هناك تباين ملحوظ فى الشارع المصرى الآن حول طبيعة الفكر الذى سيحصل على السلطة، والتياران الأكثر تأثيرا هو من يطالب بكونها إسلامية، ومن يطالب بأن تكون الدولة مدنية.وكل من التيارين
يرى نفسه صحيحا، البعض يتجاهل الآخر ويعتبره مخطئا، وهناك من يحترم آراء الغير مهما اختلفت معه، ولعلها بوادر الحرية كما وصفها أحد الأشخاص قائلا: "تسلمنا ريموت البلد بعد الثورة، ونحن الآن نضغط على جميع الزراير بعشوائية، وهو أمر طبيعى حتى نتعلم كيفية التحكم فى تلك العطايا التى نتجت عن رحيل نظام مبارك".
ينبع الاختلاف هذا من تباين الأهداف، فحتى الشخص المصرى البسيط عندما يسير على خطى دعوة فكرية معينة، فهذا ليس نقصا منه، وإنما قد يكون هو مقتنع بذلك ويرى فيه هدفه.
هدف الدولة المدنية هو أن نعيش فى بلد متوازن ومتماسك، يراعى فيه القانون الجميع، ولا يتم التفريق بين أحد على أسس دينية أو عرقية، وأننا نحن المواطنون نعيش فترتنا فى الدنيا فى سلام مع العالم، ونحاول النهوض بمجتمعنا واللحاق بركب الدول المتقدمة.
هدف الدولة الدينية إعلاء راية الإسلام، وإعادة وحدته كما كان فى العصور السابقة، كان هناك العلماء المسلمون والنهضة الحضارية والجيش القوى والدولة الشامخة.
والآن رؤيتنا للمستقل هى ما ستحدد وجهتنا، وإذا كان الرهان على العملية السياسية فكل منا له دور، ودورنا هو المشاركة وأن نحث غيرنا على أن يشارك فى صناعة مستقبله.