هذا هو الشاطر الذى يحاول الأخوان المأسلمون الترويخ له من خلال ماكتبه هيثم ابو خليل القيادى المستقيل من الجماعة المحظورة
الحقيقة والوهم …كلمتان..الأولي تنير الدرب وتكشف الطريق وتفضح زيف الأساطير ..
والثانية تثير الضباب وتقلب الموازين وتشيع فوضي عارمة ..
لا أكتب كثيراً في سيرة الأشخاص ولكن شخصية الشاطر والذي طرح أخيراً كمرشح رئاسي تحتاج لدراسة ووقفة ..
الأمور تتطور سريعاً ..فالشاطر هو ملك نفسه بل ربما يكون ملك الإخوان
كتنظيم لكن عندما تتعدي الأمور تشكيل حكومات ومقابلة سفراء وجلب استثمارات
ومعونات وأخيراً الحديث عن الترشح لمنصب رئيس الجمهورية حتي ولو من باب جس
النبض ..فهنا لن نتكلم عن حقه في الترشح..!
ولكن حقنا في أن نفهم لماذا الشاطر ..؟!
تعالوا نقرأ سوياً ونفتح النوافذ لنفهم أكثر حتي نفيق من خدر التسريبات
والشائعات والتوجيهات التي تكون غالباً توطئة لأمر ما يدار في الغرف
المغلقة المعتمة ..!
تعالوا نقرأ بحياد وأتمنى أن أكون قد كتبت ونقلت بحياد …؟!
ولا أكون قد أغفلت بعض المحطات الهامة في رحلة الشاطر التي يسهوا عنها البعض عمداً في كتابة السير والتاريخ …!
البداية
ولد الشاطر في بيت متوسط الحال وما يقال أنه كان إبن لوالد ثري يملك تجارة
واسعة رائجة وعشرات الأفدنة والعقارات كلام غير دقيق فلم أجد له دليل أو
شاهد من زملاء الدراسة أو جيران السكن … !
بدأ الشاطر إشتراكياً ..مع التنظيم الطليعي وأعتقل بسبب نشاطه معهم في الجامعة عام 1968 وسجن عدة أشهر ..
وقام نظام جمال عبدالناصر بتجنيده إجبارياً مع أخريين أثناء دراسته مما
جعله يتأخر عن زملاء الدراسة حوالي عامين .. ثم خرج من الجيش وقد أقترب
كثيراً من الفكرة الإسلامية ..
ظهرت في جامعة الإسكندرية عام 1971ما يسمي ” الجماعة الدينية ” التي كان
نواة تكوينها سمير أبوالنصر – خالد داود من الإسكندرية وعادل مأمون- محمد
جمعة – محمد أبوالناس من المنصورة كطلاب مغتربين ..
بدأ اقتراب الشاطر من الجماعة الدينية متأخراً ثم ما لبث أن أنضم إليها قبيل تحولها إلي جماعة “الدراسات الإسلامية “عام 1973
وبدأ نشاط الشاطر بالكلية فأنشي في عام 73 جمعية فاطمة الزهراء للأخوات
وقام فيها بدور فعال وكبير ونظم الكثير من اللقاءات والمحاضرات ..
بعد ذلك أنتهي من دراسته بهندسة الإسكندرية عام 74 فعاد إلي المنصورة ..
وهناك كانت محطة مهمة للشاطر أحتك بالشيخ صبري عرفة ومحمد العدوي وهم من
قيادات الإخوان التاريخية وما يطلق عليهم جيل تنظيم 65 ..تأثر بهم الشاطر
كثيراً وألتحق رسمياً بجماعة الإخوان المسلمين…
وهنا يجب أن نذكر أن الشاطر حرم زخم الجماعة الإسلامية التي تكونت بعدما
غادر الإسكندرية علي أيدي مجموعة هندسة سالفة الذكر بالإضافة إلي قيادات
أخري مثل إبراهيم الزعفراني وحامد الدفراوي والتي توحدت معالجماعة
الإسلامية بالقاهرة بقيادة عبدالمنعم أبوالفتوح و حلمي الجزار وعصام
العريان ..
وأنضم آلاف الشباب من الجماعة الإسلامية للإخوان فضخوا دماء جديدة فيها
بعدما ظلت مجمدة طوال الفترة من منتصف الستينات وحتي منتصف السبعينات نتيجة
الاعتقالات الجائرة والملاحقات المتكررة..
في حين بدأ الشاطر يعمل مع الإخوان طبقاً لما تعلمه من أساتذته صبري عرفة و
محمد العدوي وغلب علي طريقة الشاطر في البداية تأثره الشديد بفكرة التنظيم
والنواة الصلبة التي تحافظ علي الفكرة …
وهنا يجب أن نذكر مقولة هامة قالها عنه الأستاذ محمد العدوي رحمه الله وهي:
“أخشي على الاخوان من طموح خيرت الشاطر”
الغربة
لم يكن للشاطر نشاطاً مميزاً خلال السبعينات خلاف إنشاءه جمعية فاطمة
الزهراء كما أسلفنا وعندما جاءت إعتقالات سبتمر الشهيرة عام 1981 سافر
الشاطر هارباً من ملاحقة نظام السادات له وظل يتنقل من دولة إلي أخري فذهب
للسعودية وهناك ألتقي بالمهندس أسامة سليمان
( صاحب شركات الصرافة وكان متهماً في قضية غسيل الأموال الأخيرة عام 2010 )
و الذي كان يعمل في تجارة العملة آنذاك وعمل الشاطر مع سليمان في تجارة
العملة أو قيل أنه دخل بأمواله دون المشاركة المباشرة معه وخسر فيها خسارة
فداحة ومفاجئة نتيجة التغيرات التي طرأت علي أسعار العملات !
ثم ذهب إلي الأردن وأنتهي الرحال به باليمن ثم إنطلق بعد ذلك إلي انجلترا
وظل في غربته حوالي سبعة أعوم مارس فيها التجارة في كثير من المجالات ولم
يوفق كثيراً ولم يعوض ما خسره في تجارة العملة ..؟!
عاد الشاطر لمصر ودخل في تجارة أخري متنوعة مع صديقه القديم حسن مالك شملت العديد من المجالات المختلفة من إستيراد وتصدير وغيرها …
وحسن مالك هو أبن الحاج عزالدين مالك وهو من تجار الأقمشة المعروفين في سوق
الأزهر وكان يمتلك مصنع نسيج في شبرا الخيمة وذو تجارة جيدة بالفعل ..
ثم ما لبثوا ان أسسوا شركة سلسبيل لخدمات الحاسب الآلي ..
ثم بدأت سيطرة الإخوان علي النقابات المهنية فأسسا شركة سلسبيل لتنظيم
المعارض وأستطاع الشاطر في الترويج لشركته الجيدة و الإستحواذ علي معارض
السلع المعمرة الخاصة بالنقابات وخاصة نقابة المهندسين بعدما تم أزاحة منظم
هذه المعارض وقتها المهندس هشام الحداد صاحب الشركة العربية لتنظيم
المعارض والشقيق الأصغر للمهندس مدحت الحداد رئيس المكتب الإداري الحالي
لإخوان الإسكندرية
وأعتبرت معارض سلع المعمرة في عام 1991 لشركة سلسبيل هي نقطة انطلاق للشاطر
ومالك حيث خرج منها بأرباح تجاوزت عدة ملايين بأسعار هذه الأيام نتيجة
لنسبة المرابحة العالية في هذه المعارض .. !
التمكين
بدأ التوسع في شركة سلسبيل للحاسب الآلي والبرمجيات لكن تزامن هذا التوسع
هو إنشاء لجنتين متخصصتين الأولي في القاهرة برئاسة الدكتور حسين القزاز
الأستاذ زائر في جامعات أمريكا ومعه الشاطر وآخرين وأطلق علي هذه اللجنة
(لجنة التنمية الإدارية) في حين كانت الأخرى بالإسكندرية وأطلق عليها إخوان
الإسكندرية (لجنة التوجهات ) وكلفت هاتين اللجنتين بتقديم خطط لتطوير
الجماعة بعيدة المدي وبالفعل أنجزت لجنة الإسكندرية مشروع أطلقت عليه عنوان
” خطة التمكين ” وفي هذا المشروع كانت خطة الجماعة المفصلية لمدة لعدة عقود قادمة حتي الوصول للحكم !
وتم إرسال الخطة لمقر شركة سلسبيل حيث كانت الشركة المحطة التي يتم فيها
تجميع مقترحات لجنة القاهرة والإسكندرية لتخزينها ومناقشتها بصورة أكثر
أماناً بعيداً عن مكتب الإرشاد المرصود أمنياً علي مدار الساعة .. !
وكان لتردد مصطفي مشهور مرشد الجماعة وقتها المتكرر علي مقر الشركة لمناقشة
ومتابعة هذه الدراسة لافتاً لأنظار جهاز امن الدولة والذي أستطاع أن يختار
توقيتاً مناسباً و يداهم مقر الشركة ليجد صيد ثمين للغاية لم يكن يتوقعه
مطلقاً وهي خطة التمكين والتي أعتبر الكثير من المراقبين أن ضبطها كان نقطة
تحول للرئيس المخلوع مع جماعة الإخوان المسلمين لأن هذه كانت أول دليل
عملي وفعلي تكشف للنظام عن رغبة عارمة للإخوان للوصول لسدة الحكم ؟!وبعدها
توالت النكيات والإبتلاءات فبدأ بعدها بحوالي عام أو أكثر تصفية النقابات
وضرب الشركات والكيانات الإقتصادية ثم كانت المحاكمات العسكرية ..
ونشرت مجلة أخر ساعة الأسبوعية صور ضوئية لأوراق خطة التمكين التي تم العثور علي النسخ الأصلية منها بمقر الشركة !
وسارعت الجماعة بتكذيب هذه الأنباء رغم رؤيتنا لصورة هذه الأوراق وهي بخط اليد لقياداتنا بالإسكندرية ولا تخطئها العين أبداً ..!!
وزعمت الجماعة وقتها أن سبب إقتحام الشركة وغلقها والقبض علي الشاطر ورفاقه
هو أن الشركة دخلت في منافسه كبيرة في السوق المصري وكانت ستصنع جهاز حاسب
آلي بالكامل مصرياً خالصاً ..وأن هناك مناقصة كبيرة لتوريد أجهزة للدورة
الأفريقية بالقاهرة وعندما تقدمت شركة سلسبيل بالعطاء المطلوب للمناقصة
استفزت عصابة مبارك من أصحاب البزنس ..بل أغرق البعض في التهويل وحمل
أمريكا وإسرائيل تدخلهم لضرب هذه الصناعة الوليدة ..!!
وصدق الكثير هذه الرواية وأنا منهم بعدما نزلت لنا في الأسر والكتائب بل والمعسكرات داخل هياكل الجماعة ..!!
حتي يتم المدارة علي خطأ تسليم جهاز أمن الدولة خطة الإخوان لعدة عقود قادمة علي طبق من فضة … !
خرج الشاطر من هذه الواقعة بعد عام تقريباً من الاعتقال هو وصديقه مالك
وقد خسر الكثير من المال وتوقفت تجارته كثيراً وبعدما تم إغلاق كافة فروع
شركات سلسبيل إلي أجل غير مسمي ..
فأتجه الشاطر مرة أخري للنقابات وقام بتأجير نادي المهندسين بأبوالفد امن
نقابة المهندسين لمدة 10 سنوات ( وهي فترة كبيرة للغاية لمتعهد في نقابة )
وهنا ..التقيت لأول مرة وجهاً لوجه مع الشاطر في حوار طويل .. بعدما كنت أشاهده في معارض السلع المعمرة بالإسكندرية فقط ..!
ففي عام 93 أستقليت القطار من الإسكندرية بصحبة الأستاذ محمد شحاتة مدير
عام نادي المهندسين بالاسكندرية وقتها والعضو الحالي لمكتب الإداري لإخوان
الاسكندرية وذلك بناء علي طلب الشاطر لمساعدته بخبرتنا في إدارة المشروع
الجديد كوني supervisor في مجال الأغذية والمشروبات
أكرمنا المهندس خيرت الشاطر باستقباله لنا شخصياً في محطة رمسيس وركبنا معه
وسائقه سيارة المرسيدس البيضاء وتوجهنا للنادي ..وفي الطريق ظل الشاطر
يحدثنا عن قضية سلسبيل وعن ضباط أمن الدولة وأنهم الآن أفضل ..من عهد
عبدالناصر حيث أنهم الآن يعملون من اجل المزايا المادية والوجاهة
الاجتماعية في حين كانوا في عهد ناصر عن عقيدة إجرامية تكره الدين وتعمل
لتجريف مصر من التيار الإسلامي .. وحدثنا عن يوم خروجه من قضية سلسبيل
والبكاء الشديد للسجانين والمخبرين نتيجة الإفراج عنه لأنهم سيحرمون من
العطايا والميزات التي كان يعطيها لهم ..!
تناولنا الإفطار مع الشاطر وتكلمنا كثيراً في العمل وخرجت بعدها بعدة انطباعات ربما كان بعضها صحيحاُ أو علي غير ذلك …
يمتلك الشاطر نتيجة مبادرته في فتح الأحاديث حضور قوي يكمله خلفية شديدة
الثراء نتيجة التنوع الفكري لديه بالإضافة إلي تكوينه الجسماني المهيب ..
بل ويقرأ من أمامه جيداً وأفكاره مرتبة بصورة متميزة بحيث لا تستطيع أن تفلت من ما يريد أن يوصله إليك !
أكمل الشاطر مشروعه في نادي المهندسين ثم ما لبث أن فرغ مقعد في مكتب
الإرشاد نتيجة وفاة الدكتور أحمد الملط عضو مكتب الإرشاد ومؤسس الجمعية
الطبية الإسلامية عام 95 فتم تصعيد المهندس خيرت الشاطر كونه حاصل علي أعلي
الأصوات في الإنتخابات السابقة ..
الصعود
ودخل الشاطر مكتب الإرشاد فأعجب به أكثر الدكتور محمود عزت رجل التنظيم
القوي وزاد إقتناعه به ورأي عزت في الشاطر أنه يمثل تجسيد حلمه في وجود
شخصية قوية تقود التنظيم نحو مشروع الخلافة الإسلامية بشكلها التقليدي
ولذلك فقد قام بفتح الطريق إمامه وإزاحة كافة المنافسين وتمكينه من الإمساك
بخيوط اخطر مفصلين في الإخوان
( التنظيم – التمويل ) ..
صعد نجم الشاطر سريعاً داخل الإخوان بعدما دخل إلي مكتب الإرشاد وأسند له
بالفعل مهمة تنمية أموال وموارد الجماعة فتوسع فيها الشاطر بحرفية وذكاء
وجلب من مدينة المنصورة والشرقية وغيرها الأصدقاءالثقات وأقام لهم كيانات
مالية متوسطة ..
ثم فتح باب المحاكمات العسكرية الظالمة فأعتقل الشاطر وأخريين وحكم عليه لمدة خمسة أعوام نتيجة أحكام جائرة لمحكمة عسكرية ..
لم يتوقف نشاط الشاطر بإعتقاله فهو يؤمن بأهمية المعلومات جيداً حتي إن
أصدقاءه وإخوانه في السجن كانوا يتندرون معه علي مهارته ومقدرته في معرفة
كل ما حوله حتي أدق تفاصيل الحياة الشخصية لكل من السجانين والمخبرين
والضباط بالسجن ! كي يسهل التعامل معهم وتطويعهم في خدمتة ورفاقه خلال هذه
المحنة ..
وظهرت مواهب الشاطر في السجن بين رفقاء المحنة عن طريق تنظيمه المحاضرات واللقاءات وكما يقول عنه رفقاء السجن :
أنه يجيد ترويج نفسه لما يتمتع به من موهبة إقناع وكاريزما يستطيع بها أن
يحيد جميع الأطراف حوله إلا أنه في نفس الامر لا يستطيع إخفاء شدته وعدم
وضوحه وميله أحياناً إلي العسكرة !
خرج الشاطر من السجن وكانت نقطة التحول الكبري الثانية له هي تعينه نائب
للمرشد وذكر لي أحد القيادات الحالية للإخوان بالإسكندرية أنه ذهب للأستاذ
مهدي عاكف في بيته وترجاه أن يبعد الشاطر عن الملف المالي لأن في هذا خطورة
كبيرة علي الدعوة ..ووعده عاكف ببحث الموضوع ولم يتغير شيء …
توسع الشاطر بعد خروجه من السجن بصورة كبيرة للغاية في المشروعات
الإقتصادية للجماعة وبمساعدة حسن مالك فأنشيء شركات أدوية وسياحة وملابس
ومفروشات وأثاث وهنا أعترض الكثير من قيادات الإخوان المخلصين علي إختلاط
مال الدعوة بأموال التجارة وأبدو خشيتهم مما يحدث وطالب الدكتور السيد
عبدالستار المليجي بضبط الأمور المالية بالجماعة وإعطاء صلاحيات في كل
محافظة بأن تتصرف في الاموال التي تحصل عليها طبقاً لميزانية واضحة تقدم
لمكتب الإرشاد ولمجلس الشوري العام للإعتماد بدل من تجميع جميع الأموال في
المركز العام فتصعب المحاسبة والسؤال (راجع مقالات الدكتور السيد عبدالستار
المليجي في هذا الشأن )
بدأ ذكاء الشاطر يظهر في معرفة مفاتيح السيطرة وهي:
الإعلام والمعلومات والتمويل ..
وبدا مبكرا في استغلال القدرة المالية المتاحة أمامه في خلق تنظيم موازي
دون الإنتظار حتي للسيطرة علي المتاح فعلياً ( فدائما كنت تجد مؤسسات
الجماعة ومؤسسات خيرت – في الإعلام وغيره وعلي سبيل المثال موقع إخوان ويب
وأسهم في قناة الحوار وشركات لإنتاج فني )
ثم يبدأ في استقطاب الكفاءات الموالية وكسب ثقتهم وولائهم وربطهم به شخصيا إداريا وماليا ثم يدفع بهم الى مفاصل العمل داخل الجماعة
بل ويقوم الشاطر بتمرير ما يريد من خلال أعضاء مجلس الشورى العام عن طريقين
1. التلميع …. ( بتكليف المرشح المختار بمهام بارزة وتصديره للمشهد من خلال
الندوات والمحاضرات والزيارات خاصة التربوية – مما يهيئ الأفراد لمعرفته
وتقبله كقيادة روحية وتربوية )
2. التوجيه المباشر …. من خلال النظام الإداري التنفيذي فاغلب اعضاء مجالس
الشورى هم مسؤولين اداريين في المكاتب الادارية او القطاعات )
مفاهمات
ثم جاءت إنتخابات 2005مجلس الشعب وهنا برز ما أطلق عليه الشاطر بنفسه ..ما
يسمي مفاهمات مع جهاز أمن الدولة منعاً للصدام وتكرار ما حدث في عام 1995
والتي بدأت بمحاكمات عسكرية ..
وبكل موضوعية أسجل هنا أن الشاطر في البداية لم يذهب بمفرده بل ذهب للتفاوض
مع أمن الدولة كعضو في لجنة بها الأستاذ مهدي عاكف والدكتور محمد حبيب و
بعد إستئذان مكتب الإرشاد ومجلس الشوري العام بالتمرير ولمرة واحدة فقط كما
أكد لي أحد أعضاء مجلس الشوري أنذاك …
وأتفقت اللجنة مع أمن الدولة علي آلا يزيد عدد مرشحي الإخوان في جميع
المراحل عن 150 مرشح مع ترك بعض الدوائر مفتوحة لرموز النظام السابق وكان
هدف أمن الدولة من ذلك هو عمل إنتخابات بقدر محتشم من التزوير تناغماً مع
الضغط الدولي وخاصة الأمريكي ..
أنتهت الجولة الأولي وحدثت المفاجئة في النجاح المدوي للإخوان .. فتحرك أمن
الدولة علي محورين .. الأول الضرب وبشدة والتضيق وغلق اللجان والمحور
الثاني وهو التفاوض مع الإخوان علي سحب المرشحين وتقليل الأعداد في المرحلة
الثانية والثالثة ..
وهنا بدأ إتصال أمن الدولة مباشرة بالشاطر وطلبوا منه التدخل وإجبار
المرشحين علي التنازل منعاً للصدام مع الجماعة وتصعيد الامور .. !
وتحرك الشاطر منفرداً وتواصل مع بعض المرشحين وطالبهم بالتنازل .. وهنا
فوجئت لجنة الإشراف علي الإنتخابات برئاسة الدكتور محمد حبيب وعضوية
عبدالمنعم أبوالفتوح وأخرين بتنازل بعض المرشحين دون علمها ..
فثارت اللجنة وأعترضت بشدة علي ذلك وتم التأكيد علي الشاطر بالخروج نهائياً
من هذا الموضوع وحاول الشاطر دون جدوي إقناع اللجنة بعدم جدوي الصدام
وترشيد المكاسب في المراحل المتبقية حفاظاً عليها ..
فنكث الشاطر وعده مع قيادات أمن الدولة بالتنازل وتقليل المرشحين في بقية
المراحل وهو الأمر الذي أحرج قيادات الجهاز أمام القيادة العليا ولم ينسوه
للشاطر
وهنا يمكن أن أنقل لكم ما سمعته بأذني من قيادات كبيرة للغاية من الجماعة أثناء محاكمة الشاطر في قضية ملشيات الأزهر الأخيرة ..
أن هذه القضية برمتها هي إنتقام النظام من الشاطر خلاف تقويض إمبراطورية
الإخوان المالية لأن جهاز أمن الدولة شعر أن الشاطر ضحك عليهم وجعل منظرهم
سييء للغاية …!
السيطرة
فأعتقل الشاطر مرة أخري عام 2006 في قضية ملشيات الازهر وبذل الشاطر مجهود
غير عادي فيها من الناحية الإعلامية للضغط علي النظام من أجل إغلاق القضية
وشعر الشاطر أن أداء الإخوان وتفاعلهم مع هذه المحاكمات علي غير المتوقع
فادار معركته من محبسه وبدأ يطلب في مقابلة الصحفيين ومراسلة المدونين
ومخاطبة لجان حقوق الإنسان في جميع دول العالم ..
لم يكن الشاطر هذه المرة بعيداً عن ما يحدث داخل مصر وداخل جماعة الإخوان
المسلمين .. فسنحت له التسهيلات الكبيرة التي منحت لهذه المجموعة في سجن
مزرعة طرة بأن يشارك في إدارة الجماعة وكانه موجود بينهم .. وكان التحرك
الأول لضبط العمل داخل مكتب الإرشاد وبالفعل إستطاع الشاطر وبمعاونة
الدكتور محمود عزت بإدخال خمسة من القيادات أصحاب الفكر التنظيمي المنضبط
إلي مكتب الإرشاد في إنتخابات جزئية أثارت ضيق البعض في مجلس الشوري العام
كونها جزئية لإستكمال العدد وليست كلية لتغيير قيادات ظلت أكثر من 20 عاماً
في مكتب الإرشاد في حين أشتكي أخرون للأستاذ مهدي عاكف من أن هذه
الإنتخابات كانت موجهة كون أن مسئول القطاعات علي مستوي الجمهورية كانوا
عندما يمرون لأخذ الأصوات علي أعضاء مجلس الشوري يوجهونهم إلي خمسة أفراد
فقط وبالفعل نجح هؤلاء وهم : سعد الكتاتني ومحمد عبدالرحمن وأسامة نصر ومحي
حامد وسعد الحسيني ..( تم إقالة الدكتور أسامة نصر بعد ذلك عام 2011 تحت
دعوي أنه مريض صحياً ..!!وهذا أيضاً مخالف للحقيقة (سأذكرها كاملة في مقال
أخر ) فالدكتور يعمل الآن بالسعودية في منطقة جيزان وقد سبقته توصية لإخوان
السعودية من مكتب الإرشاد بأن لا يتم توليه أي منصب قيادي أو إداري ويكون
أعلي شيء يشارك فيه هو حضور الاسرة !)
مضي الشاطر في السجن وفي الأشهر الأخيرة وقبل قيام الثورة دب خلاف شديد بين
الشاطر ومالك نتيجة عمليات (التخارج ) بين أموال مالك الخاصة وأموال
الشاطر وأموال الجماعة وغضب مالك بشدة من تصرفات الشاطر وتعنته معه بعد كل
ما حدث فأزادت الهوة بينهما وطلب مالك من مأمور السجنً أن ينقله إلي زنزانه
أخري بعيداً عن الشاطر ..!
لكن حسن مالك لمن لا يعرفة يمتاز بالنبل الراقي والمروءة الشديدة ..
فتناسي كل ذلك وأحتضن الشاطر علي أبواب طرة عقب الإفراج معهم سوياً بعد الثورة ..
الجير بالذكر أنه يجب أن لا نغفل الحديث عن الدكتور محمد مرسي ومما يروى ان
الدكتور محمد المرسي وهو احد تلامذة خيرت الشاطر الذين يدينون له بالولاء
فهو من اتى به الى مكتب الارشاد تعيناً أيضاً وليس إنتخاب..!
( فالدكتور مرسي تعرف على الاخوان في الخارج اثناء دراسة الدكتوراة ولم يكن
له ثقل تنظيمي – وشهرته بدأت بنجاحه في مجلس الشعب ) وعند دخول المهندس
خيرت السجن كان من الطبيعي ان يعقبه في الاشراف على قطاع القاهرة الكبرى
نائب المرشد الأول – الدكتور محمد حبيب – لكن تم حجب الامر عنه لتلافي
تاثيره المباشر علي هذا القطاع المهم وتم اسناد الاشراف للدكتور محمد مرسي –
وبدأ بعدها يبسط نفوذه داخل التنظيم خاصة في الصرف حيث كان هو المفوض
بالصرف من الدكتور محمود عزت ..!
ثم حدث ما حدث من أزمة إستقالة الأستاذ مهدي عاكف بالفعل (علي عكس ما أشيع )
نتيجة التعنت في تصعيد الدكتور عصام العريان بعد وفاة الأستاذ محمد هلال
كونه حصل علي أعلي الأصوات في الإنتخابات السابقة ..
وأجريت إنتخابات مكتب الإرشاد والتي أعتقد أنها لم تكن شفافة تماماً وفي
طعن الدكتور إبراهيم الزعفراني عضو مجلس الشوري العام السابق ما يبرر
إعتقادي هذا .. وخرج حبيب وأبوالفتوح .. و كان المرشح الاكثر حظا بعد
استبعاد الدكتور حبيب هو الدكتور رشاد بيومي وقام الدكتور محمود عزت بارسال
خطاب للمهندس خيرت في مستشفى السجن فرد عليه بالعمل علي إستبدال الدكتور
رشاد البيومي بالدكتور محمد بديع !
ثورة
قامت الثورة المصرية المباركة في 25 يناير..
أصدر الطاغية المخلوع مبارك تكليف لعمر سليمان بأن يتفاوض مع القوي الوطنية يوم 31 يناير ..
وبالفعل بدأ سليمان سريعاً وكأن أول لقاء سري مع الإخوان شارك في التحضير له أفراد من المخابرات والجماعة الإسلامية !!
وهنا أكشف جزء أخر لأول مرة .. عن هذا اللقاء الغير مسبوق …
ففي يوم 1 فبراير ذهب سعد الكتاتني ومحمد مرسي للقاء عمر سليمان في إجتماع مغلق ضم ثلاثتهم !!
وكان الحديث عندها عن سحب الإخوان لشبابهم من التحرير وتهدئة الامور في حين
يكون المقابل هو حصول الإخوان علي الشرعية الفعلية عن طريق ترخيص حزب
وجمعية والإفراج عن الشاطر ومالك ..!
عاد الكتاتني و مرسي إلي مكتب الإرشاد بنتيجة المفاوضات وهنا يجب أن نذكر
أن وقوع موقعة الجمل لم تنقذ الثورة فقط من الإستمرار بل أنقذ الإخوان من
أن يعقدوا أسوأ إتفاق في تاريخهم …
وأجتمع مكتب الإرشاد وخشي الكثير منهم في إستكمال الإتفاق ..وأقسموا علي
المصحف آلا يخرج هذا الكلام مطلقاً للنور ولا يعرف به احد من مجلس الشوري
العام حتي لا يثوروا عليهم ..
وظل عمر سليمان يجتمع بعد موقعة الجمل مع القوي الوطنية ..وعندما سئل في
أحد المؤتمرات الصحفية عن سبب عدم حضور الإخوان المفاوضات قال واثقاً وأكد
بصورة أذهلتني أنا شخصياً:
” أنهم يفكرون وسيلحقون بنا ” !!
ولم يكن يعرف أحد في بر مصر أن كلام عمر سليمان لم يكن كلام في الهواء بل كان الرجل يعلم أنهم سيحضرون مرة أخري ..!
وبالفعل أجتمع عمر سليمان مع الكتاتني ومرسي أمام الكاميرات في إجتماع موسع
يوم 6 فبراير ضم بعض القوي الوطنية …دون الرجوع مرة أخري لمجلس الشوري
العام … !!
وهنا سجل عبدالمنعم أبوالفتوح فيديو وبثه علي اليوتيوب يندد بهذا اللقاء
ويصف قيادة الجماعة أنها تعيش في دور المضطهد الذي لم يعلم أن هناك ثورة
قامت وأن الدنيا تغيرت ..
وأجتمع مجلس الشوري العام بتاريخ 10 فبراير .. وهنا حدث ما كان غير متوقعاً علي الإطلاق …!؟
فقد زل لسان الدكتور محمد مرسي عندما طلب أعضاء مجلس الشوري معرفة ما حدث
دون الرجوع إليهم في لقاء 6 فبراير .. فقال مرسي أننا لم نتطرق لما كنا
توصلنا إليه في اللقاء الأول ..
فأنتفض الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح وقال :
هو كان فيه لقاء أول يا ((بديع)) …؟
أنت بتعملوا إيه في تاريخ الجماعة دي …؟!
حرام عليكوا ..أنتم لازم تتحولوا للتحقيق … !وغادر الإجتماع غاضباً وأنصرف !
الطريف في الأمر والعهدة علي الراوي ..أن أبوالفتوح وهو في قمة إنفعاله
تنادي أحد أعضاء مجلس الشوري لزميلة قائلاً كيف يقول أبوالفتوح للمرشد يا
((بديع)) ؟!
دون أن يقول له يا فضيلة المرشد أو حتي الدكتور بديع !!
وتنحي المخلوع وخرج الشاطر ومالك من السجن وهنا بدأت السيطرة الكاملة للشاطر علي الجماعة فأصبح :
مسئول الاتصال الداخلى مع الجيش والحكومة والنخب ومفوض على بياض لاتخاذ أي قرارات
مسئول عن اعداد ملفات الحكومة الجيدة
مسؤول عن ملف تطوير الجماعة
مسئول عن مشروع النهضة
مسئول التمويل والصرف
مسئول عن التنظيم الدولى
الجدير بالذكر أن الشاطر حريص علي مخاطبة الغرب ليقدم صورة إيجابية عن
الإخوان وله علاقة جيدة بمكتب الإخوان في لندن ..ويؤكد البعض أن الشاطر لا
يصرف مليم واحد من أموال الجماعة في الأعمال الخاصة التي يتبناها ..ولكن
هذه الأموال تأتي له مباشرة من رجال أعمال في أنجلترا وغيرها لتبني مشاريعه
الإعلامية وغيرها ..وإقتناع الممولين الكامل بإمكانيات الشاطر وقدراته ..
خاتمة
لا أود أن أنحاز بالسلب أو الإيجاب تجاه ما سبق فأنسف ما أعتقده محاولة
حياد في الحكي عن الشاطر … إلا إنني يجب أن أسجل أنه مهما إختلفت مع فكر
وأسلوب الشاطر فإن إعجابي بالرجل بل وتقديري له يظل حاضراً ..
فهي رحلة طويلة قضي فيها أكثر من عشر سنوات خلف القضبان نتيجة فكرة ونتيجة
رأي …ومن يفعل ذلك يجب أن ننحني له لأنه ثابت علي مبادئه فيكفيه أنه لم
يتغير أو يتلون … أما الحكم عليه فالتاريخ هو من يملك ذلك دون غيره
هوامش
- الألقاب محفوظة لكل من ذكرتهم
- تعددت مصادر هذه الدراسة المتواضعة بين زملاء دراسة وجيران ورفقاء غربة
ورفقاء السجن وزملاء في مكتب الإرشاد وقيادات في مختلف هياكل الجماعة
وصحفيين و الشكر موصول لهم جميعاً …