كشف تقرير "أماديوس" السنسوى عن نتائج إيرادات الخدمات الإضافية لشركات الطيران اليوم،الأحد أن الإيرادات القوية الناتجة عن رسوم الأمتعة وبطاقات الائتمان ذات العلامات التجارية المشتركة، قد ساهمت فى احتلال شركات
الطيران الأمريكية للمراكز الثلاثة الأولى.

وكانت "أيديا وركس"، شركة الاستشارات الرائدة فى مجال إيرادات شركات الطيران من الخدمات الإضافية، وبدعم من "أماديوس"، المزود الرائد عالمياً للحلول التقنية والتوزيع فى قطاع السفر والسياحة، قد قامت ببحث وتحليل الملفات المالية لـ104 شركات طيران من كافة أنحاء العالم لتحديد أمثلة لإيرادات الخدمات الإضافية. وأظهرت النتائج أنه فى عام 2007 قامت 23 شركة طيران فقط حول العالم بالإفصاح عن أنشطة إيرادات الخدمات الإضافية مسجلة نتيجة متواضعة بلغت قيمتها 1.72 مليار يورو (2.45 مليار دولار أمريكى). وفى غضون أربع سنوات شهد العالم تغيراً هائلاً بقيام 47 ناقلة بالإفصاح عن أنشطة إيرادات الخدمات الإضافية لعام 2010 مسجلة حجم إيرادات بقيمة 15.11 مليار يورو (21.46 مليار دولار أمريكى)، أى بمعدل نمو قدره 38% مقارنة بالعام 2009 و96% منذ عام 2008، وتأتى القيمة الإجمالية التى سجلتها هذه الناقلات الـ47 قريبة من الأرقام المتوقعة لـ"أيديا وركس" فى خريف 2010 التى بلغت 18.4 مليار يورو، حيث ترتبط إيرادات الخدمات الإضافية بقائمة عالمية تضم 150 ناقلة.

وأشار "تقرير "أماديوس" عن نتائج إيرادات الخدمات الإضافية لعام 2010" إلى ظهور اتجاهين واضحين من مراجعة البيانات المالية التى كشفت عنها شركات الطيران لعام 2010، هما: أولاً، أن شركات الطيران المشتركة بالفعل فى توفير أنشطة إيرادات الخدمات الإضافية تقوم بطرح المزيد من المنتجات فى السوق. ويظهر ذلك من خلال طرح خدمات جديدة ذات أسعار محددة، وإدخال طرق توزيع خارج الموقع الإلكترونى للناقلة. ثانياً، أصبح العديد من هذه الشركات على وعى كبير بنظام البيع بالتجزئة. كما تم ترسيخ مكانة العلامات التجارية، وأصبحت عملية تحديد السعر أكثر تطوراً، فضلاً عن زيادة عدد الخدمات المقدمة خلال عملية الحجز.

وعلق إيان ويلر، نائب رئيس "أماديوس" للتسويق والتوزيع، على الدراسة قائلاً: "أصبحت إيرادات الخدمات الإضافية جزءاً ثابتاً من بيانات دخل شركات الطيران، كما أظهرت هذه الدراسة. لقد أسهم توفير هذه الخدمات عبر الإنترنت ووكالات السفر وقنوات توزيع السفر للشركات فى تعزيز النجاح المالى الحقيقى لشركات الطيران.

ولهذا السبب فإننا نشهد زخماً متنامياً وراء استخدام نظام "أماديوس للخدمات الإضافية" الذى يساعد الناقلات على بيع خدمات إضافية وفقاً لسعر كل خدمة على حدة على موقعها الإلكترونى، أو مركز الاتصال، أو عن طريق وكالات السفر. وقد قامت 16 شركة طيران بتوقيع عقود للحصول على هذا النظام، كما أننا نواصل تطوير فعالية هذا المنتج".

وأظهر البحث الذى أجرته "أيديا وركس" أن إيرادات الخدمات الإضافية قد شهدت بالتأكيد نمواً فاق بداياتها مع شركات الطيران الاقتصادى منخفض التكلفة. وتسبب الارتفاع الكبير فى أسعار النفط فى 2008 فى حدوث خسائر هائلة، الأمر الذى دعا شركات الطيران الأمريكية إلى البدء فى فرض رسوم على المسافرين فيما يتعلق بالأمتعة التى ترسل إلى عنابر الشحن. وفى نهاية الأمر، فقد سهل تأثير هذه الرسوم الطريق على كثير من شركات الطيران لتفكر فى تقديم خدمات إضافية وفقاً لسعر كل خدمة على حدة، مما أسهم فى تحقيق زيادة مذهلة قدرها 778% منذ 2007.

وتصدرت قائمة أوائل الشركات العاملة فى 2007 ناقلات مثل "ريان إير"، و"إيزى جت"، والخطوط الجوية الوطنية الأيرلندية "إير لينجوس". ومنذ ذلك الحين، تعلمت الناقلات الكبيرة كيفية تحقيق أرقام إيرادات كبيرة فى الخدمات الإضافية. وقامت شركة "كونتينينتال" بالكشف عن نتائج إيراداتها من الخدمات الإضافية لأول مرة عند اندماجها مع "يونايتد". وقد ساهم هذا الاتحاد فى ظهور عملاق فى إيرادات الخدمات الإضافية بنتائج سنوية تتجاوز 3.5 مليار يورو أو حوالى 5 مليارات دولار أمريكى (اعتماداً على أسعار الصرف الحالية).

وكانت "دلتا" التى جاءت فى المركز الثانى قد تبنت أنشطة إيرادات الخدمات الإضافية كما ظهر من خلال توسيع نطاق رسوم الأمتعة لتشمل الخطوط العابرة للأطلسي، أما رسوم الخدمات ذات الأسعار المحددة أو وفقاً لسعر كل خدمة على حدة فقد ارتبطت بخدمة الاتصال اللاسلكى بالإنترنت "واى فاي" خلال الرحلة، ومشاهدة الأفلام حسب الطلب، وتناول الطعام على متن الطائرة، وبطاقات دخول ردهة "سكاى كلب". ويمكن أن تُعزى القفزة الكبيرة فى 2010 بشكل كبير إلى زيادة الدقة فى الإفصاح المالى عن أنشطة الخدمات ذات الأسعار المحددة فى تقريرها السنوى وزيادة إيرادات برنامج "سكاى مايلز". وكشفت الناقلة عن إيراداتها من بيع مختلف أنشطة الخدمات ذات الأسعار المحددة والتى بلغت قيمتها 2.1 مليار دولار أمريكى خلال 2010، بزيادة قدرها 1.6 مليار دولار من برنامجها للمسافر الدائم "سكاى مايلز". وتقوم "أيديا وركس" بتضمين بيع الأميال أو النقاط إلى الشركاء كنشاط لإيراد الخدمة الإضافية.

فيما كشفت "كانتاس" عن إيراداتها من الخدمات الإضافية التى بلغت قيمتها 334 مليون دولار (252 مليون يورو) من مصادر تقليدية للخدمات ذات الأسعار المحددة. وعلى أية حال، فإن برنامج "كانتاس" للمسافر الدائم قد ساهم بالفعل فى زيادة الأرباح. وبلغت قيمة الإيرادات التى سجلها البرنامج 1.108 مليار دولار (835 مليون يورو) فى عام 2010. ومن الواضح أن النقاط فى البرنامج قد اكتسبت منزلة العملة الرسمية من خلال الشراكات مع المتاجر والبنوك الأسترالية الرئيسية. ويبلغ عدد أعضاء البرنامج 7.2 مليون عضو أى بمعدل إنفاق قدره 154 دولاراً (116 يورو) لكل عضو.

وكنسبة مئوية من إجمالى الإيرادات، فإن إيرادات الخدمات الإضافية توفر مقياساً جيداً لقوة هذه الخدمات ومهارة تسويقها. وتسمح هذه الطريقة فى القياس للناقلات الاقتصادية منخفضة التكلفة بأن تتصدر قائمة العشر الأوائل فى 2009 و2010.

وتشتهر هذه الشركات بأسعارها المنخفضة، وبالتالى فإنه من السهل على إيرادات الخدمات الإضافية أن تشكل جزءاً كبيراً من الصورة الإجمالية للإيرادات، إذ تقوم هذه الشركات بتحقيق إيرادات الخدمات الإضافية من خلال المجموعة الكاملة لأنشطة الخدمات ذات الأسعار المحددة، بحيث يستفيد المستهلكون من أسلوب يعتمد على قائمة للخدمات. ويمكن الحصول على أقل الأسعار بالنسبة للمسافرين الذين يسافرون فقط بحقيبة أمتعة يدوية، ويفضلون عدم التقيد بمقعد محدد فى الجلوس فضلاً عن اصطحاب مأكولاتهم ومشروباتهم معهم على متن الطائرة.

وكان مايكل أوليرى، الرئيس التنفيذى لشركة "ريان إير"، قد عبر منذ 10 أعوام عن رغبته فى أن تحل إيرادات الخدمات الإضافية بشكل فعلى محل الحاجة لفرض رسوم على أسعار الطيران. وتعكس النتائج الموضحة فى الجدول السابق أن هذا الأمر قد يتفوق ليصل إلى 30%، فيما تراوحت المعدلات التى حققتها الشركات الأفضل أداءً بين 20 و29%. وبالتأكيد أن إيرادات الخدمات الإضافية تسهم فى الأرباح الصافية، ولا شك أنها تقلل من مشكلة ارتفاع أسعار الوقود. لكن قدرتها على تقليص أسعار الطيران يظل أمراً محيراً بالنسبة لـ"ريان إير" وقطاع الطيران.

ويعد بيان إيرادات الخدمات الإضافية وفقاً لكل راكب طريقة أخرى لتصنيف قدرة شركات الطيران على تجزئة وتفريق السعر.

لقد قفز معدل إيرادات "إير آسيا إكس" من الخدمات الإضافية وفقاً لكل راكب إلى 29.45 يورو فى عام 2010 مقارنة بنتيجة العام الذى سبقه والتى سجلت 17.07 يورو. وأظهرت النتيجة التى سجلتها "إير آسيا إكس" أن المسافرين على الرحلات الطويلة يميلون لقضاء وقتهم فى تصفح الإنترنت أثناء الرحلة. وقد تبنى المستهلكون مفهوم الخدمات ذات الأسعار المحددة خلال الرحلات الطويلة، ويعد النمو المستمر للناقلة والتخطيط لطرح أسهم للاكتتاب مؤشرات على هذا النجاح.

ويمثل الظهور القوى للدمج بين "يونايتد" و"كونتينينتال" تطوراً كبيراً بالنسبة لعام 2010. لقد عملت "يونايتد" بكد لسنوات طويلة، إذ أجادت توفير عروضها من المنتجات ذات الأسعار المحددة تحت "خيارات السفر" من خلال اسم العلامة التجارية "يونايتد". فيما كانت "كونتينينتال" تقوم بالابتكار أيضاً وأضافت خيارات تثبيت السعر والمقعد الذى يتوفر أمامه مساحة إضافية للقدمين خلال 2010. وتقدر "أيديا وركس" حجم الإيرادات المجمعة من بيع برنامجى "يونايتد مايليدج بلس" و"كونتينينتال وان باس مايلز" بحوالى 3 مليارات دولار أمريكى (2.1 مليار يورو) فى 2010. ولا شك أن تنسيق جهود إيرادات الخدمات الإضافية لهاتين الشركتين من شأنه تحقيق نتائج مرتفعة فى 2011.

وتوفر إيرادات الخدمات الإضافية مطلباً يروق بالفعل لكافة أنواع الناقلات، فهى فن زيادة الإيرادات الذى تمارسه شركات طيران عالمية تشتهر بأجنحة درجاتها الأولى الفخمة، مثل طيران الإمارات، وناقلات تبيع مجرد منتج أساسى يتمثل فى مقعد بمساحة تبلغ 30 بوصة، مثل "ريان إير".