واجه بان انتقادات حادة بسبب مبالغته بمراعاة مصالح ومواقف الدول
الكبرىأوصى مجلس الأمن الدولي بالإجماع بترشيح بان كي مون لتولي منصب
الأمين العام للأمم المتحدة لفترة ثانية تمتد لمدة خمس
سنوات ابتداء من عام 2012.
وقد
جاء قرار المجلس بتزكية بان للمنصب بعد تأجيل لمدة يوم واحد بسبب ما وصف
بأنه "أعطال فنية وأمور إجرائية" تسبب بها بعض دول أمريكا اللاتينية ومنطقة
الكاريبي.
وقال بعض المندوبين إن حكوماتهم لم تكن تريد التصويت على
قرار ترشيح بان قبل أن ينهي الأمين العام للمنظمة الدولية زيارته الحالية
إلى المنطقة.
إلاَّ أن آخرين قالوا إنهم لم يكونوا قد رأوا رسالة
بان التي يعبِّر فيها عن رغبته بالترشُّح لولاية ثانية، بينما عبَّر البعض
الآخر عن أسفه لوجود مرشَّح واحد فقط للمنصب.
يُذكر أن بان كان قد
أمَّن دعم الدول الخمس ذات العضوية الدائمة في مجلس الأمن، والتي تتمتع بحق
النقض "الفيتو"، وهي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين.
وفي
أوَّل ردِّ فعل على قرار المجلس بتزكيته للترشُّح لفترة ثانية للمنصب، قال
بان من البرازيل: "إنه لشرف كبير لي أن يصدر هذا القرار عن أعضاء المجلس
الـ 15، فأنا ممتنٌّ للثقة وللدعم اللذين منحوني إيَّاه".
"تحديات هائلة"
كما قال بان إنه "مدرك تماما للتحديات الهائلة" التي تنتظره.
وكونه
المرشَّح الوحيد للمنصب الآن، فقد بات من شبه المؤكَّد أنه سوف يُعاد
انتخاب بان، البالغ من العمر 67 عاما، للمنصب خلال اجتماع الجمعية العامة
للأمم المتحدة يوم الثلاثاء المقبل.
وقد واجه بان انتقادات حادة بسبب مبالغته بمراعاة مصالح ومواقف الدول الكبرى، وبسبب مواجهته الخجولة لمنتهكي حقوق الإنسان في العالم.
إلاَّ أن آخرين يثنون على الجهود التي بذلها بان في مجالات التغير المناخي وحقوق المرأة.
"من
وراء الكواليس"
ودافع مكتب الأمين العام للمنظمة الدولية عن أسلوب بان في
ممارسة العمل الدبلوماسي، قائلا إنه يعمل "من وراء الكواليس بدبلوماسية
هادئة لتعزيز حقوق الإنسان".
يُشار إلى أن بان، وهو وزير خارجية
سابق لكوريا الجنوبية وتولَّى منصب الأمين العام للأمم المتحدة للمرة
الأولى في عام 2007، كان قد أعلن في السادس من الشهر الجاري نيَّته
الترشُّح لولاية ثانية للمنصب.
وقال بان، الذي ستنتهي ولايته رسميا
في نهاية العام الجاري، إنه كان قد بعث برسائل إلى الدول الأعضاء في
المنظمة الدولية قال فيها إنه "يطرح نفسه بكل تواضع كمرشح لتولي منصب
الأمين العام لفترة ثانية".