الجنرال تشين بينغدي الولايات المتحدة على "التحلي اكثر بالتواضع والتعقل في القول والفعل" وسط تنامي التوترات حول مطالب صينية بالسيادة على المنطقة الاستراتيجية التي تضم موارد ضخمة محتملة.
وقال تشين للصحافيين بعد لقائه بالادميرال مايك مولن في بكين "في العديد من المناسبات اعرب الجانب الاميركي عن عدم نيته التدخل في النزاعات في بحر الصين الجنوبي (...) لكننا نشهد احدث مناورات مشتركة بين الولايات المتحدة وبلدان اخرى، على سبيل المثال مع الفيليبين وفيتنام".
واضاف "نعرف ان تلك المناورات جرت في الماضي غير ان توقيت تلك المناورات المشتركة غير مناسب حسبما نرى".
وانهت الفيليبين مؤخرا 11 يوما من المناورات البحرية مع الولايات المتحدة بالقرب من بحر الصين الجنوبي، وان اكد الجانبان ان الحدث يجري سنويا بهدف تعزيز العلاقات الدفاعية بين البلدين.
كما من المقرر ان تجري فيتنام والولايات المتحدة تدريبات بحرية مشتركة هذا الشهر حيث تقول البحرية الاميركية ان تلك التدريبات تم التخطيط لها منذ وقت طويل ولا صلة لها بالتوترات التي ثارت مؤخرا.
ويعد مولن اول قائد للاركان الاميركية المشتركة يزور الصين منذ عام 2007 وتأتي زيارته بينما تؤكد بكين قوتها في بحر الصين الجنوبي ما يختبر طبيعة العلاقات العسكرية بين القوتين.
وبعد لقاء تشين بنظيره الاميركي الاثنين صرح المسؤول الصيني انهما "وجدا ارضية مشتركة واسعة" لكن ما زال هناك "اراء مختلفة حول بعض القضايا".
وقال المسؤول الصيني ان "الثقة المتبادلة هي اساس تطوير علاقات عسكرية صحية ومستقرة يمكن الاعتماد عليها، بينما يعد الاحترام المتبادل شرطا مسبقا لتلك العلاقات".
وتتنازع الصين والفيليبين وفيتنام وبروناي وماليزيا وتايوان السيادة على اجزاء من بحر الصين الجنوبي الذي يعتقد انه يحوي كميات ضخمة من النفط والغاز بينما تتمتع ممراته البحرية باهمية قصوى بالنسبة للتجارة العالمية.
واتهمت فيتنام والفيليبين في الشهور الاخيرة الصين باتخاذ اجراءات اكثر عدائية بشكل متزايد في التأكيد على مطالبها بالسيادة.
ففي ايار/مايو قالت فيتنام ان سفنا استطلاعية صينية قطعت كابلات سفينة استكشاف نفطية داخل النطاق الاقتصادي الحصري لهانوي.
كما اتهم الرئيس الفيليبيني بينينيو اكوينو الصين باثارة سبعة حوادث على الاقل مؤخرا بينها ما تردد من فتح سفينة صينية النار على زوارق صيد فيليبينية.
وردا على ذلك اصرت الصين على ضرورة حل النزاعات سلميا غير انها اكدت على ما تراه سيادة لها في اغلب المناطق ببحر الصين الجنوبي بما في ذلك المياه داخل النطاق الاقتصادي الحصري للفيليبين.
وقال مولن للصحافيين بعد وصوله الى بكين الاحد ان واشنطن تشعر بالقلق ازاء حرية الابحار غير انه اعرب عن امله في ان يتم حل النزاعات البحرية العديدية "سلميا".
ومع التشكك في العلاقات العسكرية بين الجانبين اكدت الولايات المتحدة انها لا تسعى لاحتواء الصعود السريع للصين ولكنها قالت انها ستبقى نشطة في منطقة اسيا والمحيط الهادئ لامد بعيد.
ورفض مولن التلميح بان الحروب التي خاضتها وتخوضها الولايات المتحدة في افغانستان والعراق وليبيا جعلت الجيش الاميركي غير قادر على لعب دور قوي في المحيط الهادي، واصفا ما يتردد بان الولايات المتحدة باتت في افول بأنه "امر خاطئ تماما".
كما من المتوقع ان يتناول مولن التوتر المتصاعد مع كوريا الشمالية واتخاذ اجراءات لدعم التعاون الامني بين الصين والولايات المتحدة خلال زيارته الى الصين التي تستمر اربعة ايام.
وحث مولن الحكومة الصينية الاحد على استخدام علاقاتها ببيونغ يانغ لضمان الاستقرار الاقليمي محذرا في الوقت ذاته كوريا الشمالية من المزيد من الاستفزازات الخطيرة.
ويفترض ان يجري مولن محادثات الاثنين مع نائب الرئيس الصيني شي جينبينغ الذي يرجح ان يتولى رئاسة الصين العام المقبل.
كما سيزور مولن الثلاثاء قواعد عسكرية في اقليمي شاندونغ وجيانغسو شرقي الصين.