ميرفت صادق-رام الله - كشف الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية في فلسطين حسن خاطر عن تدني الدعم العربي لمدينة القدس، ووصفه بأنه مخجل جدا ويكاد يصل الصفر، مبينا أن ملايين الدولارات التي أقرت
في القمم العربية الأخيرة لدعم المدينة المقدسة في وجه التهويد ومصادرة هويتها العربية والإسلامية، لم يصل منها شيء.
وأوضح خاطر للجزيرة نت أن الحديث عن الدعم العربي والإسلامي للقدس "محرج جدا لأن المدينة مهمشة تماما على المستوى العربي والإسلامي"، مشيرا إلى أن المبالغ التي أقرت في قمة سرت العربية الأخيرة وصلت نحو 500 مليون دولار ولكن "لم يجمع منها أي شيء".
وجاءت تصريحات خاطر على هامش مؤتمر صحفي عقدته الهيئة الإسلامية المسيحية في رام الله الخميس، وسلطت الضوء على آخر المشاريع الإسرائيلية لتهويد المقدسات والشوارع والأسماء في القدس بهدف محو هويتها العربية الإسلامية.
وقال خاطر إنه "في كل قمة عربية تخرج توصيات وقرارات لدعم صمود القدس وأهلها ومقدساتها ولكن بلغة الأرقام فإن نتيجة ما يصل القدس تقارب الصفر".
وكان خاطر يتحدث عن هجمة إسرائيلية جديدة تستهدف ما تبقى من هوية القدس العربية وآخرها تحويل القصور الأموية في البلدة القديمة إلى مكان مقدس لليهود من خلال إقامة المدرجات والساحات وربطها بساحة البراق التي تحولت إلى مصلى لليهود، ومن شأن ذلك تشكيل حزام تهويدي حول المسجد الأقصى.
وقال خاطر إن إقامة رئيس الوزراء الإسرائيلي اجتماعاً لحكومته قبل أيام بمسجد قلعة القدس في باب الخليل المؤدي للمسجد الأقصى، بالإضافة إلى تغيير أسماء الشوارع والأماكن وتشويه ملامحها العربية والإسلامية، بات يهدد هوية القدس وتاريخها وطابعها العربي الإسلامي.
وناشد الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية منظمة اليونسكو العالمية ومنظمات حقوق الإنسان ضرورة التدخل لوقف الاعتداءات الإسرائيلية على مدينة القدس، كما طالب العرب والمسلمين بترجمة قراراتهم بدعم القدس إلى أفعال.
وأوضح أن ما يقدم للقدس "مبادرات لمؤسسات عربية باجتهادات فردية وليست رسمية وغالبا ما تكون على شكل مشاريع إفطار للصائمين أو ما شابه خلال شهر رمضان، في الوقت الذي يدفع فيه رجال الأعمال اليهود مليارات الدولارات لتهويد المدينة ومحو طابعها العربي الإسلامي".
نداء للإنقاذ
وأطلقت الهيئة الإسلامية المسيحية بحضور مفتي القدس محمد حسين والناطق باسم بطريركية الروم الأرثوذكس الأب عيسى مصلح نداءً عالميا لدعم القدس وإنقاذها من خطر التهويد وتهجير سكانها بعد انهيار قطاع التعليم والسكن للفلسطينيين في المدينة بسبب قلة الدعم.
وقال المفتي محمد حسين للجزيرة نت إن الاحتلال يغير القدس ومقدساتها وأحياءها ونسيجها الاجتماعي بالقوة، مشيرا إلى تصعيد عمليات الاستيطان في البلدة القديمة والاستيلاء على المساجد والبيوت لإقامة الكنس اليهودية، وأخطرها كنيس الخراب الذي يعده المستوطنون اليهود بداية لإقامة الهيكل الثالث على أنقاض المسجد الأقصى.
وحسب التقديرات الرسمية فإن نحو 20 ألف منزل مقدسي يسكنها فلسطينيون أصدرت سلطات الاحتلال بحقها قرارات هدم قد تنفذ في أي لحظة، بينها أحياء كاملة مثل حي البستان جنوب الأقصى والمهدد بهدم 88 منزلا فيه وحي الشيخ جراح المهدد بهدم 28 منزلا فيه، لصالح إقامة مرافق للمستوطنين.
المسيحيون أيضا
وتطرق الأب مصلح للاعتداءات التي تواجهها المقدسات المسيحية في القدس، مشيرا إلى سيطرة المستوطنين على دير مار يوحنا في البلدة القديمة منذ سنوات وعدم قدرة الكنيسة على استعادته رغم العديد من القضايا والضغوط الدولية.
وناشد الأب عيسى مصلح الدول العربية وخاصة الأردن التي ترعى الأوقاف في القدس، والعالم الإسلامي والمسيحي، التدخل سريعا لإيقاف المخططات الإسرائيلية بالقدس الهادفة لتغيير معالمها الدينية الإسلامية والمسيحية.
وقال مصلح للجزيرة نت إن القدس مغلقة أمام كل الفلسطينيين ومن ضمنهم المسيحيون الذين لا يتاح إلا لأعداد محدودة منهم دخول المدينة في الأعياد فقط.
وأشار إلى المعركة التي تخوضها الكنيسة من أجل الحفاظ على أملاكها واسترجاع ما تم تسريبه للاحتلال في السنوات الأخيرة، مؤكدا أن المعركة صعبة وتحتاج إلى مؤازرة القيادة الفلسطينية واستمرار الدعم الإسلامي المسيحي العربي والعالمي.