عليك يا سيدى) سيدى هل تعرف كيف كان يعالج شعبك فى عهدك دعنى أتذكر معك عندما أصيب ابنى بنزلة معوية وكادت تفقده حياته تم حجزه بمستشفى حميات دسوق لمدة أربعة أيام شاهدت فيها جميع الألوان من إهمال وعدم نظافة وصراخ وناموس وقطط بين الأسرة وبقايا قطن مدمم ودورة مياه لا تصلح للاستخدام الآدمى وعدم تواجد الأطباء فى أوقات العمل الرسمية وكتابة الدواء على ورقة كراسة لإحضارها من الخارج والمرة الثانية عندما أجريت عملية اللوزتين لنفس الطفل ونصح الطبيب المعالج أن يأخذ حقنة ريتالين بنسلين طويل المفعول كل واحد وعشرين يوما وذهبت هذه المرة إلى مستشفى دسوق العام لأخذ الحقنة، ولكن الطبيب رفض إعطاءها له بحجة أن هناك أوامر من السيد حاتم الجبلى، وزير الصحة السابق، بعدم إعطاء حقن البنسلين داخل المستشفيات العامة فأخذت ابنى على كتفى وذهبت إلى أحد المستشفيات الخاصة وتم إعطاؤها له ودفعت مبلغ عشرة جنيهات وجاء موعد الحقنة الثانية ورفض أطباء المستشفى العام والحميات إعطاءها لأن هناك أوامر صارمة من وزير الصحة بعدم إعطاء حقن البنسلين وكل من يخالف الأوامر يحول إلى التحقيق، فذهبت إلى أحد الحلاقين بدسوق لإعطاء ابنى الحقنة وتم إعطاؤها له ودفعت خمسين قرشا.. أما الكارثة الثالثة عندما أصيبت والدة زوجتى (حماتى) بخلطة دماغية أسرعنا بها إلى مستشفى دسوق العام فى الثانية صباحا، وبعد إجراء بعض الإسعافات نصحنى الأطباء بنقلها إلى مستشفى كفر الشيخ العام لعدم تجهيز المستشفى لاستقبال مثل هذه الحالات وذهبنا إلى كفر الشيخ فلم نجد أى شىء بها ونصحنى الأطباء أيضا الذهاب بها إلى مستشفى طنطا الجامعى لعدم تجهيز المستشفى لاستقبال مثل هذه الحالات وفى مستشفى طنطا الجامعى حدث ولا حرج، ولكن لن أتحدث عن شىء وأترك القارئ أن يتخيل ما حدث لنا على مدار يومين.. عرفت يا سيدى الفاضل كيف كان يعالج شعبك فى فترة حكمك وأنت تعالج من نزلات البرد فى فرنسا وتجرى العمليات الجراحية فى ألمانيا وتأخذ حقنة كل ستة شهور لإعادة الشباب ويتمتع وزراء حكومته الرشيدة بالعلاج على نفقة الدولة ويحرم منه الغلابة أرى أن تترك مستشفى شرم الشيخ الدولى الذى تعالج به حاليا ولا يعجبك الأطباء القائمون بعلاجك وتطلب أطباء من ألمانيا أن تكون نزيل مستشفى دسوق العام أو مستشفى طنطا الجامعى أو مستشفى الشاطبى بالإسكندرية حتى تتعرف على الحقيقة المخزية التى كان يعيشها شعبك، وفى النهاية تبقى كلمة (الله يشفيك).