الجامعة العربية لشئون فلسطين والأراضى العربية المحتلة أمام أعمال الدورة 83 للجنة البرامج التعليمية الموجهة إلى الطلبة العرب فى الأراضى العربية المحتلة، التى بدأت اليوم الأحد بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، بمشاركة ممثلين عن السلطات المعنية بالعملية التعليمية فى أجهزة الإعلام فى مصر والأردن وسوريا وفلسطين ولبنان واتحاد الإذاعات العربية بالإضافة إلى الجامعة العربية.
وأكد صبيح أن ممارسات إسرائيل العنصرية بحق العملية التعليمية فى الأراضى العربية المحتلة جريمة سياسية وانتهاك لحقوق الإنسان وحقوق الطفل تهدف إلى تجهيل الشعب الفلسطينى، لافتا إلى أن الطالب الفلسطينى لا يعانى فقط من الاحتلال وممارساته، بل يعانى من حرمانه من حقه فى التعليم الذى كفلته له القوانين والأعراف الدولية، وهذا ما يزيد حاجتهم إلى مزيد من الدعم للعملية التعليمية الفلسطينية وتوعية الطلاب بعروبتهم وأصالتهم.
وقال إن فرض إسرائيل على المدارس العربية الالتزام بالكتب التى تصدرها وزارة التعليم الإسرائيلية ما هى إلا سياسة مقصودة لتشويه الوطنية والقومية والهوية الفلسطينية لدى الطالب العربى، ولإنكار وجود الشعب الفلسطينى وعلاقته المتصلة والمتواصلة بتاريخ فلسطين منذ فجر التاريخ، وكذلك التنكر لنكبة فلسطين وإخفاء
المعلومات فى عملية تهدف إلى تشتيت الطالب وسلخه عن انتمائه العربى.
وقال السفير محمد صبيح الأمين العام المساعد لدى الجامعة العربية لشئون فلسطين والأراضى العربية المحتلة أن الممارسات العنصرية الإسرائيلية فى الأراضى العربية المحتلة أثرت وبشكل سلبى وخطير على سير العملية التعليمية وألحقت أضرارا بالغة بها على كافة المستويات، حيث لا يزال الطلبة يعانون من تدنى مستوى التحصيل العلمى بسبب هذه الممارسات والإغلاقات والحصار ونقص فى الأدوات المدرسية وخاصة قطاع غزة المحاصر، فيما تعيق وبشكل مقصود الحواجز العسكرية التى تفرضها قوات الاحتلال الإسرائيلى على مدن وقرى الضفة الغربية فى معظم الأحيان وصول الطلبة والمعلمين إلى مدارسهم.
أما فى مدينة القدس المحتلة فإن الأوضاع التعليمية تزداد سوءا بسبب ما تمارسه سلطات الاحتلال من عنصرية ضد أهلها المقدسيين الذين زادت معاناتهم المعيشية وتفشى الفقر بينهم وهذا ما يتسبب فى رفع نسبة التسرب من المدارس الخاصة أو مدارس الأوقاف أو المدارس التابعة للأونروا، بالإضافة إلى إلزام سلطة الاحتلال الطلاب
فى مراحل دراسية على دراسة التراث اليهودى والصهيونى ورموزه وعسكرة التعليم وتهويد الثقافة ومعاقبة كل من يحاول دراسة التاريخ الفلسطينى، فى محاولة للتنكر للوجود التاريخى فى المدينة.
وشدد صبيح على ضرورة تضافر جهود كل العرب لمواجهة عنصرية المناهج الإسرائيلية والتصدى للتوجه الصهيونى لتلقين وزرع الأساطير الإسرائيلية فى عقول الطلاب الفلسطينيين.
واستعرض الانتهاكات الإسرائيلية العنصرية فى الأراضى الفلسطينية المحتلة والمعاناة التى يعيشها الشعب الفلسطينى جراء هذه السياسات بالإضافة إلى الحصار الظالم على قطاع غزة والتصعيد غير المسبوق فى الاستيطان فى الضفة الغربية المحتلة وبشكل خاص ما يحدث فى مدينة القدس الشرقية المحتلة فى محاولة لتهويد كافة مناحى الحياة فى المدينة سواء بالاستيطان الذى تضاعف خلال العام 2010 أربعة أضعاف عن عام 2009.
كما استعرض السفير محمد صبيح الأمين العام المساعد لدى الجامعة العربية لشئون فلسطين والأراضى العربية المحتلة مصادرة الهويات والاستمرار فى بناء جدار الفصل العنصرى والعدوان على مقدساتها الإسلامية والمسيحية وتراثها وتاريخها وما يتعرض له المسجد الأقصى المبارك والبلدة القديمة من انتهاكات وإجراءات لتغيير معالمها وسرقة تراثها وتزييف تاريخها.
يأتى ذلك بالإضافة إلى اقتراع إصدار سلسلة من الطوابع البريدية عن المواقع الأثرية فى الضفة الغربية المحتلة بهدف الترويج لها كمواقع تراثية يهودية واستمرار تهجير أهلها، وتغيير الأسماء العربية بأسماء يهودية، إضافة إلى تغيير فى المناهج التى تدرس فى المدارس بالقدس واستبدالها بكتب تصدرها وزارة التعليم الإسرائيلية .
وأشار صبيح إلى خطورة ما تقوم به إسرائيل من ممارسات فى تزوير المناهج والتاريخ، مطالبا اليونسكو بالالتزام بمبادئ القانون الدولى والقرارات الدولية، كما طالب بإعداد كتب واسطوانات ضوئية ومواقع الكترونية للرد على كل التزوير وخاصة فى القدس المحتلة.
وأجمع المشاركون فى أعمال الدورة 83 للجنة البرامج التعليمية الموجهة إلى الطلبة العرب فى الأراضى العربية المحتلة من الأردن وسوريا ومصر وفلسطين واتحاد الإذاعات العربية على أهمية الاستمرار فى أعمال اللجنة وتطويرها لما فيه صالح الطلاب العرب فى الأراضى العربية المحتلة، وأشادوا بدور هذه اللجنة وأهميتها فى
التصدى للتزوير والتزييف الإسرائيلى للتاريخ والحضارة والتعليم فى فلسطين. ويستعرض الاجتماع على مدى 5 أيام التقارير المقدمة من الوفود حول دور اللجنة فى مواكبة الانتفاضة وسير البرامج التعليمية الإذاعية والتليفزيونية الموجهة وتنسيق وتطوير التبادل الإذاعى والتليفزيونى ومواصلة برامج التدريب والتأهيل، ويرفع
الاجتماع تقريرا بنتائج أعماله إلى الدورة القادمة لمؤتمر المشرفين على شئون الفلسطينيين فى الدول العربية.