من المثقفين العرب والإسبان والمستعربين.
وإلى جانب المؤلف والمخرج حساني قامت الفنانة ومذيعة باراغواي بيرتا لوثيا أورتيث بعرض قراءة ممسرحة للنص نالت إشادة الحضور.
وقال مدير المعهد المصري إبراهيم سهيم المختص بالمسرح الإسباني، في تقديمه للاحتفالية، إنها تجربة جديدة "لكون كاتبها كتب النص بالإسبانية وهو المعروف منذ عقود باشتغاله بالعربية، وبالنسبة لجمهور المعهد لكونه سيشاهد عملا مسرحيا يرافقه تقديم وتحليلات ويشارك في ورشة نقاشات حوله".
العمر الثالث
وتتناول المسرحية موضوع كبار السن أو ما يصطلح عليه بالإسبانية بالعمر الثالث، وإشكالياتهم في المجتمعات المعاصرة، شخصيتان تعيشان في مبنى واحد على مدى عشرة أعوام دون أن يعرف أحدهما الآخر، ولكنهما حين يبدآن بالحديث عن نفسيهما في لقاء خارج البيت يكتشفان مدى تقاربهما.
ويدعو حساني من خلالها إلى العيش مع الناس والاستماع إلى الآخر، وقال الفنان العراقي البالغ من العمر 65 عاماً للجزيرة نت "إن انشغالات الحياة تنسينا أحياناً ما الذي كنا نريد أن نكون عليه في بدايتها، وعند التقاعد يعاود البعض اكتشاف ذاته ومحيطه".
من جهته عبر المسؤول الثقافي لرعاية المسنين في بلدية مدريد خوان يانيث عن إعجابه بالعمل وأعرب عن نيته في تبنيه لإنتاجه، وقال "لقد أعجبتني قدرة حميد حساني على التقاطه لروحية هذا الموضوع ومعالجته على هذا النحو الإنساني العميق الذي يبث الأمل ويحفز على الحياة حتى آخر لحظة فيها".
وأضاف "سابقاً كان كبار السن بالنسبة لمجتمعاتنا هم مصدر للمعرفة والخبرة، أما الآن فقد تم تهميشهم لأن المعرفة صارت تأتي عبر وسائل أخرى، ولم تعد الخبرة تهم الكثيرين".
تاريخ من المسرح
وعلى الرغم من كثرة الأعمال المسرحية العراقية بأكثر من لغة فإنها نادرة بالإسبانية، وكانت آخرها سنة 1992 حيث قام المخرج العراقي المعروف جواد الأسدي بالعمل مع فرقة مسرحية إسبانية كبيرة وإخراج مسرحية سعد الله ونوس "رأس المملوك جابر" بمصاحبة مترجمها إلى الإسبانية الدكتور وليد صالح الخليفة وهو عراقي مختص بالمسرح أيضاً.
من هنا تأتي أهمية هذه التجربة الجديدة لحساني، الذي قدم أول عمل له في البصرة تأليفاً وتمثيلاً سنة 1963 ويعد من أوائل خريجي معهد الفنون الجميلة في بغداد، ومسيرته حافلة بالعمل المسرحي والتلفزيوني كتابة وتمثيلاً وإخراجاً سواء تلك التي كانت في العراق إلى جانب مخرجين معروفين مثل عوني كرومي وفاضل خليل.
كما عمل حساني لأعوام في الإذاعة والتلفزيون بالجزائر وأخرج مسرحية "الحسين ثائراً وشهيداً" أواخر السبعينيات، وانتقل إلى إسبانيا منذ عام 1986 حيث يعكف الآن على إنجاز أكثر من سيناريو سينمائي وعمل مسرحي.