء في بيان المجلس العسكري الأخير بأنه "محاولة للوقيعة بين القوى السياسية المدنية مقابل إبراز كيانات أخرى".
الثوار يرون أن المجلس العسكري لم يحقق الكثير من مطالبهم
وقال إن كافة القوى السياسية بميدان التحرير أعلنت تضامنها الكامل مع الحركة، وذلك تأكيدا على وحدة القوى السياسية والشعب المصري.
من جانبه حمل محمد عادل المتحدث باسم حركة شباب 6 أبريل اللواء حسن الروينى والمجلس الأعلى للقوات المسلحة المسؤولية عن أى عنف يتخلل مسيرة الحركة باتجاه وزارة الدفاع.
وكان الرويني قد قال بإحدى القنوات الفضائية إن من سيتجهون للوزارة هم من حاملى قنابل المولوتوف.
وقال عادل إن الألفاظ التى يستخدمها بعض أعضاء المجلس العسكري تحمل نفس لهجة نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك.
ويتهم المحتجون المعتصمون في ميدان التحرير بالقاهرة وعدة مدن أخرى المجلس الاعلى للقوات المسلحة بالبطء في محاكمة المتهمين بقتل المتظاهرين والاحتفاظ بمعاوني الرئيس السابق حسني مبارك في المناصب العليا بمؤسسات الدولة.
وتأتي الاشتباكات عقب إعلان المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري الحاكم دعم ثورة الخامس والعشرين من يناير/كانون الثاني التي أطاحت بنظام الرئيس السابق حسني مبارك.
وقال طنطاوي في كلمة متلفزة بمناسبة الذكرى التاسعة والخمسين لثورة الثالث والعشرين من يوليو/تموز عام اثنين وخمسين إن هناك عزما على بناء دولة مدنية وديمقراطية في مصر.