وذكرت صحيفة أخبار اليوم المستقلة أن قوات الحرس الجمهوري التابعة لـأحمد علي صالح، نجل الرئيس اليمني واصلت قصفها المدفعي والصاروخي الذي تشنه على مناطق وقرى أرحب شمال صنعاء حتى ساعة متأخرة من مساء أمس.
ونسبت الصحيفة إلى مصادر محلية قولها إن قوات الحرس واصلت القصف بالأسلحة الثقيلة، كما أقدمت على مداهمة عدد من المنازل وتدمير بعضها، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى.
وكان مصدر أمني قد ذكر أمس أن قصفًا عنيفًا شنته قوات الحرس الجمهوري أسفر عن مقتل عبد الولي الزبيري من وادي شراع أرحب وإصابة العشرات، بالإضافة إلى مقتل اثنين آخرين لم تعرف هويتهما لتفحم جثتيهما.
ويشار إلى أن ثلاثة من رجال القبائل قتلوا مساء الأحد الماضي في قصف عنيف وعشوائي من معسكر جبل الصمع على قرى ومناطق أرحب.
وحسب مصادر في المنطقة، فإن أكثر من 300 صاروخ وقذيفة مدفعية تم إطلاقها مساء أول أمس من قبل ألوية الحرس الجمهوري على قرى ومناطق أرحب، وأحدثت تدميرا شاملا للمنازل والممتلكات والآبار الارتوازية والمزارع.
وتحدثت المصادر عن تدمير 84 منزلا و8 آبار جوفية.
وأعلن أحمد صالح في أول تصريح من نوعه الأحد الماضي، أنه بوصفه قائدا عسكريا يأتمر بأمر نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي، وأنه ينفذ كل ما يصدر عنه من تعليمات.
بعثة أممية
وتأتي هذه التطورات في الوقت الذي طالبت فيه اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية الشعبية باليمن بعثة حقوق الإنسان الدولية، المتوقع وصولها إلى صنعاء اليوم الثلاثاء بالاضطلاع بمسؤولياتها الإنسانية والدولية إزاء ما ارتكبه ويرتكبه "النظام العائلي" مما سمته جرائم ضد أبناء الشعب اليمني.
كما دعت اللجنة الشبابية في بيان لها البعثة الدولية إلى القيام بتحقيق شامل لكل الانتهاكات وتقديم الملف إلى محكمة الجنايات الدولية تمهيدا لمحاكمة الرئيس علي صالح وأركان نظامه.
وحذرت اللجنة التنظيمية من استمرار ما سمته انحياز السعودية وأميركا للنظام الحاكم في اليمن وتجاهل ثورة الشباب السلمية.
واستنكر البيان صمت المجتمع الدولي ومنظماته الدولية إزاء مطالب الشعب اليمني، وتعاملها مع الثورة اليمنية بمعيار مختلف عن بقية الثورات التحررية في العالم.
ومن جهة أخرى، أشاد البيان بدور القوات المسلحة والأمن المؤيدة للثورة، مطالبا "من تبقى بالانحياز إلى خيارات الشعب ومطالبه في التغيير من أجل حياة حرة وكريمة"، مشيدا في الوقت ذاته "بصمود وثبات الثوار على مدى خمسة أشهر".
وأكدت اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية الشعبية باليمن "على المزيد من الصبر والثبات في الميادين والتصعيد الثوري في مختلف المحافظات حتى يتم إسقاط كافة أركان النظام العائلي وتحقيق كافة أهداف ومطالب الثورة".
وكان مصدر في مكتب الأمم المتحدة بصنعاء قد قال إن الوفد الحقوقي -الذي لم يتم الكشف عن أسماء أعضائه لدواع أمنية- يتشكل من الموظفين التابعين لمفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي التي يحاول مكتبها دخول اليمن لإجراء تقييم مستقل منذ بدء الأزمة في مارس/آذار الماضي.
وأشار المصدر إلى أن الوفد سيقدم النتائج التي توصل إليها في تقرير لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في دورته القادمة في سبتمبر/أيلول.
كلمة الرئيس
وتأتي زيارة الوفد الأممي وسط توقعات بإنضاج تسوية سياسية للأزمة تستند إلى إحياء المبادرة الخليجية.
وأفادت تقارير أمس الاثنين أن ثلاث دول أوروبية والولايات المتحدة والسعودية والإمارات تعمل على إنضاج تسوية سياسية للأزمة في هذا البلد تقوم على بنود المبادرة الخليجية.
ومن ناحية أخرى، قال قيادي في الحزب الحاكم في اليمن إن أول كلمة يلقيها الرئيس صالح منذ نقله إلى السعودية للعلاج من المتوقع أن يذيعها التلفزيون اليمني الحكومي اليوم الثلاثاء.