ففي بيان نشرته على موقعها على شبكة الإنترنت، قال الوزارة إن السلطات سارعت إلى امتصاص الغضب الشعبي في أعقاب الحادث، ففصلت كلا من مدير مكتب شنغهاي للسكك الحديدية، بالإضافة إلى نائبه ورئيس مكتب الحزب الشيوعي الحاكم في المدينة.
وقال البيان: "سوف يخضع المسؤولون الثلاثة للتحقيق".
وقد كشفت التحقيقات الأولية أن عطلا كهربائيا أدَّى إلى تعطيل نظام الأمان المصمَّم لإنذار القطارات حول وجود عربات متوقفة على السكة التي تسير عليها.
صاعقة وكان قطار سريع قد اصطدم ليل السبت مع قطار سريع آخر كان نظامه الكهربائي قد تعطَّل جرَّاء إصابته بصاعقة ممَّا تسبب بسقوط عربتين من أحد القطارين من على جسر بعد أن خرجتا عن مسارهما بالقرب من مدينة وينزهو في إقليم زيجيانغ.
وقالت محطة تلفزيونية محلية إن رجال الإنقاذ هرعوا إلى موقع الحادث القريب من بلدة شوانغيو، واستعانت قوات الإنقاذ برافعات عملاقة لرفع حطام القطارين.
وأظهرت صور التلفزيون أحد عربات القطار وقد انقلبت على جانبها بينما جثمت فوقها العربة الأخرى وقد وقفت على أحد طرفيها، كما قالت التقارير أن أربع عربات من القطار الأآر قد خرجت أيضا عن القضبان.
متابعة رئاسية وأعلنت الحكومة الصينية في بيان أن الرئيس الصيني هو جنتاو، وكذلك رئيس الوزراء وين جياوباو، أمرا بتجنيد كافة الإمكانيات لإنقاذ ركاب القطارين واعتبار ذلك مهمة رسمية ذات أولوية قصوى.
وقد تمكنت فرق الإنقاذ وفرق الإطفاء من إنقاذ طفل في الرابعة من عمره وشاب كانا عالقين بين الحطام.
اضطر القطار إلى التوقف بسبب صاعقة
وقال وانغ يون، وهو عامل إنقاذ يبلغ من العمر 35 عاما: "مهمتنا الآن هي رفع الأنقاض والبحث عن ناجين في تلك الأجزاء التي لم نبحث فيها بعد. كما أننا نحاول إعادة سكة القطار إلى ماكانت عليه قبل الحادث ليُعاد تشغيلها من جديد".
ولا يُعرف عدد الأشخاص الذين كانوا على متن القطارين لحظة وقوع الحادث، لكن وكالة شينخوا الصينية للأنباء قالت إن كل عربة يمكن أن تحمل 100 شخص.
نظام الأمان وقال الخبراء إن الحادث أثبت فشل نظام الأمان الإلكتروني الذي تعتمد عليه السكك الحديدية الصينية في تحذير القطارات القادمة وإيقافها أوتوماتيكيا في حالة وجود قطارات متوقفة على مسافة بعيدة على القضبان.
لكن مسؤولي سكك الحديد في الصين عزوا سبب الحادث بالكامل إلى الصاعقة التي قطعت التيار الكهربائي عن نظام إنذار القطارات، مضيفين أن الحادث "مناسبة لتعلم مزيد من الدروس وتفادي الأخطاء في المستقبل".
وينتمي هذا القطار إلى النوع (D) من القطارات السريعة، وهو أول جيل من هذه القطارات في الصين والتي تبلغ سرعتها 160 كيلومتر في الساعة.
يُذكر أن القطارات هي أكثر وسائل النقل شيوعا في الصين، وخاصة في المسافات الطويلة، حيث عادة ما تكون القطارات مليئة بألف راكب على الأقل في كل رحلة.
سرعة فائقة البحث عن ناجين وسط الكارثة
وتنفق الصين مليارات اليوانات لبناء شبكة قطارات فائقة السرعة، وقد افتتحت في شهر يونيو/ حزيران الماضي خط السكك الحديدية عالي السرعة الذي يربط العاصمة بكين بشنغهاي.
ومن شأن القطارات عالية السرعة العاملة في هذا الخط، والتي تبلغ سرعتها 300 كيلومتر في الساعة، أن تقطع المسافة بين المدينتين في أقل من خمس ساعات. وقد بلغت تكلفة المشروع 215 مليار يوان (33 مليار دولار أمريكي).
وقد اهتزت الثقة في تشغيل السكك الحديدية في الصين كثيرا بعد سلسلة الأعطال الجسيمة التي تعرض ذلك الخط في الآونة الاخيرة.
من جهته، قال مارتن باتيانس، مراسل بي بي سي في بكين، إن هنالك مخاوف من أن يؤدي الفساد إلى التضحية بمعايير السلامة في شبكة السكك الحديدية.
ومع ذلك، تقول الحكومة الصينية إنها تعكف حاليا على التخطيط لإنشاء المزيد من خطوط السكك الحديدية السريعة في كافة أنحاء البلاد، حتى في ظل الانتقادات التي تواجه تلك المشروعات بسبب بسبب تكلفتها الباهظة.