من أجل إنهاء الخلاف بين مسؤولي السلطة الانتقالية الصومالية، في حين اتهم عمدة العاصمة مقديشو محمد أحمد نور ترسن منظمات إغاثية بتشجيع المتضررين من الجفاف على النزوح إلى كينيا وإثيوبيا.
وبعد افتتاح الجلسة، ألقى شيخ أحمد كلمة أمام النواب ذكّرهم فيها بأنهم وعدوا سابقا بتقديم اتفاق كمبالا الذي اقتضته ظروف خاصة لحل الخلافات بين المسؤولين للنقاش في البرلمان، حسب قوله.
وذكر الرئيس أنه تم تنفيذ بعض البنود في الاتفاق، في إشارة إلى الاستقالة التي قدمها رئيس الوزراء السابق محمد عبد الله فرماجو وتعيين خلفه عبد الولي محمد علي، مضيفا أنه ينتظر من البرلمان المصادقة على باقي بنود الاتفاق.
من جانبه، قال رئيس الوزراء الصومالي عبد الولي محمد علي إن الاتفاق لا يتضمن بنودا تمس سيادة البلاد.
ووزعت رئاسة البرلمان نسخا من الاتفاق وتعديلات مقترحة ومقدمة من قانونيين ومثقفين صوماليين على 420 نائبا حضروا جلسة الأحد، ليعقب ذلك التصويت على الاتفاق من أجل المصادقة عليه.
خلافات
وفي حين أيد فريق من النواب إجراء التصويت على الاتفاق في جلسة أمس دون مناقشته، اعتبر آخرون أنه غير مناسب وأصروا على إخضاعه للمناقشة وتأجيل التصويت عليه للجلسات القادمة.
وفي ظل هذا الخلاف، حدثت ملاسنات بين الفريقين، مما اضطر رئاسة البرلمان إلى إنهاء الجلسة بدون الوصول إلى اتفاق، إلا أن رئيس البرلمان شريف حسن طلب من النواب أن يقرؤوا الاتفاق والتعديلات المقترحة على أن يتم التصويت في الجلسة القادمة.
واتهم حسن بعض البرلمانيين بإثارة الفوضى لعرقلة جلسة أمس، مؤكدا أنه لن يقبل تكرار هذا التصرف في الجلسة القادمة وأنه ستتم محاسبتهم.
هذا وأثار اتفاق كمبالا -الذي يعتقد بعض الصوماليين أنه يحتوي على بنود تمس استقلال وسيادة البلاد- احتجاجات واسعة قام بها الصوماليون داخل وخارج البلاد، أدى بعضها إلى سقوط ضحايا وحرق ممتلكات خاصة.
إغاثة
وعلى صعيد آخر، انتقد عمدة مدينة مقديشو محمد أحمد نور ترسن منظمات إغاثية متهما إياها بتشجيع المتضررين الصوماليين من الجفاف على النزوح إلى كينيا وإثيوبيا، بدون أن تحاول مساعدتهم داخل مناطقهم في الصومال، حسب قوله.
وقال ترسن -الذي كان يتحدث بمناسبة عقدت الأحد في مقديشو- إن الهيئات الإغاثية تركز جهودها على مراكز اللاجئين في كينيا وإثيوبيا وتوفر فيها المساعدات، الأمر الذي يعطي ضوءا أخضر للمنكوبين لمغادرة مناطقهم والتوجه إلى هناك.
وأضاف أنه ينبغي مساعدتهم داخل البلاد ليقوموا بزراعة أراضيهم وتربية مواشيهم بعد تعافيهم من ظروف الجفاف بدلا من أن يبقوا في مراكز اللاجئين لسنوات كثيرة دون أن يحققوا لأنفسهم شيئا.
وأشار عمدة مقديشو إلى أن المنظمات الإغاثية تتذرع بأنها بصدد تقييم الوضع في وقت تزداد فيه ظروف المتضررين بالجفاف سوءا، مضيفا أنه يثق بقدرة الصوماليين على التعاون فيما بينهم بدلا من الاعتماد على المنظمات الإغاثية.