في اوكرانيا بالمرأة الحديدية، متهمة باستغلال السلطة في مسالة تتعلق بعقد وقعته مع رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين بعد انقطاع امدادات الغاز من روسيا لفترة قصيرة في مطلع 2009.
وقالت تيموشنكو التي مثلت في قاعة المحكمة مرتدية بدلة لونها بيج فاتح وقد لفت شعرها الاشقر في ضفيرة حول راسها وفق تسريحتها التقليدية "يانوكوفيتش جبان. انه يخشى المنافسة السياسية والمعارضة".
وكانت تيموشنكو وصفت في وقت سابق المحاكمة بأنها "مهزلة" وعملية انتقام من تدبير السلطات.
وتابعت القول للصحافيين "ايا كان الحكم الذي سيصدر، فهو حكم ضد يانوكوفيتش وليس ضدي"، بينما احتشد الالاف من انصارها في الشوارع قرب مبنى المحكمة بوسط كييف.
ورفع المؤيدون لها اعلاما تحمل قلوبا حمراء رمزا لحزب تيموشنكو.
يذكر ان تيموشنكو كانت بين قادة الثورة البرتقالية المؤيدة للغرب في عام 2004، وقد خسرت بفارق ضئيل امام غريمها القديم يانوكوفيتش في الانتخابات الرئاسية العام الماضي، ومنذ ذلك الحين وقد زادت من حدة انتقاداتها له.
وتواجه تيموشنكو عدة تحقيقات تتعلق بعدة اتهامات منها انها كانت سببا في خسارة تكبدتها موازنة اوكرانيا، الجمهورية السوفييتية السابقة، بلغت 5,1 مليار هريفنا (190 مليون دولار) حينما وقعت على عقد طاقة جديد مع بوتين بعد انقطاع امدادات الغاز الروسية لوقت قصير في 2009.
وفي حال ادانتها بتلك التهم فقد تواجه حكما بالسجن ما بين سبع سنوات وعشر سنوات، ما يحول دون تمكنها من خوض الانتخابات البرلمانية العام المقبل والانتخابات الرئاسية عام 2015.
ودخلت تيموشنكو قاعة المحكمة وهي تحمل وردة، وسط هتافات باسمها وتصفيق مؤيديها.
ويعرف عن تيموشنكو ميلها الى المواقف الاستعراضية، وقد قامت برسم اشارة الصليب قبل بدء المحاكمة واخرجت نسخة من الدستور وكتيب صلاة صغيرا وايقونة من حقيبة يدها ووضعتها جميعا على المكتب قربها.
وقالت تيموشنكو للقاضي "هذه مهزلة وسيرك وليست جلسة استماع"، مطالبة بعزله باعتبار عدم صلاحيته للنظر في القضية.
وقالت تيموشنكو "ان النظام القضائي تعرض للخصخصة من جانب يونوكوفيتش وحاشيته"، واصفة القاضي روديون كيرييف ب"دمية الادارة الرئاسية".
والى جانبها جلس احد مساعديها وقد ارتدى قميصا كتب عليه بالخط العريض "الحرية للسجناء السياسيين".
واعرب احد الدبلوماسيين الاوروبيين الذين حضروا المحاكمة عن تشكيكه في نزاهتها.
وقال الدبلوماسي لفرانس برس دون الكشف عن اسمه "يبدو هذا شبيها بعض الشيء بالعدالة ولكنه ليس كالعدالة التي نعهدها في البلدان الاوروبية".
وغصت قاعة المحكمة بالحضور وبينهم الكثير من الصحافيين فضلا عن مؤيدين تيموشنكو الذين راحوا يهتفون "العار العار على اوكرانيا" مطالبين بقاعة اكبر للحضور.
وكتب على احدى اللافتات التي رفعها المؤيدون خارج القاعة "صوت يوليا صوت الشعب".
وطوق العشرات من رجال الشرطة، بعضهم يرتدي زي مكافحة الشغب، مبنى المحكمة.
وكانت تيموشنكو قد وقعت على تعهد بعدم مغادرة كييف ولم يصدر حتى الان امر بايداعها الحبس.
غير ان العديدين من حلفائها السابقين، وبينهم وزير الداخلية السابق يوري لوتسينكو، اعتقلوا على خلفية تحقيقات اخرى، ما حدا بالولايات المتحدة الى الاعراب عن قلقها ازاء ما وصفته بالمقاضاة الانتقائية التي تجري في اوكرانيا.
ويقول عدد من المراقبين ان تيموشنكو، المعروفة بولعها بالسلطة واناقتها، تعشق الاضواء حتى اذا سلطتها عليها محاكمة قضائية.
وكانت رئيسة الوزراء السابقة قد سجنت لوقت قصير بتهم التزوير وتهريب الغاز. غير ان تلك الاتهامات، التي وصفتها ايضا بانها ذات دوافع سياسية، اسقطت عنها في عام 2005.