قال الدكتور كمال حبيب المفكر الإسلامى، إن العلمانيين يلعبون بالورقة القبطية ويستخدمونها كمخلب قط ليس حبا فى الأقباط وإنما لتحقيق أهدافهم فى صراعهم رغم أن هناك عشرات المقالات والدراسات فى
الغرب تؤكد أن العلمانية ذهبت ولا مستقبل لها هناك.
وأشار حبيب إلى أن مصر تحتاج إلى العمل الأهلى أكثر من حاجتها لحزب سياسى جديد لأن التنمية وتأسيس نظام قوى لا يمكن أن يحدث إلا على أساس متين لمجتمع قوى ومتماسك من خلال وقوف الجماعة الوطنية (مسلمين ومسيحيين) يدا واحدة فى مواجهة من يريدون العبث باستقرار البلاد.
وأوضح حبيب أنه لا يخلو كتاب فقه إسلامى من وضع نظام يدعو إلى احترام الأقباط وحماية كنائسهم، مشيرا إلى كتاب ابن القيم (أحكام أهل الذمة) مطالبا الشباب المسيحى بعدم الانعزال داخل الكنائس ومشاركة إخوانهم المسلمين فى العمل الاجتماعى والسياسى.
من جانبه انتقد الدكتور مهندس محمد منير مجاهد منسق مجموعة مصريون ضد التمييز بعضا من كلام حبيب قائلا، إننا جميعا مسلمين ومسيحيين سبيكة واحدة تمثل مصر ولكن لابد أن نعترف بوجود تمييز على أساس الدين ( ضد الأقباط ) والنوع ( المرأة ) والمكانة الاجتماعية للأفراد خلال الفترة السابقة ضاربا أمثلة منها عند اختيار من يشغلون الوظائف فى الهيئات الحكومية وأيضا الكليات العسكرية.
وأشار مجاهد إلى أن التمييز يدفع المواطنين إلى كراهية الوطن وعدم الانتماء فضلا عن خسارة النوابغ والكفاءات، مشيرا إلى ما حدث مع الجراح العالمى مجدى يعقوب ومغادرته مصر ولولا حبه الشديد لوطنه ما عاد ليفتتح مستشفى لعلاج أمراض القلب بأسوان.
ويرى مجاهد أن المجتمع المصرى مر بالعديد من مراحل التطور إلى أن وصل إلى ما يسمى الدولة القومية والتى جاءت معها المواطنة بتعريفها البسيط (أن أبناء الشعب سواسية) مرتكزة على المساواة والحرية والمشاركة والمسئولية الاجتماعية.
جاء ذلك خلال مؤتمر (معا لأجل مصر) الذى أقامته جمعية الصراط المستقيم بالتعاون مع اللجنة الثقافية بمطرانية بنى سويف بالسينما الصيفى بقصر ثقافة بنى سويف فى حضور المئات من مواطنى بنى سويف من الجماعات الإسلامية والقساوسة وشباب وفتيات من المسيحيين وممثلى الأحزاب والقوى السياسية حيث تحدث الشيخ أحمد يوسف ممثل جماعة الجهاد حول أهمية التعاون بين المسلمين والمسيحيين من أجل استقرار مصر منتقدا محاولات زرع الفتنة والاعتداء على الكنائس خلال الفترة الماضية، منوها أن المسيحيين لهم مطالب عادلة مطالبا فى نفس الوقت المتشددين من المسيحيين بعدم استثارة المسلمين بكلمات تحرض على الفتنة مثل أين إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية. مضيفا: " لكل منا دينه ولنا حقوق وعلينا جميعا واجبات تجاه الوطن".
من جانبه أكد القمص يوسف وكيل المطرانية أن نقط الالتقاء بين المسيحيين والمسلمين أكبر منها مع اليهود معللا ذلك بقوله إن المسلمين يكرمون العذراء مريم ويؤمنون بميلاد المسيح أما اليهود فلا يؤمنون بذلك مشيرا إلى أنه يجب تعلم ثقافة السلام مما يعنى عدم وجود خلافات مما يعكس الراحة الداخلية والخارجية على الإنسان.
كما أن السلام الاجتماعى له العديد من الأركان منها الاحتكام إلى القانون والحكم الرشيد والمساواة والتمكين والمشاركة فى محاربة الفساد وحرية التعبير، مشيرا إلى أن الحوار أسرع وسيلة للوصول إلى الحلول ومطالبا بعدم السلبية حتى لا تبعد المسافات والفجوة بين الجميع.