واعتبرت واشنطن ان منفذي الاعتداءين هم "اعداء الشعب العراقي"، وقالت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم الخارجية الاميركية ان "من قاموا بذلك ليسوا اعداء الولايات المتحدة فحسب بل ايضا اعداء الشعب العراقي".
واوضحت المصادر الامنية ان انفجارين متعاقبين استهدفا المجلس البلدي ومكتب الجنسية في منطقة التاجي التي تبعد 15 كلم شمال بغداد، واوقعا 35 قتيلا و28 جريحا.
واكد ضابط في شرطة التاجي ان الهجوم الذي وقع عند الساعة 12,00 بالتوقيت المحلي (09,00 تغ) "استهدف اجتماعا ضم قادة شرطة القضاء وكبار شيوخ العشائر والمسؤولين المحليين بحضور قائمقام المدينة لمناقشة تحسين الخدمات الاساسية".
واضاف ان "انتحاريا يقود سيارة مفخخة اقتحم الباب الرئيسي للمجلس البلدي وفجر نفسه، ما اسفر عن اضرار مادية وبشرية".
وتابع "بعد تجمع الناس ومحاولة انقاذ الضحايا قام انتحاري يرتدي حزاما ناسفا بتفجير نفسه وسط الحشود، ما ادى الى سقوط المزيد من الضحايا".
الى ذلك، اعلنت قيادة عمليات بغداد مقتل ثلاثة اطفال وامراتين اثر سقوط صاروخ كاتيوشا قرب فندق الرشيد في داخل المنطقة الخضراء المحصنة عند الساعة التاسعة من مساء الاثنين.
واوضح اللواء قاسم عطا الناطق باسم قيادة عمليات بغداد لفرانس برس ان "ثلاثة اطفال وامراتين قتلوا واصيب سبعة اخرون عندما اصاب صاروخ كاتيوشا مساكن موظفي فندق الرشيد المجاورة له".
وتضم المنطقة الخضراء مباني الحكومة العراقية وسفارتي الولايات المتحدة وبريطانيا، وتتعرض بصورة متكررة لهجمات بالصواريخ.
واوسفر الحادث عن احتراق 25 مقطورة (كرفان).
وقال عطا ان "القوات الامنية تمكنت من القاء القبض على ارهابيين اثنين اطلقا الصاروخ من منطقة الزعفرانية (جنوب) وضبطت بحوزتهما صاروخ كاتيوشا اخر لم يتمكنا من اطلاقه، وقاعدة اطلاق صواريخ، وكاميرات تصوير وذلك بعد ساعة من اطلاق الصاروخ".
وتقوم المجموعات المسلحة بتصوير عملياتها لبثها على مواقع الانترنت.
وقرب كركوك (شمال)، قتل ثلاثة من عناصر الصحوة بيد مجهولين الثلاثاء، وفق مسؤول في الشرطة.
وقتل شخص واصيب اثنان اخران في ضاحية الفلوجة بغرب بغداد بنيران مسلح يستقل دراجة نارية، وفق ما افاد المركز الامني العملاني في بغداد.
الى ذلك، اعتبر زعيم القائمة العراقية اياد علاوي ان الحكومة العراقية فشلت في تحقيق الامن.
وقال علاوي خلال كلمة له في مؤتمر عقد في ايطاليا الثلاثاء لتقييم الاوضاع في الشرق الاوسط وشمال افريقيا ان الحكومة فشلت في تحقيق الامن ولهذا نرى ان هناك تصعيدا في العمليات التي تستهدف الاطاحة بالتجربة السياسية والاستقرار".
واضاف وهو شريك اساسي في الحكومة العراقية ولدى كتلته 91 نائبا وتتولى 12 وزارة ومنصب نائب رئيس الوزراء، "للاسف ما يحصل في العراق يحصل في ظل غياب واضح للمجتمع الدولي، وفي ظل تازم وتوتر اقليمي واسع النطاق وغياب سياسة المجتمع الدولي في التعامل مع القوى الارهابية والتطرف التي القت بظلالها على معظم دول المنطقة وخصوصا على العراق".
واضاف "متى ما استقر العراق ستستقر المنطقة بشكل عام".
واضاف ان "قوى التطرف الحقت اضرارا كبيرة في المنطقة، ولمسنا وخاصة في العراق المديات الخطيرة والتدخلات الاقليمية الضارة وتشجيعات غير اعتيادية للنشاطات المسلحة للمليشيات التي لاتنتمي الى قانون او نظام".
وتتهم السلطات العراقية تنظيم القاعدة والبعثيين بالوقوف وراء الهجمات والتفجيرات التي شهدت تصعيدا منذ مطلع الشهر، فيما تتهم القوات الاميركية المليشيات الشيعية المدعومة من ايران.
بدوره، ادان نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي في بيان "تلك الجريمة وما رافقها من اعتداءات اثمة طالت الابرياء في عدد من مناطق العراق تقف وراءها اجندات سياسية خبيثة لا تريد الاستقرار للعراق ولا تريد لدم ابنائه النازف ان يتوقف".
واضاف "لذا فان وقفة عاجلة وسريعة لاصلاح الملف الامني اصبحت ضرورية ولا بد منها على ان لا تتوقف الخطط الأمنية عند حد معرفة الجهات الضالعة في تلك الجرائم بل لا بد من معرفة دوافعها وأسبابها".
وراى الهاشمي ان "الاسراع في حسم المرشحين للوزارات الامنية بات امرا لا مفر منه وعلى رئيس مجلس الوزراء (نوري المالكي) البدء باجراءات فعلية لحسم هذا الملف".
وكان شهر حزيران/يونيو الاكثر دموية منذ مطلع 2011 بالنسبة للعراقيين والقوات الاميركية التي تتهيأ لمغادرة البلاد نهاية العام الجاري.
وتفيد ارقام حصلت عليها وكالة فرانس برس من وزارات الصحة والدفاع والداخلية ان 271 شخصا قتلوا في حزيران/يونيو الماضي بينهم 155 مدنيا علاوة على 77 شرطيا و39 عسكريا.
وهذا يمثل زيادة في اعمال العنف تصل الى 34 بالمئة مقارنة بشهر ايار/مايو الذي سبقه.