يلتقيان".
المعرض الذي تنظمه جامعة سيراكيوز بمناسبة افتتاح مكتب لها بدبي، بالشراكة مع متحف داهش للفن بنيويورك، يقدم نحو 45 عملا فنيا، لفنانين غربيين أتوا في رحلات إلى الشرق خلال القرن التاسع عشر، ووثقوا ما قدمته الحضارة الإسلامية من زخارف وتصاميم متنوعة.
تفاصيل وأماكن وأزمنة متنوعة ينتقل إليها زائر المعرض من خلال معروضاته، بدءا من القرن الثالث عشر، وحتى الثامن عشر، وما بين أحياء القاهرة القديمة، كالغورية، بشخوصها الحية، وأبنيتها، وسوق المنسوجات، وقصور ومساجد القاهرة، وغرناطة وتركيا، والأضرحة وتكيات الدراويش، بجانب لوحة لفنان مجهول وأخرى للفنان المصري حسن شلبي، ونسخ قرآنية قديمة.
أقسام المعرض
وتنوعت أقسام المعرض ما بين نماذج لأشكال الزخرفة المعمارية والديكور، والهندسة المعمارية، والسقوف، والأعمال الخشبية، والأبواب، والخزف، والمشربيات، والأعمال الزجاجية، والمفروشات، وسجاد ومطرزات، وكتب القرآن.
تصور الأشكال الزخرفية المتنوعة التي اشتهرت بها البلدان الإسلامية قديما، ما بين التركيبات الهندسية المتنوعة، والنجوم ذات الزوايا المتعددة، والأشكال النباتية، والحيوانات، وأخرى تستخدم الزخرفة بالخطوط العربية كالكوفي والثلث، أو الوحدات الزخرفة المأخوذة من المصاحف.
ورغم تنوع موضوعات لوحات المعرض، فهي مأخوذة في أغلبها من أعمال لفنانين غربيين جالوا العالم الإسلامي ووثَقوا الثراء والنتاج الفني والزخرفي للعالم الإسلامي، فيبرز المعرض مختارات لأعمال ليثوغرافية (طباعة حجرية) ملونة من كتاب الفرنسي إميل بريس دافين "الفن العربي" عن الفن الإسلامي بالقاهرة، إلى جانب المجلدات الأصلية الثلاثة للكتاب.
ويعرض أيضا لوحات منفردة من كتابي أوين جونز -أحد أكبر منظري الفن تأثيرا في إنجلترا بالقرن التاسع عشر- "قواعد التزيين" و"قصر الحمراء"، إلى جانب المنشورات الأصلية، بالإضافة إلى لوحات مأخوذة من كتاب "وصف مصر"، أهم نتاجات الحملة الفرنسية على مصر بقيادة نابليون بونابرت.
كما تعرض أعمال من كتاب "مشاهد من القاهرة" للبريطاني الأثري والمستكشف البريطاني روبرت هاي، بالإضافة لرسومات الفنانين المستشرقين رودولف إيرنست ولدفيج دويتْش وفيدريكو باليسيو، ونسخ من لوحاتِ جان ليون جيروم، والمعماري الفرنسي جول جوري، وتي بويز، وغيرهم.
اكتشاف وشراكة
وبحسب كتيب المعرض، الذي يستمر حتي 18 يوليو/تموز القادم، فإنه يهدف إلى تسليط الضوء على الإنجازات غير العادية للفنانين والمصممين المسلمين عبر القرون، وفي ذات الوقت هو توثيق لجهود الغرب التاريخية في إعادة اكتشافه للفن والعمارة الإسلامية.
وهو بادرة لامتداد الشراكة بين متحف داهش للفن وجامعة سيراكيوز إلى منطقة الخليج، لتهيئة جماهير جديدة وتنشيط وتعميق الحوارات الفنية العالمية.
وفى تصريح خاص للجزيرة نت أكدت إحدى أمناء متحف داهش للفن ومؤسسيه، أميرة زاهد، على دور مثل هذه المعارض في التواصل بين الشرق والغرب، قائلة إن المعرفة تكسر القوالب النمطية والحواجز، وتعزز التعاون والتعاطف، مما يؤدي بالنهاية إلى التحاور وتقاسم نقاط القوة، والتعلم من بعضنا البعض، وتبادل أفضل للخبرات والأشخاص والأهداف.
مصدر إلهام
وأشارت أميرة زاهد إلى أهمية الاطلاع على فنون الماضي لفهم التاريخ، وحالة البشرية والمجتمعات وحياتهم اليومية، وما كان يسبب المتعة البصرية لهم، والحوافز الدافعة لخلق هذا العمل الفني.
وأكدت على أهمية تبادل الأعمال الفنية بين المؤسسات والمتاحف، وتنقلها بين دول العالم، باعتباره "يوسع دائرة المعرفة، ويحقق وظيفة تعليمية، ويعمق فهم كل فرد لمفهوم الفن ولأهمية حفظ وصون هذه الثروات الثمينة.
وتذكر أميرة زاهد أن الشرق كان مصدر إلهام للغرب خلال القرن التاسع عشر، وكيف أن الفنانين في ذلك الوقت والمعماريين والمهندسين أعجبوا بشدة بالزخرفة والعمارة الإسلامية ومثلت لهم وحيا، سواء من خلال الألوان أو النماذج التي استلهموها. وترى أن الفن لغة عالمية.