إسرائيل ألف أسير فلسطيني بينهم الأسرى من الأطفال والنساء، وقرابة 500 أسير آخرين من المحكوم عليه بالسجن المؤبد والأحكام العالية.
والجديد الذي أكده القيادي في حركة حماس الدكتور إسماعيل رضوان هو مزيد من الإصرار على الشروط السابقة، إضافة إلى رفض الآسرين التنازل "ولو بجزء بسيط" من الصفقة، والنفي المطلق لوجود حراك، لإتمام عملية التبادل.
كما أن الجديد –حسب رضوان- هو رفضهم المستمر للحديث المستقبلي حول أية تطورات في هذا الشأن، وأن الدور الآن منوط بإسرائيل وهي التي تتحمل المسؤولية الكاملة لإتمام الصفقة، "دون الخوض في التفاصيل".
لا للضغوط
وشدد القيادي في حماس في حديث خاص للجزيرة نت، أنهم لن يكونوا عرضة لأية ضغوط محلية أو دولية للتنازل عن بعض شروطهم، أو التراجع عنها لأية أسباب، مشيرا إلى أن الضغط يجب أن يوجه إلى الاحتلال "لأن المشكلة تتعلق به، وهو الذي يفشل العملية".
ونفى علمه بأية مساع دولية أو إقليمية، وخاصة من مصر وتركيا، جرت من وقت قريب لإتمام صفقة التبادل.
وشاليط الذي أسره مقاومون فلسطينيون في الخامس والعشرين من حزيران عام 2006، إثر عملية "الوهم المتبدد"، أصبح إطلاق سراحه قضية "وطنية" من الثوابت الفلسطينية، حيث رُهن بتحرير الأسرى.
وحول مدى تخوّف حماس من أي ردود إسرائيلية كاختطاف قيادات من غزة أو الخارج أو قتلها، رأى القيادي بالحركة أن كل المحاولات ستبوء بالفشل، وفي النهاية ستستجيب إسرائيل للمطالب.
حتى عنصر الوقت الذي تحاول إسرائيل تسخيره لصالحها، فهو أيضا سلاح استخدمته الجهات الآسرة، فالاحتلال فشل في كل محاولاته الاستخبارية والأمنية وحتى العسكرية، لمعرفة مكان شاليط أو أي شيء عنه، وهو ما يدل على "نجاح المقاومة وحفظ الله لها"، كما قال رضوان.
ونجاح المقاومة في الحفاظ على احتجاز شاليط وإخفائه حتى الآن، هو السلاح الأهم في عملية التبادل، كما يقول مدير مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان فؤاد الخفش.
مقومات التفاوض
ورأى الخفش أن الغلبة ستكون للأقوى، وأن المقاومة الفلسطينية هي من تتمتع بهذه الصفة حتى الآن، مشيرا إلى أن إسرائيل رغم كل محاولاتها العدائية، لن تستطيع فرض شروطها على الآسرين، خاصة في ظل وجود وسطاء يمارسون دورهم.
ودعا الخفش في تصريح للجزيرة نت المقاومة الفلسطينية إلى رفع سقف مطالبها لإنجاح العملية، وإعادة التفاوض مع المحتل إلى نقطة الصفر، لأن الاحتلال وذوِي شاليط ليست لديهم القدرة على الصبر، كالمقاومة والأسرى الفلسطينيين.
كما أن الاحتلال "يتخبط" في دفع الثمن مقابل شاليط، وهو لا يريد دفعه، عبر ضغطه على الأسرى وتشديد الخناق عليهم تارة، وتكثيف عمله الاستخباري للكشف عن مكان شاليط تارة أخرى، إضافة لقيادة حملة دولية لتشويه صورة المقاومة وانتهاكها لحقوق الإنسان، "وهذا يجب أن يؤكد مطالب الآسرين".
تقليل النصر
أما المحلل السياسي هاني المصري، فرأى أن إسرائيل ستسعى لتخفيض عدد المفرج عنهم، وإبعاد جزء منهم، بهدف التقليل من النصر الذي يمكن أن تحصل عليه حماس، وبالتالي لا يشكل هذا دعما لها ولا للمقاومة ولا الإصرار على رفض الشروط الإسرائيلية.
وإسرائيل كما رجح المصري في حديثه للجزيرة نت، ستحاول الضغط نفسيا ومعنويا على الأسرى، والمراهنة على عنصر الوقت، ومعرفة مكان احتجاز أسيرها، وإن لم تتمكن من ذلك فسترضخ للشروط الفلسطينية، "وإن لم يكن بهذه الحكومة فبالحكومة القادمة".
والمطلوب هو الاستعداد الكامل من حماس والآسرين لكل الاحتمالات المتوقعة إسرائيليا، والصمود والثبات على المطالب، وإظهار أن الوقت ليس لصالح الاحتلال، وإخفاء مكان احتجازه، وإبقاء باب التفاوض مفتوحا وإبداء مرونة مع التمسك بالمطالب الأساسية.
يذكر أن عملية التبادل للأسرى التي نفذتها الجبهة الشعبية "القيادة العامة" بقيادة أحمد جبريل عام 1985، والتي أطلق بموجبها سراح 1150 أسيرا فلسطينيا، تعد آخر عملية تبادل فلسطينية إسرائيلية.