للأمم المتحدة والتي كانت في البوسنة في ذلك الوقت وفشلت في منع وقوع المذبحة.
وتدفق آلاف المسلمين إلى سربرنيتشا اليوم الاثنين في شرقي البوسنة في الذكرى الـ16 للمجزرة بحق المسلمين حيث أجريت مراسم دفن رفات 613 من الضحايا عثر عليها في مقابر جماعية وتم تحديد هوياتهم منذ سنة.
وقال مراسل الجزيرة في سربرنيتشا سمير حسن إن ثلاثين ألفا حضروا التشييع وأدوا صلاة الجنازة على رفات الضحايا، لافتا إلى أن البلاد تعيش حالة من الحداد، بينما ساد ارتياح بعد القبض على القادة المتسببين بالمجزرة.
وأوضح أنه بين الذين يتم دفن رفاتهم اليوم صبي كان عمره 11 عاما عند وقوع المجزرة وكذلك رجل كان عمره 82 عاما وفتاة كانت تبلغ عشرين عاما، وأن بين الضحايا نحو سبعين طفلا.
يذكر أنه سبق أن دفن في هذا الضريح أربعة آلاف و524 شخصا نبش رفاتهم من ضحايا المجزرة خلال مراسم سابقة.
أسوأ عملية قتل
ووقعت المجزرة في 11 يوليو/تموز 1995 في سربرنيتشا، واعتبرت أسوأ عملية قتل جماعي في أوروبا منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية. ويأتي إحياء ذكراها اليوم بعد أسابيع على اعتقال الزعيم العسكري لصرب البوسنة آنذاك راتكو ملاديتش في صربيا والذي نقل إلى سجن محكمة الجزاء الدولية الخاصة في يوغسلافيا السابقة حيث ينتظر بدء محاكمته بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وإبادة.
ويعد راتكو ملاديتش الذي كان فارا منذ 16 عاما، ورادوفان كراديتش الزعيم السياسي السابق لصرب البوسنة الذي أوقف عام 2008، أبرز مسؤولين عن المجزرة التي اعتبرتها الهيئات القضائية الدولية إبادة.
وكان ملاديتش زار سربرنيتشا مباشرة بعد سقوط المدينة التي كانت خاضعة لحماية الأمم المتحدة ووعد اللاجئين الذين تجمعوا أمام ثكنات الأمم المتحدة بالقول "لا تخافوا، لن يؤذيكم أحد".
وكانت قوات ملاديتش آنذاك قد بدأت فصل الرجال عن النساء والأطفال والمسنين، ثم بعد أيام قامت بقتل حوالي ثمانية آلاف رجل عشوائيا. وقد دفنوا في مقابر جماعية تم نبشها لاحقا وتوزيع الرفات على مقابر أخرى أصغر مشتتة من أجل إخفاء حجم المجزرة.
تشييع وإحياء
وكان قد وصل آلاف الأشخاص سيرا على الأقدام اعتبارا من مساء الأحد إلى نصب بوتوكاري قرب سربرنيتشا حيث أجريت مراسم الدفن. وعلى مدى ثلاثة أيام وعلى مسافة 110 كلم سلكوا الطريق التي سار عليها المسلمون البوسنيون أثناء فرارهم في يوليو/تموز 1995 هربا من القوات الصربية بقيادة الجنرال راتكو ملاديتش.
وشارك في إحياء ذكرى المجزرة العضوان المسلم والكرواتي في الرئاسة الجماعية البوسنية بكر عزت بيغوفيتش وزيليكو كومسيتش وكذلك الرئيس الكرواتي إيفو جوسيبوفيتش.
وكان بيغوفيتش أعلن السبت ان "سربرنيتشا تعتبر الجرح الأعمق لمسلمي البوسنة. إنها وصمة سوداء على ضمير المجموعة الدولية ووصمة سوداء على ضمير هؤلاء الذين ارتكبوا هذه الجريمة".