مع أمه في بيت واحد ليس معهما إلا خادمة ترعى شؤون أمه
وتخدمها , إلا أنه كان
قاسي الطبع سيء المعاملة حتى مع أمه التي فقدت
البصر و أصيبت بالشلل , فبدل أن
يشفق عليها ويعاملها بعطف وحنان
كان يسمعها بذيء الكلام الذي يؤلمها و يجرح
نفسيتها .
كان هذا الولد العاق يذهب مع أمه إلى البنك كي تستلم راتبها
الشهري فكان يجلسها على الكرسي المتحرك ويدفعها , و أثناء ذهابه بها
إلى
البنك كان يتذمر ويتكلم وبكلام جارح فكانت تسمعه وهو يقول لها :
(( أنت عمية
ومشلولة وأنا ابتليت فيك )) وكانت تتألم ولكنها لا تتفوه بكلمة .
وتبكي من كلامه
وهو يزيد من كلامه المسموم فيقول : (( والله لو ماهذا
المعاش كان رميتك في دار
العجزة )) يقول هذا الكلام وهو ينفخ بحسرة وألم
والأم المسكينة يتقطع قلبها
ألما عند سماعها كلام ولدها العاق ,
ثم يعود بأمه إلى البيت ويأخذ راتبها الذي
قبضتته من البنك ويتركها مع الخادمة
ثم يذهب يلهو ويلعب مع أصدقائه في
الديوانيات والسفر والرحلات ولا يهتم
بأمه ولا يسأل عنها ولا يبالي بما يجري
لها , بل إنه كان يمنع أي من أقرباء امه
أن يزورها أو يسأل عنها و إذا رأى أحدا
منهم طرده وأسمعه الكلام الفاحش
وهدده وتوعده وكذا كانت الأم البائسة تعاني
الويل من هالولد العاق ولكنها
لا تستطيع أن تفعل شيئا .
وفي يوم من الأيام
سافر الولد مع مجموعة من أصدقائه إلى إحدى
البلدان المجاورة , وكان سفرهم
بالسيارة , وبعد أن قضو ا إجازتهم عادوا
إلى البلاد وهم في طريق العودة إنقلبت
بهم السيارة وكانت إصابتهم
طفيفة إلا الولد العاق فقد إدخل إلى الإنعاش وظل في
المستشفى حوالي
الشهر ثم خرج ممن المستشفى على كرسي متحرك مشلولا لايستطيع
الحراك ,
وتكررت صورة ذهابه إلى البنك ولكن بدل أن يذهب مع أمه وهو
يدفعها
وهي على الكرسي المتحرك لآستلام راتبها كان هو يجلس
على الكرسي وتدفعه الخادمة
كي يستلم راتبه .
* * * *