يهودى يعلن اسلامه بسبب رؤيا للرسول
صلى الله عليه وسلم
هو الحاخام شموائيل بن يهوذا بن آبون,وهو محور الحديث هنا....
مولده وأسمه:
أسمه شموائيل بن يهوذا بن آبون...ويهوذا هذا كان حاخامًا في المغرب,وكان يسمى ايضًا "ابو البقاء يحيى بن عباس المغربي جريًا على عادة اليهود الأعلام بإتخاذ اسمًا عربيًا غير اليهودي, فهو_يحيى _كان الرّاب في فاس في المغرب,وبعد أن هداه الله الى الإسلام حوّل أسمه الى السموأل بن يحيى بعن عباس المغربي,وكان هذا في بداية القرن السادس الهجري ,وكان قد ألف كتابًا يحدث فيه عن إسلامه أسماه"إسلام السموأل بن يحيى المغربي وإقتصاص رؤياه النبي عليه الصلاة والسلام " في عام 558, وحدّث عن نفسه:"ومكثت أمي عند أبي مدة لا ترزق الولد.حتى أستشعرت العقم,فرأت في منامها أنها تتلو مناجاة "حنة" أم شموائيل النبي لربها,فنذرت إن رزقت ولدًا ذكرًا ,تسمية شموائيل ,لأن أسمها كان بأسم أم شموائيل".
وحملت به أمه وأسمته كما نذرت وكناه ابوه ابا النصر,وكان وحيد والديه فانكب على العلم فكا أتم السنة الثالثة عشر من مولد حتى أكمل تعلم القلم العبري والتوراة وتفاسيرها.
أساتذته:
1.تعلم "الحساب الهندي " وحل الزيجات" على يد الشيخ الأستاذ أبي الحسن الدسكري
2.علم الطب على يد الشيخ فيلسوف الإسلام هبة بن علي
3.العلاج والنظر في الأمراض على يد الأستاذ ابي الفتح البصري
4.الحساب الديواني وعلم المساحة والجبر والمقابلة على يد الشيخ أبي المظفرالشهرزوري
5.الهندسة على يد الأستاذ أبي الحسن بن النقاش
هذا كله ولم يبلغ الرابعة عشر من عمره...حتى حل معظم المشكلات الهندسية والحسابية لإقليدس وغيره.
وبدأ بعد هذا يهتم بكتب التاريخ فقرأ "تاريخ الرسل والملوك" للطبري ,وكتاب "تجارب الأمم" لمسكويه,وأخبار النبي عليه الصلاة والسلام وغزواته ,وما أظهر الله له من المعجزات,وسيرته العطره عليه الصلاة والسلام.
ثم عرج بعد ذلك على علوم البلاغة وبدأ يتذوق الفصاحة وسلامة اللسان العربي حتى أصبح ممن يشار اليه بالبنان لما وصل من رتبة في الفصاحة وعلو قدر في البلاغة.
أقوال العلماء فيه:
1.قال إبن أصيبعة في كتابه"عيون الأنباء في طبقات الأطباء":هو السمؤال بن يحيى بن عباس المغربي ,كان فاضلًا في العلوم الرياضية,عالمًا بصناعة الطب,وأصله من بلاد المغرب,وسكن مدة في بغداد,ثم انتقل الى بلاد العجم ولم يزل بها الى آخر عمره"
2.وقال موفق الدين عبد اللطيف البغدادي وكان معاصرًا له:"السموأل شاب بغدادي,كان يهوديًا فأسلم,مات شابًا بالمراغة,وبلغ مبلغًا في العدديات لم يصل اليه احد في عصره,وكان حاد الذهن جدًا..,بلغ في الصناعة الجبرية الغاية القصوى,ةأقام في ديار بطر وآذربيجان,وله رسائل في الجبر والمقابلة,وله مشاركات في الحساب,ونظر في الحبر والمقابلة".
3.وأشار اليه إبن القيم في عديد من كتبه ,بل وأخذ عنه كثير في الرد على اليهود,بل ونقل منه نصًا.
قصة إسلامه:
سبحان الله ...عندما يشرح الله صدر احدهم الى النو روالإسلام كيف يتألق وكيف يحبر حبورًا...صاحبنا _السموأل_ رحمه الله...منّ الله عليه بمنة لا يعدلها شئ في الحياة الدنيا...فقد رأى الرسول عليه الصلاة والسلام مرتين...نعم مرتين...فهنيئًا له على ما اكتحلت عيناه برؤية رسول الله ونبيه ومصطفاه وخير البشر على الإطلاق...
المرة الأولى:
قال السموأل في كتابه"إسلام السموأل":رايت كأني في صحراء فيحاء,مخضرة الأرجاء,يلوح من شرقيها شجرة عظيمة,والناس يهرعون الى تلك الشجرة,فسألت بعضهم عن حال الناس,فقال:"إن تحت الشجرة شموائيل النبي جالس والناس يسلمون عليه,فقصدت الشجرة فوجدت في ظلها شيخًا جسيمًا,بهيًا,وقورًا, شديد بياض الشعر عظيم الهيبة,بيده كتاب ينظر فيه,فسلمت عليه وقلت بلسان عربي:"السلام عليك يا نبي الله",فالتفت ألي مبتسمًا وهش الي ,وقال:وعليك السلام ,يا شريكنا في الإسم,إجلس لنعرض عليك امرنًا".
فجلست بين يديه, فدفع الي الكتاب الذي بيده وقال :إقرأ ما تجده بين يديك".
فوجدت بين يدي هذه الآية من التوراة:"نابي أقيم لاهيم مقارب احيهم كاموخا إيلاويشماعون"
تفسيره:"نبيًا أقيم لهم من وسط أخوتهم مثلك ,به فليؤمنوا".
وهذه مناجاة من الله عز وجل لموسى عليه السلام,وكنت أعرف أن اليهود يقولون أن هذه الآية نزلت في حق النبي شموائيل,لأنه كان مثل موسى,يعنون أنه كان من سبط لاوي,وهو السبط الذي كان منه موسى.
فلما وجدت هذه بين يدي وقرأتها, ظننت أنه يذهب الى الإفتخار كون الله عز وجل ذكره في التوراة,وبشر به موسى.
فقلت:هنيئًا لك يا نبي الله,ما خصك الله به من هذه المنزلة".
فنظر الي مغضبًا وقال:أو إياي أراد الله بهذا,يا ذكيًا...,ما أفادتك إذاً البراهين الهندسية".
فقلت:يا نبي الله فمن أراد الله بهذا؟".
فقال:"الذي أراد به في قوله:هو فيّع ميهار فاران".
وتفسيره:إشارة الى نبوة وعد بنزولها على جبال فاران",قلما قال ذلك عرفت أنه أراد المصطفى عليه الصلاة والسلام,لأنه المبعوث من جبال فاران,وهي جبال مكة ,لأن التوراة ناطقة نصًا بأن جبال فاران مسكن لآل إسماعيل".
وذلك قول التوراة:"ويشب بمد نار فاران".تفسيره:"وأقام في برية فاران",يعني إسماعيل ولد إبراهيم عليهما السلام.
ثم إنه عاد والتفت إلي وقال:وأما علمت أن الله لم يبعثني بنسخ شيئ من التوراة,وإنما بعثني لأذكرهم بها, وأحيي شرائعهم ,وأخلصهم من أهل فلسطين".
فقلت:"بلى يا نبي الله".
فقال:"أي حاجة لهم الى أن يوصيهم ربهم بإتباع من لم ينسخ لهم دينهم,ولم يغير لهم شريعتهم؟؟!!أرأيتهم إحتاجوا الى أن يوصيهم بقبول نبوة دانيال ,أو آرميا أو حزقيال".
فقلت:"لا ,لعمري, لم يحتج الى ذلك".
ثم أخذ المصحف من بين يدي وانصرف مغضبًا,فارتعت لغضبه,وازدجرت لموعظته,واستيقظت مذعورًا,فجلست ,كان وقت السحر,والمصباح يقد في غاية أستنارته,فتذكرت المنام جميعه,فإذا أنا قد تخيلته لا يذهب علي منه شئ".
فعلمت,أن ذلك لطف من الله سبحانه وتعالى وموعظة لإزالة الشبهة التي كانت تمنعني من إعلان كلمة الحق وإلتظاهر بالإسلام.
فتبت الى الله من ذلك واستغفرته,وأكثرت من الصلاة على رسول الله المصطفى عليه الصلاة والسلام.
وأسبغت الوضوء ,وصليت عدة ركعات لله عزوجل,وأنا شديد الفرح والسرور بما قد انكشف لي من الهداية.
ثم جلست مفكرًا,فغلب علي النوم عند تفكري ,ونمت.
قال السموأل:"فرأيت كأني جالس في سكة عامرة,لا أعرفها, إذ أتاني آت ,عليه ثياب المتصوفة وزي الفقراء,فلم يسلم, ولكن قال لي:"أجب رسول الله عليه الصلاة والسلام".
فهبته وقمت معه مسرورًامسرعًا مستبشرًا بلقاء النبي عليه الصلاة والسلام,فسار بين يدي وأنا من ورائه حتى انتهى الى باب الدار,فدخله واستدخلني,فدخلت وراءه,وسرت خلفه في دهليز طويل,قليل الظلمة إلا أن مظلم.
فلما انتهيت الى طرف الدهليز,وعلمت أنه قد حان إشراف النبي عليه الصلاة والسلام,هبت لقائه هيبة شديدة,فأخذت في الإستعداد للقائه وسلامه.
وذكرت أني قرأت في أخباره عليه الصلاة والسلام,أنه كان إذا لقي في جماعة قيل:"سلام عليكم ورحمة الله وبركاته,وإذا لقي وحده قيل:"السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته".
فعزمت أن أسلم عليه سلامًا عامًا,كي تدخل الجماعة معه في السلام,لأني رأيت ذلك كأنه الأليق والأولى.
ثم أشرفت على صحن الدار,وكان مقابل الدهليز مجلس طويل, وعن يسره في الداخل مجلس آخر, وليس في الدار غير هذين المجلسين.
وفي كل واحد من المجلسين رجلان لا أحقق صور هؤلاء الرجال,إلا أني أظن أنهم كانوا شبانًا,لكنهم كالمتهيئين للسفر.
فمنهم من يلبس ثياًبا للسفر,وكانت أسلحتهم قريبة منهم,ورأيت رسول الله عليه الصلاة والسلام جالسًا بين المجلسين,أعني ذلك الركن من صحن الدار,وكأنه قد كان في شغل,وقد فرغ منه وقد انقلب عنه ليشرع في غيره ففاجأته بالدخول عليه قبل شروعه في غيره.
وكان عليه الصلاة والسلام يلبس ثيابًا بيضًا, وعمماته معتدلة اللطافة,وعلى عنقه رداء ابيض حول عنقه,وهو معتدل القامة,نبيل,جسيم,معتدل اللون بين البياض والحمرة,والبسير من السمرة,اسود العينين والحاجبين,وشعر محاسنه(كأنه نصف شعره),وشعر محاسنه ايضًا معتدل بين الطول والقصر.
ولما دخلت عليه, والتفت الي ورأني ,فأقبل عليّ مبتسمًا وهش اليّ جدًا.
فذهلت لهيبته عما كنت قد عزمت عليه من السلام , فسلمت سلامًا خاصًا وقلت:"السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته"....فألغيت الجماعة ...فما التفت ببصري وقلبي إلا اليه.
فقال:" وعليك السلام ورحمة الله وبركاته".
ولم يكن بين تسليمي عليه وبين سعيي اليه توقف ولا زمان,بل جريت اليه مسرعًا ,واهويت بيدي الى يده ,ومد يده الكريمة أليّ,فأمسكتها بيدي وقلت:"أشهد أن لا إله إلا الله,وأنك رسول الله".
وذلك أنه خطر في بالي قول النحاة أن الأسماء الأعلام هي أعرف المعارف,ومنهم من يقول أن الأسماء المضمرة هي أعرف المعارف,وهو الصحيح ,لأن الكاف في قولي أنك لا يشارك المخاطب فيه احد,لأنها لا تقع إلا عليه وحده.
فرأيته قد ملئ إبتهاجًا,ثم جلس في الزاوية بين المجلسين,وجلست بين يديه.
ثم قال لي:"تأهب للمسير معنا الى غمدان للغزاة".فلما قال ذلك وقع في نفسي أنه يقصد المدينة العظمى في الصين,والتي لم يستول عليها الإسلام بعد.
وكنت قد قرأت قبل ذلك أن أقرب الطرق الى هذه المدينة هو البحر الأخضر,وهو أشد البحار أهوالًا وأعظمها أخطارًا.
فلما سمعت قول النبي خفت من ركوب البحر وقلت في نفسي:" إن الحكماء لا يركبون البحر,فكيف أركب البحر".
ثم قلت في نفسي ايضًا ومن غير توقف:"سبحان الله إني امنت بهذا النبي ,وبايعته ,ويأمرني بأمر,وأنا لا أتبعه,فإذاّ أي مبايعة مبايعتي هذه,وعزمت على السمع والطاعة.
ثم وقع لي خاطر آخر,وقلت :إن الرسول عليه الصلاة والسلام يركب معنا,والبر والبحر يكونان مسخرين لنا ,ولا خوف علينا من سائر الأخطار.
وطاب قلبي بذلك,وحسن يقيني وقبولي.
وانا اذكر ان هذه الافكار والخواطر ,ظهرت لي وانا بين يدي رسول الله من دون توقف او زمن يستبطئني,فقلت له وبسرعة:"سمعًا وطاعة يا رسول الله".
فقال:"على خيرة الله تعالى".فقمت بين يديه وخرجت.
فما وجدت في الدهليز الظلمة التي كانت فيه قبل أن أدخله.
فلما خرجت من الدار,ومشيت قليلاً,وجدت كأني في سوق (مراغة) ما بين الصيارف وبين المدرسة القضوية وكأني أرى ثلاثة نفر عليهم زي المتصوفة وثياب الزهاد.
فلما رأيت النفر الثلاثة قلت: هؤلاء هم المجاهدون والغزاة ,هؤلاء هم أصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام,معهم أسافر وأغزو.
وكانت الدمعة تبذر من عيني في النوم لفرط الغبطة والسرور بهم,ثم استيقظت ولم يسفر الصبح بعد,فتوضأت وصليت الفجرووأنا شديد الحرص على إشهار كلمة الحق وإعلان الإنتقال الى دين الإسلام."اهـ
فهذه هي قصة السموأل شموائيل ابن يهوذا المعروف بـ" ابوالبقاء يحي ابن عباس المغربى "
ورؤيته للنبي عليه الصلاة والسلام...وسبحان الله الذي يهدي الى نوره من يشاء...وهنيئًا لمن يشرح الله صدره للإسلام ودين الحق ويميته عليه.
اللهم احسن لنا جميعا الختام
امين