مقاطعة كبرى هيئات المعارضة خصوصا هيئة التنسيق الوطني لقوى التغيير الديمقراطي.
ونقلت وكالة رويترز عن مصادر حقوقية سورية أن شخصا قتل في حمص خلال حملة دهم قامت بها قوات الأمن الليلة الماضية. وأضافت أن نحو عشرين شخصا أصيبوا خلال المداهمة التي وصفت بأنها الأعنف للحي منذ شهرين.
وجاءت الهجمات المدعومة بعربات مدرعة ودبابات على حمص -ثالث أكبر مدن سوريا ومسقط رأس أسماء الأخرس زوجة الرئيس بشار الأسد- بعد يوم واحد من عقد السلطات لقاء تشاوريا يمهد لحوار وطني قاطعته المعارضة واصفة إياه بعدم المصداقية.
وذكر أحد سكان حي باب السبع، وهو أستاذ جامعي يدعى إياد، أن "الغارات العسكرية والاعتقالات من منزل لمنزل أصبحت أمرا روتينيا بعد الاحتجاجات ولكن هذه المرة لم يكفوا عن إطلاق النار طوال الليل في الأحياء الرئيسية".
اعتقالات بالجملة
وأضاف إياد أن من بين مئات الأشخاص الذين اعتقلوا في حمص الأسبوع الماضي طبيب الأعصاب المعروف جلال النجار. وقال نشطاء حقوقيون إنه خلال الأيام القليلة الماضية اعتقلت قوات الأمن المخرج المسرحي البارز أسامة غانم بدمشق وعمر الأسد الصحفي البالغ من العمر 24 عاما في ضاحية جرمانة بالعاصمة والطبيب البيطري عبد الغني خميس في حماة.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن عربات مدرعة أطلقت نيران مدافعها الآلية على أحياء كثيفة بالسكان في حمص خلال الليل واعتقلت عدة أشخاص.
ويقول نشطاء حقوقيون إن مئات السوريين من مختلف المشارب يعتقلون في شتى أنحاء البلاد أسبوعيا. وأضافوا أنه يوجد أكثر من 12 ألف سجين سياسي بالسجون السورية.
من جهة أخرى بث ناشطون سوريون على الإنترنت صورا قالوا إنها من حي السباع في حمص قبيل غروب أمس الأحد. ويسمع في التسجيل المصور دوي إطلاق نار كثيف.
كما بَث ناشطون معارضون شريطاً مصوراً على الإنترنت قالوا إنه لنقيب بالجيش يدعى قيس دياب القطاعنة أعلن انشقاقه ورفضه للحوار في سوريا.
مداهمة حماة
وقال نشطاء إنه في مدينة حماة الواقعة على بعد خمسين كيلومترا شمالا قامت قوات الأمن بعمليات اعتقال من منزل لمنزل، وسمع صوت إطلاق نار، ولكن لم ترد أنباء فورية عن سقوط ضحايا.
وسمع صوت إطلاق النار عبر حماة خلال الليل مع مواصلة قوات الأمن والمسلحين الموالين للأسد "الشبيحة" الغارات على المدينة بعد قتل ما يصل إلى ثلاثين شخصا الأسبوع الماضي، ووقع احتجاج ضخم ضد حكم الأسد في قلب حماة الجمعة التي أطلق عليها "لا للحوار".
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد ذكر في وقت سابق أن قوات الجيش مصحوبة بعشرات الدبابات والآليات العسكرية دخلت الأحد قريتي معلا وشنان بمنطقة جبل الزاوية بريف إدلب و"نفذت عمليات دهم للمنازل وحطمت أثاث بعض المنازل العائدة لناشطين متوارين عن الأنظار وأحرقت دراجات نارية وتتابع عمليتها في بلدة سرجة بالتعاون مع عناصر أمنية".
وأضاف المرصد أن الأجهزة الأمنية شنت الأحد ومساء السبت حملة مداهمات واعتقالات بالأحياء الجنوبية لمدينة بانياس غربي البلاد، واعتقلت 25 شخصا واعتدت بالضرب على آخرين.
التشاور مستمر
في هذه الأثناء، تواصلت أعمال اللقاء التشاوري للحوار الوطني لليوم الثاني في ظل مقاطعة كبرى هيئات المعارضة. واتهمت المعارضة نظام الأسد بالخداع, من خلال اللقاء الذي يختتم اليوم. لكن دمشق تصر أن اللقاء يمهد لحوار وطني يفضي إلى نظام تعددي.
ويناقش اللقاء دور الحوار الوطني في المعالجة السياسية والاقتصادية والاجتماعية للأزمة الراهنة، والآفاق المستقبلية، وتعديل بعض مواد الدستور، بما في ذلك المادة الثامنة التي تمكن حزب البعث من احتكار الحياة السياسية, وعدم استبعاد وضع دستور جديد إضافة إلى مناقشة مشاريع قوانين الأحزاب, والانتخابات, والإعلام.
وكان فاروق الشرع نائب الرئيس قد قال في مستهل اللقاء إن نظاما سياسيا تعدديا وديمقراطيا سينبثق من الحوار الوطني, وأضاف "لا رجعة عن الحوار".
وتشارك باللقاء نحو مائتي شخصية بين حكومية وبرلمانية توصف بالمستقلة ومثقفين وفنانين. لكن المعارضة تحتج بأن السلطة "تحاور نفسها" وتدلل على ذلك بالقول إن القوى المشاركة هم أعضاء الجبهة التقدمية التي يقودها حزب البعث الحاكم.