ولعرض ما يتعلق بهذا الموضوع نستعرض هذا الكتاب الممتع الذي أبدع مؤلفه فيه وتناول هذا الموضوع من عد ة جوانب . نعرض منها مثلا:
ü قبل أن تبدأ في إصلاح عيوبك !
قبل أن يبدأ المرء بتغيير عيوبه عليه أن يتحكم في مبدأ تركيز القدرة ، ويعني هذا أن يركز بكل ما لديه من قدرات على عيب معين وإصلاحه ثم الذي يليه ثم الذي يليه وهكذا ...
وعلى الإنسان أن يوجه أسئلة والتي من خلالها يتمكن من تشكيل الشخصية : مثلا لماذا نريد تغيير هذا العيب ؟ والسبب الحقيقي لكل عيب ؟ وما العلاج المناسب؟ وهل لدينا المقدرة على تنفيذه ؟ وما الذي يمنعك من التغيير ؟
ü طريقك للتخلص من عيوب شخصيتك
ü إصلاح عيوب الشخصية يبدأ من صحتك
وتحت هذا العنوان قال المؤلف:
قد لا يتصور الكثيرون أن إصلاح عيوب الشخصية يبدأ من إصلاح الحالة الصحية للإنسان بصفة عامة ؛ لأنه ما من شك في أن الضعف الجسماني والأمراض العضوية وما يصاحبها من آلام قد تعرقل قدرات الإنسان وتشوش من صفاء شخصيته. وطالما سمعنا أن " العقل السليم في الجسم السليم " .
ü شخصية ضعيفة الإرادة .
ü كيف تسيطر على نفسك ؟ وتحت هذا العنوان ذكر :
أن عدم السيطرة على النفس من أهم المشاكل التي يعاني منها البعض وتسبب لهم المشاكل في التعامل مع أنفسهم قبل كل شيء ثم مع الآخرين الذين يتعاملون معهم .
وفي المقابل الذين يمارسون فن السيطرة على النفس هم وحدهم القادرون على أن يحتفظوا بهدوء جلي ظاهر في تعاملاتهم . والإنسان القادر على السيطرة على نفسه هو إنسان متماسك الكيان لديه " جلد فكري " وإيمان لا يتزعزع .
ولعله من المبشر أن الإنسان لديه القدرة على أن يدرب نفسه على السيطرة على النفس وهو تدريب ليس بالشاق على الإطلاق كل ما يتطلب منه هو أن تزيد ثقته بنفسه. وأن يوحي إلى نفسه بأنها قوية منيعة لتتسرب في حناياه معاني إيجابية تؤدي الثقة الفعلية بالنفس .
كما يتطلب التدريب مراقبة النفس وأن يبقى الشخص مغلقا مع نفسه لا يعرف أحد شيئا من أمره وأن يتماسك ولا يعبر بحركة ولا بإشارة ولا بكلمة عما بداخله من مشاعر سلبية .
وقد أسدى المؤلف نصيحة قال فيها : جرب – كنوع من التدريب لا كبت المشاعر – أن تواجه شيئا يزعجك ويثيرك ثم تبتعد عنه بدون أن ترد بردة فعل .
كما أضاف كثيرا من الوضوح على فكرته حينما أدلى بمفهوم مبسط للسيطرة على النفس حين قال : "... السيطرة على النفس في أبسط معانيها هو إلزام النفس بانتهاج خطة معينة وإتباع قواعد منطقية علمية وتنفيذ قرارات مدروسة وبالطبع لا يمكن أن يحدث هذا إلا عندما يستهدف الإنسان غاية شاملة عامة إليها تتجه جهوده ، ومنها تنبعث تصرفاته ..."
وقريب من هذا الموضوع ما طُرح تحت العناوين :
ü فن السيطرة على الغضب
ü كيف تتخلص من ضعف شخصيتك
ü شخصية بلا طموح
ü كيف تتخلص من السلبية خلال أسبوع؟
كل هذه الموضوعات عالجت المشكلة ذاتها لكن من جوانب مختلفة وبطرق جميلة وفيها الكثير من الإبداع .
ü كيف تنسجم مع الناس بسهولة ؟
وهنا يطرح مشكلة كثيرا ما تواجه فئة من الناس وهو ما يسمى في علم النفس ب" الهارموني مع الآخرين" وهذا الهارموني يعني الانسجام ، فإذا ما ذهب أحدهم إلى مكان ما افتقد القدرة على الانسجام مع الآخرين ولم يتقبلهم هو ، ثم كرد فعل مباشر لم يتقبله الآخرون أيضا.
وهناك دعاء كان يدعوه أحد الفلاسفة يقول فيه: " اللهم أعطني من لدنك علما يخدمنى به ذوو العقول ولا تعطني منصبا أخدم به ذوي الحظوظ " فهو يتضرع إلى الله منه طالبا علما يستطيع به أن يفتح الأبواب المغلقة التي تمنعه من الوصول إلى نفوس الناس وتعرقل الانسجام به ... أي أنه يريد أن يحظى بالانسجام مع الآخرين .
ولهذا كان الواجب على كل أحد التعرف على الأبواب التي بها يصبح إنسانا اجتماعيا من الطراز الأول : ومن هذه الأبواب:
أن يعرف الإنسان قدر نفسه ويضعها في مكانها اللائقة بها دون إسراف في ذلك ولا تقصير .
ومنها : الحب والتسامح والتخلي عن سوء الفهم والفشل إن وجد . ومن لوازم هذا الأمر تقبل نقد الآخرين وشكواهم بصدر رحب والهدوء حين يوجه إليهم نقد أو لوم أو اعتراض .
وفي نهاية الكتاب خصص المؤلف صفحات لإجراء اختبار نفسي بعنوان : هل أنت شخص عدواني ؟
كانت هذه بعض الموضوعات التي طرحت في الكتاب. وهو كتاب كما هو واضح لقارئ هذا العرض ممتع جدا واعتمد وسائل عملية منطقية للوصول إلى الأهداف التي يريدها.