رنا جعفر ياسين، ويضم الديوان ستين قصيدة كتبت باللغتين العربية والإسبانية تتمحور في مجملها حول الحب وحالاته.
ويبدو العمل بمجموع وتسلسل قصائده قصة عشق كاملة، تبدأ بالتعريف والتردد ثم الحب وأشواقه إلى حد الذروة ليأتي بعدها تأشير الفروقات والخلافات والابتعاد ثم الفراق والنهاية، وتتواشج مع ثيمة الحب الرئيسية مواضيع أخرى تتعلق بتعقيد العلاقات الإنسانية وتفاصيلها وأسئلتها وبهوية الطرفين، التي عبر عنها المؤلف بأسلوب بسيط ومكثف بعيدا عن التكلف اللغوي أو نمطية الصور الرومانسية.
وكان الشاعر والناقد الكوبي أوغسماندي ليسكايل قد قال أثناء تقديمه للرملي في أمسية شعرية بمدريد "عرفت الرملي كشاعر منذ أعوام طويلة، وعلى الرغم من إعجابي الشديد بروايته "تمر الأصابع" فإنني بقيت أتعامل معه كشاعر، لذا فقد سرني صدور ديوانه الجديد هذا، والذي كتبه بلغة اليوم عن موضوع كل يوم، ألا وهو الحب، فلم يقع في المعتاد من اللغة المتكلفة أو الرومانسية التي درجت عليها الغالبية عندما يكتبون عن الحب".
عقل وقلب
وأضاف ليسكايل "كتب الرملي عن موضوع قلب بلغة عقل، وبلا إسهاب أو رتوش استطاع وصف أمور معقدة ببساطة وإعطاء صورة عن إشكاليات العلاقة العاطفية في عصرنا بلغة عصرنا. إن هذا العمل هو تعاط بنضج مع تجربة حب ناضجة".
من جهته قال الرملي عن ديوانه "إنه مختارات من عشرات النصوص التي كنت أكتبها على قصاصات ومناديل المقاهي الورقية وعلب السجائر على مدى ثلاثة أعوام من عمر تجربة حب حقيقية، حيث كنت أدون أحيانا تأملاتي وردود فعلي للحظات مختلفة، بعضها كتبتها بالعربية وأخرى بالإسبانية ولاحقا ترجمتها من هاته إلى تلك".
وأضاف "أفضل تسميتها نصوصا، لأنني لا أعرف مدى شعريتها، وإن كنت أعرف بيقين مدى صدقها.. وعلى هذا الصدق أعول دائما في الكتابة والحياة". ثم أوضح ذلك قائلا "طالما تمنيت أن أكتب رواية عن الحب، فوجدت نفسي أنجز هذا المدون قبل تحقيق أمنية الرواية.. وربما يكون هذا المَخرج ما هو إلا هروب، بشكل ما، من كتابة الرواية".
ثلاث لغات
يذكر أن الديوان السابق للرملي "كلنا أرامل الأجوبة" قد صدر بين عامي 2003 و2008 بثلاث طبعات وثلاث لغات هي العربية والإسبانية والإنجليزية.
ومن أجواء ديوانه الجديد نقرأ في قصيدة "غلاف" التي يبدأ بها الكتاب:
أزيحي الغلافَ؛
قشّطي جِلد كلماتي..
ستجدينَ بأنّ عظامها ثلاثة،
وأنّ كل ما سَطَّرته
كان عَنكم.. ولَكُم:
أنتِ والموت والعراق.
أما عن عنوان الديوان "نائمة بين الجنود" فيمكننا استشفافه من خلال القصيدة التي تحمل العنوان ذاته، حيث يقول في مقطع منها:
أنا جنود خاضوا الحروب كلها
.. وخسروها.
جسدي، وجهي، رأسي، وقلبي
كلها معسكرات؛
فكيف تمكنتِ من زرع الوردة في معسكر؟!
وكيف تنعسين عاريةً بين أسلاكي الشائكة؟!
.....................
نائمة أنت بين جنود؛
أنا كلّهم
وكلّهم يحبّونكِ!.
ومن القصيدة الأخيرة التي تحمل عنوان "وداعًا" نقرأ:
" وداعاً بالعنف.. عَنوةً؛
لهذا الذي لا يريدُ فِراقنا.
للذي انتظرناه وجاء
للذي بحثنا عنه فانوجَد
وداعًا للذي لا يتكرر في قلبٍ مرّتينِ.
وداعًا للسّلام..
فها قد عاد الجنودُ.
وداعًا لهذا الوداع..
الذي لا يودّعنا... وداعًا".