العبادة: هي اسم جامع لكل ما يحبه الله و يرضاه من الأقوال و الأعمال الباطنة و الظاهرة
فالصلاة والزكاة و صدق الحديث و بر الوالدين وصلة الأرحام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر و الإحسان إلى الجاروأمثال ذلك: من العبادة
وكذلك حب الله ورسوله وخشية الله والصبر لحكمه و الشكر لنعمه والرضا بقضائه وأمثال ذلك: هي من العبادة لله
و ذلك أن العبادة لله هي الغاية المحبوبة له والمرضية له والتي خلق الخلق لها كما قال الله تعالى (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) الذاريات:56، وبها أرسل جميع الرسل، قال تعالى: (ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت) النحل:36
و ذم المستكبرين عنها بقوله: (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين) . والدين يتضمن معنى الخضوع والذل، فدين الله:عبادته و طاعته والخضوع له
والعبادة أصل معناها الذل أيضا، يقال طريق معبّد، إذا كان مذللا قد وطئته الأقدام
لكن العبادة المأمور بها تتضمن معنى الذل ومعنى الحب، فهي تتضمن غاية الذل لله تعالى بغاية المحبة له. فإن آخر مراتب الحب: هو التتيُّم، يُقال : تيم الله ، أي عبد الله
و من خضع لإنسان مع بغضه له لا يكون عابداً له، و لو أحب شيئا ولم يخضع له لم يكن له عابداً، كما قد يحب ولده وصديقه
و لهذا لا يكفي أحدهما في عبادة الله تعالى، بل يجب أن يكون الله أحب إلى العبد من كل شيء، وأن يكون الله أعظم عنده من كل شيء، بل لا يستحق المحبة والذل التام إلا الله